أوروبا
17 تشرين الأول 2018, 06:30

البطريرك يوحنّا العاشر يتابع جولته السّلاميّة في صربيا

زار بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر وبطريرك صربيا إيريناوس والوفد الأنطاكيّ والصّربيّ المرافق دير القدّيس نيقولاي في صربيا، حيث كان في استقبالهم متروبوليت الأبرشيّة المطران يوستينوس وأساقفة وكهنة، ورئيسة الدّير الأمّ يلينا لازوفيتش والأخوات الرّاهبات وجمهور كبير من المؤمنين.

 

في كنيسة الدّير رفع الجميع صلاة الشّكر، وألقى بعدها مطران الأبرشيّة كلمة ترحيبيّة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "إنّها بركة كبيرة وفرحة لا توصف بأن تزورونا يا صاحب الغبطة وأنتم الآتون مِن أنطاكية الجريحة المفعمة بالإيمان والمحبّة والشّهادة، فوجودكم بيننا يعطينا القوّة والثّبات في هذه الأرض الّتي ارتوت بدماء الشّهداء وفي هذا الدّير الّذي يروي قصّة وتاريخ كنيسة صربيا".

بدوره ردّ البطريرك يوحنّا العاشر شاكرًا ومؤكّدًا على عمق العلاقات بين الكنيستين قائلاً: "إنّ دير جيتشا كان ولا يزال منارة في صربيا، ونحن جئنا نشهد على هذه المنارة بناءً على دعوة مِن أخينا بالرّبّ قداسة البطريرك إيريناوس لنشدّد على طيب العلاقة والمودّة بين كنيستينا"، مشيرًا إلى دور الأديرة الأساسيّ في حياة الكنيسة الأرثوذكسيّة، مضيفًا: "ونحن في كنيسة أنطاكية لدينا العديد مِن الكنائس والأديرة الّتي تعود للقرون المسيحيّة الأولى مثل ديري سيّدة صيدنايا البطريركيّ، والقدّيسة تقلا في معلولا وغير ذلك مِن الأديرة والكنائس الّتي تشهد على عراقة الكنيسة الأرثوذكسيّة".

كما أشار إلى معاني هذه الزّيارة السّلاميّة الرّسميّة إلى صربيا، "منها التّأكيد على فرادة التّاريخ والجغرافيا بين الكنيستين، الإيمان الأرثوذكسيّ الواحد والشّهادة الواحدة"، مؤكّدًا مرّة جديدة على ثبات المسيحيّين في الشّرق بالرّغم من كلّ الصّعوبات. وختم كلمته طالبًا الصّلاة من أجل كنيسة أنطاكية وشعبها.

وترافقت الزّيارة مع تبادل الهدايا التّذكاريّة وجولة على أقسام الدّير ومحطّاته التّاريخيّة التي خطّت نضال الشّعب الصّربيّ.

ثمّ كانت زيارة لدير ستودينيستا الّذي يعود تاريخه إلى أكثر من 800 سنة، والّذي يضمّ ذخائر القدّيس سابا ووالديه. وقد أقام البطريركان في كنيسة الدّير صلاة الشّكر على نيّة الوحدة الأرثوذكسيّة والشّعبين الأنطاكيّ والصّربيّ، رحبّ بعدها رئيس الدّير الأرشمندريت تيخون كلمة بالزّائر، ثمّ قرأ رسالة منح خلالها البطريرك يوحنّا العاشر وسام الدّير من الدّرجة الأولى.

البطريرك الأنطاكيّ ردّ شاكرًا معبّرًا عن غبطته الكبيرة قائلاً: "تغمرنا يا صاحب القداسة غبطة كبيرة لأنّكم جعلتمونا نتعرّف بهذه الزّيارة السّلاميّة الرّسميّة على الإرث والتّراث الكنسيّ الصّربيّ، وكيف حافظ هذا الشّعب طيلة السّنوات الّتي خلت على إيمانه الأرثوذكسيّ ولا يزال.

هذه المعرفة اليوم بهذا الإرث هي بركة كبيرة لنا ولأصحاب السّيادة والوفد المرافق لاسيّما أنّنا نتبرّك في هذه الزّيارة مِن ذخائر القدّيسين سابا ووالديه وغيرهم مِن الّذين خطّوا طريق القداسة في الكنيسة الصّربيّة الأرثوذكسيّة.

نعم يا صاحب القداسة، إنّ القبر الموجود في داخل الكنيسة ينضح بالطّيب، وهذا الطّيب لهو علامة على إيماننا الأرثوذكسيّ المشارك لنا جميعًا، لأنّنا وعندما نكرّم ذخائر القدّيسين فهذا التّكريم بمثابة شهادة للعالم وعادة قديمة في الكنيسة الأرثوذكسيّة، وتعبير عن أنّ الّذي يحيا بالمسيح يسوع فبالنّعمة يتقدّس.

نعم يا أحبّة، إنّ ذخائر القدّيسين هي درس كبير لنا جميعًا لنتعلّم كيف عاشوا وشهدوا لهذا الإيمان الأرثوذكسيّ حتّى أنّ البعض قدّم حياته وسفك دمه".

هذا وأسف البطريرك يوحنّا العاشر على الحروب والصّراعات بين الأمم، مؤكّدًا على ما تحمله الزّيارة من رسالة سلاميّة ووحدة وتماسك، رافعًا الصّلاة من أجل خلاص العالم ووحدة الأرثوذكسيّة والعالم الأرثوذكسيّ.

بعد الكلمات كان تبادل للهدايا التّذكاريّة، وعرض راقص وتراثيّ صربيّ لمجموعة من الأطفال، وزيارة لأطفال التّعليم المسيحيّ الّذين حثّهم على التّمسّك بالقيم والإيمان.