البطريرك ساكو في اليوم الثّاني للباعوثا: سلوكنا يكشف شخصيّتنا

وللمناسبة، ألقى عظة على ضوء إنجيل لوقا 18/ 9- 14 حول مثل الفرّيسيّ والعشّار، قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة:  

"علينا أن نستخلص الدّرس  البليغ من المثل الّذي رواه الإنجيليّ لوقا. يكشف لنا المثل عن شخصيّتنا الحقيقيّة،  وعن تقييم  الله  لنا. إنّه ينظر إلى الدّاخل، وليس إلى الخارج: "أفكار الله ليست أفكار البشر، وطرقه ليست طرقهم" (أشعيا 55/8).

الفرّيسيّ متيقّن من نفسه، ينتصب، أيّ يعتدّ بنفسه، ويسرد لائحة بفضائله (عدت أفكاره ومواقفه انحرافًا): "أنّني لست مثل هذا العشّار". لقد وضع نفسه أمام الله بالمقارنة مع العشّار، وراح يحتقره وينتقده ويحكم عليه، وكأنّه القاضي- الدّيّان. لقد جعل نفسه محلّ الله. أمّا الله فلم يعترف من ناحيته ببرّه المزعوم، لذلك خرجت صلاتُه عن مسارها الصّحيح.

يدعونا الإنجيل إلى تجنّب كذا موقف.

العشّار، شخصٌ واعٍ بحالته المعيبة، ويريد إصلاحها. لذا نراه يعترف بخطاياه بانكسار.

يصفه لوقا: واقفٌ بعيدًا، لا يرفع نظره، يقرع على صدره. إنّه موقف شخص يستغيث بالله لإصلاح أخطائه ويطلب الرّحمة والغفران، لذا استجاب الله صلاته. إنقلب وضعه، وتغيّرت حياته.. الصّلاة ينبغي أن تنسجم مع طبيعة العلاقة مع الله لتمنح الشّعور بالسّلام والانتعاش..".