الفاتيكان
22 تموز 2024, 05:50

البابا في صلاة التبشير الملائكيّ: "تمهّل، تأمّل، صلِّ لتكون أكثر رعاية"

تيلي لوميار/ نورسات
قال البابا فرنسيس في صلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد بأنْ، لكي نكون أكثر رعاية ورحمة، نحتاج إلى الإبطاء من سرعة الحياة والتخفيف من همومها، من خلال قضاء بعض الوقت في التأمّل والصلاة لإعادة شحن طاقاتنا الجسديّة والروحيّة، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

خاطب البابا فرنسيس الجموع المجتمعة لصلاة التبشير الملائكيّ يوم الأحد في ساحة القدّيس بطرس، وتأمّل في إنجيل اليوم، الذي يروي أنّ الرسل أخبروا يسوع بما أنجزوا في الرسالة التي أوكلها إليهم. ثمّ اقترح الربّ أن يأخذوا قسطًا من الراحة، لكنّ الجموع كانت دومًا في انتظارهم...

شرح البابا كيف أنّ دعوة الربّ للراحة وتعاطفه مع الجموع ليسا استجابتين متعارضتين، بل هما، في الواقع، مزيجٌ من إثنين نحن نحتاج إليهما.

أشار الأب الأقدس إلى أنّ مطالب الرسالة يمكن أن تكون مرهقة، وقد أظهر يسوع اهتمامه بالتلاميذ عندما رأى مدى تعبهم. هذا خطر دائم بالنسبة إلينا اليوم أيضًا، خصوصًا عندما يمكن أن يجعلنا الحماس لعمل رسالتنا، بمهامها ومسؤوليّاتها كلّها، ضحيّةً للنشاط المفرط، عندما تشكّل قائمة "المهام" والنتائج الأشياءَ الوحيدة التي نرى. وحذّر البابا من أنّ بإمكاننا أن نصير قلقين ونغفل عمّا هو أساسيّ، ما يرهق الجسد والروح، الأمر الذي يثقل كاهل الخدمة المقدَّمة للكنيسة وفي عنايتنا الرعويّة. وشدّد على أنْ «احذروا من ديكتاتوريّة العمل»

لاحظ البابا أنْ، في العائلات في بعض الأحيان، قد يضطرّ الأب إلى العمل طوال الوقت بدافع الضرورة لوضع الخبز على المائدة، وهذا يعني أنّ الوقت الثمين مع زوجته وأطفاله ينتهي بالتضحية به. ووصف الأب الأقدس ذلك بأنّه ظلم اجتماعيّ، وشدّد على أنْ يجب أن يكون لدى الأب والأم وقت لمشاركتهما مع أطفالهما لتربية أسرة محبّة ومن دون الاضطرار إلى الوقوع في "ديكتاتوريّة العمل".  

وتابع البابا قائلًا إنّ الحاجة إلى الراحة ليست هروبًا من العالم أو تركيزًا ضيّقًا فقط على الرفاهية الشخصيّة، ولكنّها ضروريّة لإعادة شحن جسدنا وروحنا حتّى نتمكّن من الاستجابة بعناية مُحبّة وتعاطفٍ لاحتياجات مَن هم حولنا. وأوضح أنّ الراحة والرحمة مرتبطتان: "فقط إذا تعلّمنا كيف نرتاح يمكننا أن نتحلّى بالرحمة". وأوضح البابا أنْ، عندما لا يغلب القلق على قلوبنا من العمل دائمًا ونكون منفتحين على تلقّي نعمة الله من خلال الصلاة والسجود، يمكننا عندئذٍ حقًّا "أن يكون لدينا نظرة رحيمة، تعرف كيف تستجيب لاحتياجات الآخرين".

في الختام، اقترح البابا أن ننظر إلى حياتنا الخاصّة وما إذا كان بإمكاننا إيقاف ما نقوم به وأخذ بعض الوقت لنكون مع الربّ، ونجدّد أنفسنا في الجسد والروح. وصلّى إلى الطوباويّة مريم العذراء أن تساعدنا على "الراحة في الروح" حتّى في وسط الأنشطة اليوميّة لنكون متاحين بشكل أفضل وعطوفين تجاه الآخرين.