الفاتيكان
18 تشرين الأول 2025, 17:25

الرّاعي يترأّس قدّاس التّسلّم والتّسليم للوكالة البطريركيّة المارونيّة في روما

تيلي لوميار/ نورسات
في أجواءٍ من الصّلاة والرّجاء، احتفلت الكنيسة المارونيّة في روما بالقدّاس الإلهيّ ترأّسه البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بمناسبة حفل التّسلّم والتّسليم بين الوكيل البطريركيّ الجديد المونسنيور جورج أبي سعد، والوكيل البطريركيّ السّابق المونسنيور رفيق الورشا.

وقد تميّز القدّاس بحضور عددٍ من الأساقفة والكهنة والرّهبان والرّاهبات، إلى جانب السّفير اللّبنانيّ لدى الكرسيّ الرّسوليّ غادي الخوري بالإضافة إلى عدد من الرّسميّين ومدير عام تيلي لوميار ورئيس مجلس إدارة نورسات جاك الكلاسي وعقيلته وأبناء الجالية اللّبنانيّة المقيمين في العاصمة الإيطاليّة.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظة تناول فيها معنى الموت والحياة في ضوء الإيمان المسيحيّ، مؤكّدًا أنّ "الموت ليس نهاية، بل عبورٌ نحو ملء الحياة في اللّه".

ودعا الرّاعي المؤمنين إلى قراءة علامات الأزمنة وفهم الأحداث التي يعيشها العالم ولبنان بعمقٍ ومسؤوليّة، قائلاً "علينا أن نقرأ التّاريخ في لحظته، وأن ندرك أنّ يد اللّه ما زالت تعمل في قلب الأحداث، وقد لمسنا حضوره في محطّات كثيرة من تاريخ وطننا".

كما عبّر الرّاعي عن شكره للمونسنيور رفيق الورشا على خدمته وتفانيه خلال فترة وكالته في روما، متمنيًّا له التّوفيق على رأس النّيابة البطريركيّة في جونيه. كما وتمنّى للمونسنيور جورج أبي سعد كلّ التّوفيق في مهمّته الجديدة، "ليواصل بروح المحبّة والرّسالة خدمة الكنيسة المارونيّة وأبنائها المنتشرين في العالم".

وكانت كلمة للمطران يوحنّا رفيق الورشا قال فيها: "منذ ستة سنوات، وقفتُ على هذا المنبر عينه، لأتسلّم رسالة الخدمة والوكالة البطريركيّة في روما. وها أنا اليوم، أقف من جديد، لكن بروحٍ مملوءة شكرًا للّه، لأسلّم الأمانة التي ائتمنني عليها غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي.

أتذكّر يومها كلمة الرّبّ التي رافقت بدايتي: «لا تخف، لأنّي أنا معك»، وقد كانت لي سندًا في كلّ مرحلة من هذه المسيرة. لم أخف يومًا في تحمّلي للمسؤوليّة، لأنّني كنت أعلم أنّ اليد التي دعتني هي اليد التي تسندني.

في كلّ مهمّة جديدة، هناك انسلاخٌ عن أناس نحبّهم، وعن أماكن ألفناها، لكنّ الطّاعة للمسيح هي التي تُعطينا القوّة لنمضي في طريق الخدمة بثقة ورجاء.

واليوم، أفرح بأن أرى من يخلفني في هذه الرّسالة، المونسنيور جورج أبي سعد، وهو رجل ممتلئ من النّعمة الرّوحيّة، وسيتابع المسيرة بكلّ نجاح، بإرشاد الرّوح القدس وبروح التّواضع والخدمة.

أشكر غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي على ثقته الأبويّة، وأشكر كلّ من تعاون معي في هذه السّنوات، من إخوة كهنة، ورهبان، ومؤمنين، وطلّاب المعهد الحبريّ، الذين كانوا بركة في حياتي وخدمتي.

ليكن الرّبّ معنا جميعًا، وليبقى حضور الكنيسة المارونية في روما منارة."

ومن جهته، ألقى الوكيل البطريركيّ الجديد للكنيسة المارونيّة لدى الكرسيّ الرّسوليّ المونسنيور جورج أبي سعد كلمة من القلب، قال فيها: "في قلبي اليوم فرح كبير وفخر عميق بطلّاب المعهد الذين رافقتهم في مسيرتهم، سواء في الإكليريكيّة في غزير أو طلّابًا في  الجامعة في كلّيّة اللّاهوت الحبريّة الجامعة. وأرافقهم اليوم في المعهد المارونيّ في سنوات اختصاصهم ودراساتهم العليا. 

رأيت فيهم العزم على المثابرة، والإصرار على النّموّ، والعطش إلى العلم والحياة الرّوحيّة معًا. إنّهم ثمرة تعبٍ ومحبّة، وإيمان بأنّ الغد يُبنى بالعلم والتّقوى.

كلّ كاهن يحمل في قلبه رغبة صادقة في خدمة الرّعيّة. ومن بين سنواتي الخمس والعشرين في الكهنوت، خدمت سبع سنوات فقط في الرّعايا مباشرة، أمّا باقي السّنوات فكانت أيضًا في خدمة الرّعيّة، ولكن بشكلٍ آخر، من خلال المهام التي أوكلت إليّ، والتي هدفت إلى خدمة الكنيسة والنّاس بروح الرّسالة نفسها.

فخدمتي للإكليريكيّين هي خدمة من نوعٍ آخر، خدمة في العمق، إذ أرى فيها إعدادًا لخدّام الغد، وتكوينًا لجيلٍ يحمل شعلة الإيمان والمعرفة إلى أبعد مدى. 

رعاية الإكليريكيّين ليست مجرّد مهمّة إداريّة أو تربويّة، بل هي مهمة جديدة أوكلت إليّ أشكر اللّه عليها هي مشاركة في صناعة الدّعوات الكهنوتيّة، وزرع في أرضٍ خصبة كي تنبت كهنةً يحملون وجه المسيح وخدمة الكنيسة.

واليوم، وأنا أرى طلّابي يواصلون طريقهم بثقة وإيمان، أشعر كم هي مهمّتي رسالة عميقة."

وإختُتم الاحتفال برتبة التّبادل الرّسميّ لمسؤوليّات الوكالة البطريركيّة، وسط أجواءٍ من الفرح والإيمان والوحدة الكنسيّة، لتُفتَح بذلك صفحة جديدة من مسيرة الخدمة المارونيّة في قلب الكنيسة الجامعة.