لبنان
08 كانون الأول 2021, 06:00

الرّاعي من قلب بيروت في زمن الميلاد: بيروت ترنّم وجعها، لكنّها ترنّم رجاءها

تيلي لوميار/ نورسات
تلبية لدعوة راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر ولجنة مهرجان "بيروت ترنّم"، حضر البطريرك المارونيّ الكاردينال ماربشارة بطرس الرّاعي إلى وسط العاصمة، لحضور رسيتال ميلاديّ أحيته برعايته جوقة فيلوكاليا بقيادة الأخت مارانا سعد بالاشتراك مع السّيّدة لينا فرح غاوي، في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط العاصمة بيروت.

وللمناسبة، رحّبت رئيسة لجنة مهرجان "بيروت ترنّم" ميشلين أبي سمرا، بالبطريرك الرّاعي والحاضرين بكلمات معبّرة عن حزن بيروت ولبنان، قائلةً: "إنّنا في قلب العاصمة المظلمة والمظلومة، سوف نكون النّور، هذا النّور الميلاديّ الإلهيّ الّذي سوف يُعيد للبنان ميلاده، بمثابرة أوفيائه وأنتم على رأس القائمة يا صاحب الغبطة، أنتم كلمة الحقّ في وجه الظّلم، وكلمة الفصل في مراحل التّماهي بمصير الوطن والتّمادي بقتل شعبه الجبّار."

وكانت للرّاعي كلمة أبويّة في المناسبة دعا فيها كلّ اللّبنانيّين للتّسلح بالرّجاء الإلهيّ، معتبرًا أنّ الكلمة الفصل هي دومًا لله، لعدالة الله، ورحمته وليست للنّفوذ والمال والسّلطة، معتبرًا أنّه بإمكاننا ترميم كلّ شيء بالمال ما عدا الإنسان وكرامته.

وتوجّه لراعي أبرشيّة بيروت ولجنة المهرجان والحاضرين بالقول: "شكرًا لكم يا صاحب السّيادة لأنّ بيروت ترنّم اليوم الميلاد في كنيسة مار جرجس الّتي نالت نصيبها من انفجار بيروت، وفيها اليوم ترنّم بيروت ألمها ووجعها، ترنّم بيوتها ومؤسّساتها المدمّرة، ترنّم نزيفها وجرحاها وضحاياها، ترنّم تهجير أهلها وظلمها وظلمتها، ولكنّها ترنّم رجاها مع المسيح الّذي لم يُنه حياته الأرضيّة يوم الجمعة على الجلجلة، إنّما يوم الأحد مع القبر الفارغ وانتصار القيامة، وهذا ما ننتظره للبنان الحبيب، نصيب القيامة والميلاد الجديد في وجه من قتلوا بيروت مرّتين، الأولى يوم انفجار مرفئها والثّانية يوم عرقلوا مسار العدل والعدالة لكشف أسباب وحقيقة أبشع جريمة في تاريخ لبنان.

وها نحن اليوم نُجدّد فينا صورة لبنان الحقيقيّ مع جوقة فيلوكاليا بقيادة الأخت مارانا سعد، ومع كلّ البرامج الّتي وضعتها لجنة مهرجان بيروت ترنّم الميلاد، بغية استعادة أنفاس الحياة لبيروت ولبنان والنّفوس المتألّمة إبّان ما حلّ فينا في الآونة الأخيرة".

وفي الختام، كانت كلمة الشّكر لرئيسة معهد وجمعيّة وجوقة فيلوكاليا، الأخت مارانا سعد، اختصرتها بعبارة واحدة: "لا كلام يعلو كلام البطريرك، وجلّ ما نريده الحياة، وأعظم ما نقدّمه لخلاص هذا الوطن، هو ما شاهدتموه وما سمعتموه اللّيلة منّا ومعنا لأجلكم ولأجل إحياء الرّجاء والأمل في نفوسنا ووطننا وحياتنا، عسانا أن نبلغ سلام المسيح، فنحبّ جمال الله فينا ونسعى لإظهاره وتظهيره بأعمالنا والإيمان ".