أميركا
25 تشرين الأول 2017, 05:00

البطريرك الرّاعي من واشنطن: لسنا على استعداد على الإطلاق لأن نترك أرض الشّرق الأوسط للحركات الإرهابيّة وللعصبيّات

التقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس في مقر إقامته في واشنطن قائد الجيش العماد جوزف عون الّذي وضعه في أجواء زيارته واتّصالاته الّتي يقوم بها في الولايات المتّحدة الأميركيّة دعمًا للجيش اللّبنانيّ على المستويات كافّة.

 

وكان الرّاعي قد وصل مساء الاثنين الى العاصمة الأميركيّة واشنطن في إطار زيارته الرّاعويّة إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، حيث لبّى دعوة القائمة بأعمال السّفارة اللّبنانيّة في واشنطن كارلا جزار الّتي أقامت حفل استقبال على شرفه في دار السّفارة.

بعد كلمة ترحيبيّة للسّفيرة جزّار ردّ البطريرك الرّاعي بكلمة شكر قال فيها: "بعد أن زرنا جماعتنا اللّبنانيّة والمارونيّة على تنوّعها في عدد من الولايات المتّحدة الأميركيّة، وصلنا إلى العاصمة واشنطن للمشاركة في مؤتمر الدّفاع عن حقوق المسيحيّين في الشّرق الأوسط الّذي ينظّمه رئيس الجمعيّة توفيق بعقليني".

وتابع:" نحن لسنا في حرب مع أحد لكي ندافع عن المسيحيّين بل نحن نعني بكلمة الدّفاع حماية الوجود المسيحيّ في الشّرق الأوسط إلى جانب الوجود المسلم من أجل مواصلة العيش معًا وخلق ثقافة وحضارة مشتركة، كان للمسيحيّين دور أساسيّ فيها عبر التّاريخ ونحن نريد حماية هذا الدّور. إنّ جمعيّة الدّفاع عن حقوق المسيحيّين لم تلد إلّا مع بداية الحروب في العراق وسوريا والمنطقة الّتي أصبح شعبها مهجّرًا وحياتها مهدّمة والمسيحيّون هم أوّل الّذين هاجروا منها. لقد خسرنا أعدادًا كبيرة منهم في العراق وسوريا ولبنان بسبب الأوضاع الّتي نعيشها اليوم وهكذا ولدت فكرة الجمعيّة للمحافظة على هذا الوجود الّذي هو ضرورة ماسّة لحياة الشّرق الأوسط".

وأضاف: "لقد عشنا في الشّرق الأوسط مسيحيّون ومسلمون على مدى ١٣٠٠سنة باعتدال، والخطر اليوم أن يضيع الاعتدال الإسلاميّ بسبب فورة التّنظيمات الإرهابيّة الّتي تهدم وتقتل باسم الإسلام ولا نعرف ما إذا كانوا مسلمون وما يهمّنا هو عودة المسيحيّين والمسلمين إلى الشّرق الأوسط ولسنا على استعداد على الإطلاق لأن نترك أرض الشّرق الأوسط للحركات الإرهابيّة وللعصبيّات وهذا الشّيء نرفضه ونطالب بعودة الجميع مسلمين ومسيحيّين إلى أوطانهم فلبنان يشكّل علامة رجاء للمسيحيّين في الشّرق الأوسط لأنّه استطاع أن يبني حياة مشتركة في وطن تمّيز عن البلدان الأخرى وشكّل علامة رجاء لها جميعها وهذا اللّبنان يمرّ اليوم بخطر أن يخسر شيئًا فشيئًا من هويّته."

وتابع البطريرك الرّاعي يقول: "لبنان استقبل بكلّ بمحبّة ومسؤوليّة المنكوبين الفلسطينيّين سنة ١٩٤٨ والمنكوبين من سوريا وأصبح معروفًا اليوم أنّ هؤلاء النّازحين أصبحوا يشكّلون أكثر من نصف سكّانه وهذا عبء وخطر كبير على لبنان ونحن من هنا، نخاطب الولايات المتّحدة الأميركيّة أوّلاً والأسرة الدّوليّة ثانيًا لنقول إنّه من غير المقبول أن نتفرّج على وطننا يخضع لأشخاص استقبلهم ولا يرفضهم ولكن لا يمكن أن يكون ذلك على حسابه. لذلك يجب إعادتهم جميعًا إلى أرضهم لأنّ هذا حقّهم بحكم المواطنة وتاريخهم وثقافتهم وإلّا نكون قد دمّرناهم مرّتين مرّة عند تهجيرهم من أرضهم ومرّة بقتل ثقافتهم. نأسف اليوم لأنّه عند مطالبتنا بعودتهم إلى أرضهم يفهموننا خطأ ويتّهموننا بالعنصريّة وبأنّنا نحرّض عليهم وللأسف فإنّ البعض منهم لا يعرف أنّنا عندما نطالب بعودتهم إلى بلادهم نكون ندافع عنهم لأنّ الإنسان من دون وطن هو إنسان يتيم.

وختم:" نحن اليوم في أميركا بلد حقوق الإنسان والدّيمقراطيّة الّتي تعطي معنى وقيمة لكلّ شخص بشريّ، نتطلّع إليها لأن تكون الأولى بين مجموعة الدّول الّتي تعيد لهذه الشّعوب حقوقها وكرامتها كمواطنين أصيلين في أرضهم فصنع السّلام أهمّ  بكثير من الحرب والبناء أهمّ بكثير من الهدم" .