البابا يفاجئ طفلًا أعمى!
الإتّصال شكّل مفاجأة سارّة بالنّسبة لعائلة الصّبيّ، بخاصّة لوالدته أنجيلا الّتي أجابت على الاتّصال بعد تردّد لأنّ الجهة المتّصلة لم تكن معلومة المصدر، فظهر عبر الهاتف صوت يبلغها بأنّه سيمرّر لها البابا. في البداية ظنّت الأمر مزحة، لكنّ كلمات البابا عبر الهاتف الشّاكرة للهديّة الجميلة الّتي تلقّاها من ماركو، أيّ الرّسالة الّتي تلقّاها في ك2/ يناير بعد زيارته الفاتيكان، أكّدت لها أنّه المتصّل هو الأب الأقدس بذاته، فالأخير أثنى على أسلوب ابنها في صياغة الرّسالة، واقتبس منها كلمات لا يعرفها أحد سواهما، فوصفت اللّحظة بـ"المثيرة للدّهشة".
هذا الاتّصال أدهش ماركو كذلك، وأثارت حماسته وسعادته وولّدت فيه رغبة بمقابلة البابا شخصيًّا.
وكان ماركو قد روى في رسالته بحسب "زينيت"، قصّته منذ ولادته قبل أوانه، في الأسبوع السّابع والعشرين من الحمل، وكان يزن 600 غرامًا فقط، مرورًا بمرحلة مكوثه في المستشفى مدّة 6 أشهر، إلى حين عودته مع والديه إلى المنزل وفقدانه شبكيّة العين- بالرّغم من كلّ العمليّات الجراحيّة- بسبب الأوكسجين الّذي كان قد أبقاه على قيد الحياة طيلة تلك الفترة.
ولم يخفِ ماركو في سطوره ثقته الكبيرة بالله وإيمانه الّذي يسمح له بالتّطلّع إلى الأمام بقوّة وعزم، فتوجّه إلى البابا قائلًا بحسب "زينيت": "لديّ ذاكرة ممتازة، عندما كنتُ أصغي إليكَ تصلّي، تعلّمتُ الصّلوات باللّغة اللّاتينيّة وغالبًا ما أتلوها قبل الخلود إلى النّوم... أنا أستمع كلّ يوم أحد إلى العظات وأرغب في أن أتعرّف إليكَ شخصيًّا… أتمنّى أن تقرأوا رسالتي وأن تحقّقوا حلمي".