متفرّقات
14 تشرين الأول 2022, 12:52

الرّئيس عون منح رابطة "كاريتاس" وسام الاستحقاق اللّبنانيّ الفضّيّ ذي السّعف لمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها

تيلي لوميار/ نورسات
أعرب رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون عن أمله في أن تنحسر تدريجًا الظّروف الاجتماعيّة الصّعبة التي يمرّ بها اللّبنانيّون في هذه الأيّام الصّعبة التي نتجت من تراكمات أكثر من ثلاثين سنة من الإدارة الخاطئة لشؤون البلاد، والسّياسات الاقتصاديّة والماليّة التي اعتمدت وجعلت من الاقتصاد اللّبنانيّ اقتصادًا ريعيًّا بدلاً من أن يكون اقتصادًا منتجًا.

ولفت الرّئيس عون إلى أنّه سعى إلى التّخفيف قدر الإمكان من معاناة اللّبنانيّين من خلال برامج دعم ومساعدة، لاسيّما للعائلات الفقيرة، خصوصًا بعدما تجاوزت نسبة الفقراء 75%، علمًا أنّ أيّ مساعدات مشكورة تقدّم إلى المعوزين تعتبر دعمًا موقتًا لا يحقق استمراريّة إلّا إذا نهض الاقتصاد الوطنيّ من جديد، "وهو ما نأمله بعدما وضعنا لبنان في بداية الطّريق للاستفادة من ثروته النّفطيّة والغازيّة على إثر انجاز ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة".

كلام الرئيس عون جاء خلال الاحتفال الذي أقيم في قصر بعبدا والذي منح خلاله رابطة "كاريتاس لبنان" وسام الاستحقاق اللّبنانيّ الفضّيّ ذي السّعف لمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها، وقد تسلّمه رئيس الرّابطة الأب ميشال عبّود. 

وحضر الاحتفال، المشرف على أعمال "كاريتاس" في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران ميشال عون، ونائب رئيس الرّابطة الدكتور نقولا الحجار، والسّيّدات والسّادة: فادي كرم، نديم نادر، الاب زياد حداد اللعازاري، مي مرهج، ميراي حداد، دولا شمعون، فيليب صالح، سيرج قرنبي، جيلبير زوين، جورج ابي حنا، روجيه شاهين، نايلة الخوري، عازار عازار، واندره قويق.

في مستهلّ الاحتفال، ألقى المدير العام للمراسم والعلاقات العامّة في رئاسة الجمهوريّة الدكتور نبيل شديد كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم، في رحاب قصر بعبدا، بدعوة من سيّد القصر فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، لتكريم رابطة "كاريتاس-لبنان". 

هي الحاملة، منذ تأسيسها همّ اللّبنانيّين، حتّى غدت مثالًا للكنيسة القياميّة، التي في حضورها عزاء الحياة التي لا تنهزم، وفي عملها رجاء الانتصار على الألم والحاجة.

بها، تشفى جراح كثيرين، من مختلف الانتماءات والأديان، حيث يتجسَّد، في الفعل، قول صاحب الرّؤيا: "سيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، لأنّ الأمور الأولى قد مضت".

إنّ مسيرة رابطة "كاريتاس" مع لبنان، مسيرة مكلّلة بعطاء لامحدود، بأسمى ما في البعد الإنسانيّ، وسائر نحو الأبعد، بإطلالات السّماء على الأرض. وقد توالى على تحقيقها رؤساء أجلاْ، وصولًا إلى حضرة الأب ميشال عبّود الكرمليّ الذي نفخ فيها روحًا متجدّدة، جعلت من الرّابطة، أكثر من حضور: نعمة رجاء. وقد عاونه فيها، إلى مسؤولين مؤمنين، شبيية كاريتاس التي تجلّت دورًا، ومكانة وإندفاعًا راقيًا، فاعلًا، ومؤثّرًا.

لأجل كلّ ما قدّمته، رابطة "كاريتاس-لبنان" على إسم لبنان، وفي سبيل مساعدة الإنسان المحتاج فيه، قرّر فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، منحها وسام الاستحقاق اللّبنانيّ الفضّيّ ذو السّعف، في هذا الاحتفال، الذي شاءه أيضًا تحيّة تقدير وعربون وفاء وامتنان، وحافزًا لعطاء بعد أكبر." 

وعلى الأثر سلّم الرئيس عون الوسام للأب عبود، ثمّ ألقى المطران عون كلمة شكر فيها الرّئيس عون على مبادرته تجاه "كاريتاس" التي عملت خلال 50 عامًا على طول مساحة الوطن في خدمة الإنسان، ولاسيّما كلذ محتاج. وقال: "فرحتنا اليوم كبيرة إذ نرى الدّولة اللّبنانيّة بشخص رئيسها، تقدّر عطاءات "كاريتاس" لاسيّما في هذه الظّروف الصّعبة حيث الرّابطة حاضرة على رغم الإمكانات المحدودة، لتنفيذ مشاريع إنسانيّة واجتماعيّة في كلّ لبنان، فضلاً عن الدّعم الذي تقدّمه للأسر المحتاجة."

وهنّأ المطران عون رئيس الجمهوريّة على موافقة لبنان على ترسيم الحدود البحريّة الجنوبيّة، منوّهًا بالمواقف الصّلبة للرّئيس عون وتمسّكه بالحقوق اللّبنانيّة كاملة، ما مكّن من الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود في المفاوضات.

الأب عبود

ثم أقى الأب عبود كلمة قال فيها:

"فخامة الرّئيس،

نقف أمامكم اليوم لنشكركم لهذه اللّفتة ولهذا الوسام الذي تتفضّلون بتخصيص كاريتاس لبنان به وهي تحتفل باليوبيل الذّهبيّ لتأسيسها. هذا الوسام يقدّم لتاريخ كاريتاس الذي كُتِبَ بصراخ البائسين والفقراء، بدموع الأمّهات والآباء يقفون أمامنا ومعنا وفي داخل مراكزنا يطلبون النّجدة لنقف إلى جانبهمفي تربية أولادهم وقد عاكستهم الظّروف، كُتِبَ بوجع كلّ مريض بحاجة إلى حبّة دواء لتخفف أوجاعه، بتنهّد كلّ عجوز استقبلناه في دارِنا، بإمتنان كل أهل استقبلنا أولادهم الذين قست عليهم الحياة فأعاقت نموّهم الفكريّ والجسديّ، بعرفان جميل كلّ رجل وإمرأة تمكّنوا من الحصول على عمل فاستطاعوا أن يستمرّوا في هذه الحياة بكرامة، وكلّ إنسان خدمته كاريتاس.

كلماتٌ كثيرة كتبت تاريخ كاريتاس لبنان خلال الخمسين سنة المنصرمة. فهي وُلِدت من رحم الأزمات وعملت فيها ومن خلالها وما زالت مستمرة بعون الله وحمايته وبفضل صلاة الكثيرين الذين رافقونا.

هذا الوسام الذي نتشرّف بتسلمّه من فخامتكم اليوم كمجلس إدارة ومدراء نقدّمه لكلّ من طبع تاريخ كاريتاس لبنان، مَن عمل فيها، ومَن تطوّع فيها، ومَن تعاقب في مجالس إدارتها من أساقفة وكهنة ومكّرسين ومنتسبين وقدامى من خمسين سنة حتّى الآن. كثر فخامة الرّئيس هم الذين يعملون داخل كاريتاس كمتطوّعين وموظّفين، في الأقاليم كافّة، وفي أقسام الشّبيبة، وفي كلّ قطاعاتها، يقدّمون ما عندهم بكلّ تفانٍ. ولا ننسى كلّ من أفنَوا عمرهم وما زالت كاريتاس في ذاكرتهم، ومن سبقونا وهم يرافقوننا من علياءهم، ونحن بصلاتهم نتقوّى.

نطلب من الله ونحن نتسلّم هذا الوسام أن نكون دائمًا فعلةً صالحين في مجتمعنا آملين أن تبقى كاريتاس لبنان في خدمة الوطن الحبيب من خلال خدمةِ إنسانِه.                

شكرًا فخامة الرّئيس على هذا التّكريم لكاريتاس لبنان، وما لنا إلّا أن نقدّم صلاتنا واستمرارنا وثباتنا، ونعرف جميعًا أنّ كلّ عملِ خير يُدَّخَر في السّماء حيث يسكن الله، وهناك يكون موطننا الحقيقيّ بعد تعب هذه الحياة."

وردّ الرئيس عون مهنئًا رابطة "كاريتاس" ورئيسها الأب عبود، منوّهًا بالأعمال التي تقوم بها في كلّ لبنان من دون التّميّيز بين فئة وأخرى "وهذا أفضل عزاء للإنسان المحتاج والمعذّب". وأشاد رئيس الجمهوريّة بما قدّمته "كاريتاس" على مدى 50 عامًا، قائلاً:" عملكم الصّامت أكبر تقدير لكم لأنّه يبقى في قلوب الذين مددتم يد العون لهم".

المطران ميشال عون

وكان الرّئيس عون استقبل راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون، وعرض معه الأوضاع العامّة وحاجات الأبرشيّة وعددًا من المواضيع الوطنيّة.