الفاتيكان
24 كانون الثاني 2024, 08:50

البابا لحركة التّجدّد بالرّوح القدس: كونوا بناة شركة!

تيلي لوميار/ نورسات
على خدمة الصّلاة ولاسيّما العبادة، وخدمة التّبشير، شكر البابا فرنسيس أعضاء المجلس الوطنيّ لحركة التّجدّد بالرّوح القدس خلال استقبالهم يوم السّبت في القصر الرّسوليّ، حاثًّا إيّاهم على المواظبة عليهما في مسيرتهما، وعلى خدمة الجماعة بأسرها: الأبرشيّة والرّاعويّة، وعلى الشّركة وتقديم شهادة الأخوّة.

شكر الأب الأقدس هذا جاء في كلمة ألقاها للمناسبة، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد قمت كما تعلمون، خلال السّنوات الأخيرة بالتّرويج لـCHARIS كمنظّمة خدمة دوليّة لحركة التّجدّد بالرّوح القدس الكاثوليكيّة. وكذلك أتيحت لي مؤخّرًا، في تشرين الثّاني نوفمبر الماضي، الفرصة لكي أتحدّث إلى المشاركين في اللّقاء الّذي نظّمته CHARIS. أشجّعكم على مواصلة السّير على درب الشّركة هذا وعلى الاكتناز من الإرشادات الّتي تركتها لكم.

واليوم، معكم، أنتم الّذين تعتنون بالحركة على المستوى الوطنيّ، أودّ أن أشارككم نظرة رعويّة حول حضوركم وخدمتكم. أشكر الرّبّ أوّلاً وأشكركم على الخير الّذي تزرعه جماعات التّجدّد بالرّوح القدس بين شعب الله المقدّس الأمين، وأشدّد بشكل خاصّ على جانبين: خدمة الصّلاة، ولاسيّما العبادة؛ وخدمة التّبشير. إنّ الحركة المواهبيّة بطبيعتها تعطي فسحة للصّلاة وتسلّط الضّوء عليها، ولاسيّما لصلاة التسبيح، وهذا أمر مهمّ جدًّا. في عالم تهيمن عليه ثقافة الامتلاك والفعاليّة، وكذلك في كنيسة تهتمّ أحيانًا كثيرًا بالتّنظيم، نحتاج جميعًا إلى أن نعطي فسحة للشّكر والتّسبيح والدّهشة أمام نعمة الله. ولذلك أسألكم أيّها الإخوة والأخوات، أن تستمرّوا في خدمة الكنيسة في هذا، لاسيّما من خلال تعزيز صلاة العبادة. عبادة يسود فيها الصّمت، وتسود فيها كلمة الله على كلماتنا، باختصار، عبادة يكون فيها الرّبّ حقًّا في المحور، وليس نحن.

هذا هو الجانب الأوّل الّذي أشكركم وأشجّعكم عليه: جانب الصّلاة. والثّاني هو التّبشير، الّذي ينتمي أيضًا، إذا جاز التّعبير، إلى الحمض النّوويّ للحركة المواهبيّة. إنَّ الرّوح القدس، إذ يُقبل في القلب والحياة، لا يمكنه إلّا أن يفتح الأشخاص ويحرّكهم ويخرجهم؛ إنَّ الرّوح يدفعنا دائمًا لكي ننقل الإنجيل، وهو يقوم بذلك بإبداعه الّذي لا ينضب. يكفي أن نكون مطيعين ونتعاون معه، كما يخبرنا سفر أعمال الرّسل عن إسطفانوس وفيليبُّس وبرنابا وبطرس وبولس وآخرين. وتذكّروا دائمًا أنّ الإعلان الأوّل يتمّ بشهادة الحياة! ما فائدة الصّلوات الطّويلة والكثير من الأناشيد الجميلة إذا كنت لا أعرف كيف أصبر على قريبي، وإذا كنت لا أعرف كيف أبقى بالقرب من أمّي الّتي تعيش وحدها، أو من ذلك الشّخص الّذي يواجه صعوبة... إنّ المحبّة الملموسة والخدمة الخفيّة هما على الدّوام الإثبات والبرهان لإعلاننا.

الصّلاة والتّبشير. ولكن إذا جئتم إلى البابا فذلك ليس فقط لكي يُثبِّتكم في هذين المسارين اللّذين ينتميان إلى موهبتكم وتاريخكم. إنّ خليفة بطرس لديه أيضًا موهبة، وهي موهبة الشّركة، ويمكنه لا بل عليه بشكل خاصّ أن يثبّتكم فيها. الشّركة أوّلاً مع أساقفتكم. أنتم تعلمون ذلك جيّدًا، في كلّ كنيسة خاصّة، يجب على الحركات الكنسيّة أن تسعى دائمًا إلى شركة فعّالة. ولكن ما معنى هذا؟ يعني أنّه يجب على جماعة التّجدّد بالرّوح القدس أن تكون في خدمة الجماعة بأسرها، الأبرشيّة والرّاعويّة، بحسب توجيهات الأسقف الرّعويّة. الشّركة أيضًا مع الوقائع الكنسيّة الأخرى، والجمعيّات، والحركات، والمجموعات: تقديم شهادة أخوَّة، واحترام متبادل في التّنوّع، وتعاون في الالتزام بالمبادرات المشتركة، في خدمة شعب الله وأيضًا في القضايا الاجتماعيّة الّتي توضع فيها كرامة الأشخاص على المحكّ. أشكركم على التزامكم بهذا، وأحثّكم على أن تكونوا بناة شركة، أوّلاً فيما بينكم، داخل حركتكم، ومن ثمّ في الرّعايا والأبرشيّات.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أشكركم على حضوركم. سيروا قدمًا بفرح. لتحفظكم العذراء مريم، ولتكن في وسطكم على الدّوام مثلما كانت بين التّلاميذ الأوائل في العلّيّة. أبارككم وأبارك خدمتكم من كلّ قلبي. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي".