العالم
04 أيلول 2024, 09:40

الحوار بين الأديان في قلب زيارة البابا إندونيسيا

تيلي لوميار/ نورسات
بينما ترحّب إندونيسيا بزيارة البابا فرنسيس، يتحدّث كاهن إندونيسيّ، مسؤولٌ في دائرة الحوار بين الأديان، عن أهمّيّة رحلة البابا الرسوليّة الخامسة والأربعين خارج الفاتيكان، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

بدأت الرحلة الرسوليّة الخامسة والأربعون للبابا فرنسيس خارج الفاتيكان والتي تأخذه إلى أربع دول في آسيا وأوقيانوسيا، بإندونيسيا، حيث يشكّل المسلمون 87٪ من السكّان.

إندونيسيا هي أيضًا أمّة تتّسم بالتعاون العميق بين الأديان، وهي مجتمع تعدّديّ حيث توفر مبادئ "البانشاسيلا" التي سنوسّع قليلًا في تقريرٍ لاحق، الأساس للانسجام والرعاية واحترام الآخرين.

ولد الأب. ماركوس سولو كيووتا في جزيرة فلوريس الإندونيسيّة. هو مسؤول في دائرة الحوار بين الأديان ويتمتّع بخبرة واسعة في العمل في مجال العلاقات بين الأديان، وخصوصًا بين الكاثوليك والمسلمين في آسيا والمحيط الهادئ.

في مقابلة قبل رحلة البابا فرنسيس الرسوليّة، أكّد الأب ماركوس مركزيّة الحوار بين الأديان في بلاده، التي قال إنّها تتميّز بعمق تنوّعها.

وأوضح أنّ "إندونيسيا مجتمع تعدّديّ للغاية"، وهي تضمّ 17 ألف جزيرة وعددًا لا يحصى من المجموعات العرقيّة والأديان واللغات.

وقال إنّ هذا التنوّع يتطلّب انخراطًا يوميًّا في الحوار بين الأديان، الذي يشمل أشكالًا مختلفة مثل "حوار الحياة، وحوار التعاون، وحوار التبادلات الروحيّة، وحوار التأمّلات اللاهوتيّة، وحوار القلب "كما قال البابا يوحنّا بولس الثاني".  

أخبر الأب ماركوس أنْ، من أبرز أحداث زيارة البابا فرنسيس توقيع إعلان مشترك في مسجد الاستقلال في جاكرتا، ما يرمز إلى أهمّيّة تعزيز التفاهم المتبادل والسلام بالنسبة إلى الأمّة والبابا الذي، بحضوره، "يمنحنا الإلهام للقيام بالحوار البين-دينيّ بطريقة أفضل"، و"يسعدني شخصيًّا أنّ برنامج الحوار بين الأديان هو في محور زيارة البابا فرنسيس إندونيسيا".

يتضمّن دور الأب ماركوس في دائرة الحوار بين الأديان تعزيز العلاقات مع المنظّمات الدينيّة حول العالم. ومع ذلك، أوضح أنّ تعقيد الديناميكيّات الدينيّة الداخليّة في إندونيسيا شكّل تحدّيات في إقامة تعاون موحّد مع المنظّمات الإسلاميّة في البلاد.

وعلى الرغم من هذه التحدّيات، أكّد أنّ الدائرة والكرسي الرسوليّ يحافظان على علاقات إيجابيّة مع المسلمين الإندونيسيّين، فـ"منذ سنوات عديدة، أقامت بعض الشخصيّات الإندونيسية البارزة علاقات جيّدة مع المجلس البابويّ للحوار بين الأديان في الفاتيكان وكنّا ندعوهم بانتظام للمشاركة والحضور في الاجتماعات الدوليّة. وقد جاؤوا وشاركوا بفرح..."

وأضاف "سيلتقي البابا بالناس والنساء المحجّبات والمسلمين بأنواع مختلفة من الملابس وأيضًا بالبوذيّين والهندوس. إنها فسيفساء وجميلة"، لافتًا إلى أنّ هذه الزيارة هي أكثر من مجرّد حدث احتفاليّ؛ هي إعادة تأكيد التزام البلاد بالحوار بين الأديان والوحدة.

وأشار الأب ماركوس إلى أنّ البابا فرنسيس "يناضل دائمًا من أجل قيم السلام والوئام والعدالة والعيش المشترك" وهو يعتقد أنّ هذه التجربة ستؤثر بعمق على الأب الأقدس.

"البابا"، تابع الأب ماركوس، "يأتي ليكون مع الناس من الديانات المختلفة كلّها في إندونيسيا، الشعب الذي تبنّى بالكامل ممارسة silaturahmi التي تعني "الالتقاء ببعضنا البعض، لتعزيز ثقافة اللقاء وعيشها".