البطريرك ساكو إلى الرّئيس العراقيّ: وثيقة وطن
"صاحب الفخامة،
أطرح على فخامتكم مقترحًا وطنيًّا يهدف إلى الخروج من الأزمات الحاليّة يحمل عنوان "وثيقة وطن"، تركّز على خطوط حمراء يجب التّمسّك بها: مصلحة الوطن ووحدته، واستقلاليّته وأمنه واقتصاده.
إنطلاقًا من حرصي على العراق، وهو مهد الحضارات، اُناشد الرّئاسات الثّلاث للقيام بتنظيم اجتماع موسَّع حول مائدة مستديرة يضمّ الكتل السّياسيّة والبرلمانيّة للحوار الحضاريّ والمسؤول، وللمصارحة والمغفرة والمصالحة والتّفاهم، بعيدًا عن الخلافات والتّشظّي والفرقة، والتّوتّرات الإقليميّة والدّوليّة، وخصوصًا أن الكابينة الوزاريّة لا تزال غير مكتملة حتّى اليوم والنّاس بقيت تنتظر توفير الخدمات.
يقينًا إنّ الحلّ ينبغي أن يكون داخليًّا، وأن يحلّ العراقيّون مشاكلهم بأنفسهم، وهذا ممكن عندما تكون النّوايا سليمة بحيث يصار إلى صدور وثيقة وطن يكون هاجسها: مصلحة الوطن ووحدته، واستقلاليّته وأمنه واقتصاده. وتكون هذه الوثيقة بمثابة عهد يلتزم به الجميع لبناء دولة المواطنة والقانون والمؤسّسات بشكل سليم، وبعيدًا عن المحاصصة والخلافات حول السّلطة والمال والتّطرّف الّتي تُضعف الدّولة وتوقف تقدّمها، وتنتهك كرامة المواطن، وتعرقل توفّر الخدمات.
من هذه الوثيقة يستقي العراقيّون بمختلف أعراقهم وأديانهم: الاحترام المتبادل، والتّعايش السّلميّ، والتّآخي والتّضامن، ويقفون بحزم وثبات في وجه كلِّ من يسيء إلى الشّعب العراقيّ.
الوحدة الوطنيّة لا تعني البتّة، إزالة الاختلافات الّتي هي طبيعيّة، إنّما تجعلها متناغمة في وحدة أسمى، فيواكب بلدنا ما نشاهده في العالم المتمدّن.
أتمنّى أن تبادروا فخامتكم إلى طرح هذه الفكرة على دولة رئيسي الوزراء والبرلمان".