أوروبا
06 كانون الأول 2021, 08:50

الرّاعي من سيّدة النّعم- نيقوسيا: إنّ الله وحده سيّد التاريخ وهو رحوم ولا يقبل بالظّلم والاستبداد

نورسات/ قبرص
واصل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي زيارته الرّعائيّة إلى جزيرة قبرص حيث ترأّس قدّاسًا إلهيًّا في كاتدرائيّة سيّدة النّعم- نيقوسيا على نيّة أبناء الأبرشيّة ورعاياها. وقد عاونه في خدمة القدّاس لفيف من المطارنة والآباء الكهنة، بحضور النّائب اللّبنانيّ المارونيّ جون موسى، سفيرة لبنان لدى قبرص كلود حجل، د .فادي قمير، الوفد اللّبنانيّ من الرّابطة المارونيّة، تجمّع الموارنة من أجل لبنان، رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، وحشد كبير من المؤمنين.

إستهلّ القدّاس بكلمة لراعي أبرشيّة قبرص المارونيّة المطران سليم صفير، رحّب بها بالبطريرك الرّاعي والوفد المرافق وقال: "إنّ حضوركم يا صاحب الغبطة هو حضور فرح دائم حيث تزورون جزيرة قبرص للمرّة الثّانية لذلك دعوتنا اليوم أن نكون باتّحاد دائم معكم يا صاحب الغبطة وبوحدة الإيمان والتّدبير الّذي أعطاكم إيّاها الرّبّ، نسأل الله أن ترافقك والدة الإله في كلّ أعمالك الكنسيّة".

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظة بعنوان "لمّا حان وقت أليصابات لتلد وضعت ابنًا"، وقال: "اليوم هو عيد مولد يوحنّا المعمدان، نتعلّم من هذا العيد  أنّ الله هو سيّد التّاريخ البشريّ ويتمّم خلاصه بواسطة المؤمنين والمؤمنات.

زكريّا وأليصابات وابنهما يوحنّا هم من الأشخاص الّذين أرادهم الله ليكونوا معاونيه لإتمام مشروعه الخلاصيّ. وهذا نموذج  لكلّ إنسان أيّ إنسان أراده الله أن يكون معاونًا لإتمام تصميمه الخلاصيّ في التّاريخ حيث لا يمكننا أن نفصل فصلاً كاملاً بين تصميم البشر وتصميم الله الخلاصيّ".

تابع: "إنّ الله هو سيّد التّاريخ لا أحد سواه، ونحن مدعوّون للعيش بالانفتاح والبحث عن الله وعلينا أن لا نعتبر أنّ الآفاق هي مقفلة نهائيًّا. أكثر من ذلك، إنّ مار بولس يقول علينا أن نستمرّ بالرّجاء ما يدلّ حتّى لو كانت الأبواب مقفلة علينا أن نبقى بحالة رجاء".

أضاف: "لقد أردت من هذا التّأمّل في الإنجيل أن أؤكّد على كلمتين، الكلمة الأولى للموارنة القبرصيّين أو غير القبرصيّين هو أن تتحلّوا بالرّجاء وأن يكون لديكم الأمل بالعودة إلى حياتكم في قراكم.

أمّا الكلمة الثّانية فهي للّبنانيّين لأنّ الكلّ يعيش ويحمل همّ الشّعب اللّبنانيّ وما هو مصير هذا الشّعب، لذلك أقول ما من شيء سيستمرّ هكذا، لأنّ الله رحوم ويرفض الظّلم والاستبداد لذلك نصلّي برجاء وانتظار ونقول يا ربّ تعالى وحقّق تصميمك. وعلى أهالي قبرص ولبنان أن يستمرّوا بالعلاقة الرّوحيّة مع الرّب والصّلاة الدّائمة والصّدقة لكي يستحقّوا تجلّي الرّبّ."

وإختتم البطريرك الرّاعي عظته بالقول: "عرفناكم أكثر في هذه الزّيارة، أحببناكم أكثر، وأنتم بقلوبنا  وصلاتنا أكثر وقضيّتكم سنحملها بأمانة وبعملنا الدّؤوب وفق إمكاناتنا... إبقوا صامدين بقوّتكم ومحبّتكم وتضامنكم".

في ختام القدّاس، قدّم المطران سليم صفير والأب أنطوان سكّر صليبًا  مقدّسًا نسخة عن صليب كرباشا، القرية الواقعة في قبرص الشّماليّة.