لبنان
27 كانون الأول 2018, 06:00

الرّاعي استقبل المهنّئين بالعيد في بكركي

واصل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر الأربعاء، استقبال المهنّئين بعيد الميلاد، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، فاستقبل وفدًا من قيادة الجيش ضمّ نائب رئيس الأركان للعديد العميد الرّكن خليل يحيا والعميد الرّكن كليمان سعد رئيس فرع مخابرات جبل لبنان ورئيس مكتب كسروان العقيد الرّكن جوزيف الهاشم الّذين نقلوا تهاني قيادة الجيش بالأعياد، ورئيس الجمهوريّة الأسبق العماد ميشال سليمان الّذي تمنّى "الخير للّبنانيّين عامّة وللمسيحيّين خاصّة، وللدّولة اللّبنانيّة أن تفعّل دورها ومسؤوليّتها."

 

وأمل سليمان في "أن تتشكّل الحكومة بأسرع وقت ممكن، وأن يتخلّص الجميع من التّجاذبات غير المجدية، والأقاويل الّتي لا تحمل أيّ معنى، ومنها تدخّل الدّول أو أنّ هناك من يودّ بقّ البحصة، أو وجود اعتداء على صلاحيات السّلطات الدّستوريّة وكما قال فخامة الرّئيس العماد عون لقد أصبح هناك بدعا تلغي الدّستور وتقاليده إضافة إلى أعراف جديدة."

 

وتابع سليمان: "ولكنّني أودّ القول إنّ هذه الأمور انطلقت في عهدي وكانت تؤدّي إلى التّعطيل الّذي تحوّل فيما بعد إلى أمر طبيعيّ، سامح الله من قام بهذا الأمر، وأنا أتأمّل العودة الى القواعد الحقيقيّة وإنشاء حكومة وحدة وطنيّة. وكما قال غبطته منذ أسابيع أنّ حكومة الوحدة الوطنيّة لا تعني أقلّيّة أو أكثريّة نيابيّة وإنّما يجب أن يكون هناك طرف ثالث مستقلّ وهذا الطّرف غير موجود ولو أنّه كان موجودًا في عهدي لما كنّا وقعنا في مشكلتنا الرّاهنة. وعندها يصبح التّأليف سهلاً. ومن العيب تحديد المعايير والقول بإنّه يحقّ لكلّ أربعة أن يكون لهم ممثّلاً. هذا لا يمكن تسميته سياسة دولة.  يجب تسهيل عمليّة تشكيل الحكومة لأنّ البلد في خطر."

 

 وختم الرّئيس سليمان: "في عهدي عانيت من مثل هذا الأمر ولكن الاقتصاد كان جيّدًا وبألف خير، أمّا اليوم فالخطر كبير جدًّا والبلد لم يعد يحتمل ونحن لا نعرف متى سينهار على الجميع. فمن يدّعي الشّطارة سوف يكون من أكثر المتضرّرين."

 

ثم التقى الرّاعي وفد المركز المارونيّ للتّوثيق والأبحاث برئاسة المطران سمير مظلوم الّذي قدّم التّهاني بالعيد باسم الوفد سائلاً الله أن يمدّ صاحب الغبطة "بالعافية لكي بحكمته العميقة وشجاعته المعهودة بقول الحقّ والحقيقة، يلهم المعنيّين لإنقاذ لبنان من الشّرّ المتربّص به على كافّة المستويات."

بدوره أثنى البطريرك الرّاعي على عمل أعضاء المركز الّذي "يطلع الكنيسة على جانب كبير من الأوضاع المحلّيّة والعالميّة ويلهمها لاتّخاذ الموقف الملائم حيالها"، وقال: "استنادًا إلى المعلومات والدّراسات الّتي قدّمها لنا المركز، أعددنا تقريرًا مفصّلاً عن عودة النّازحين السّوريّين وتأثيره على لبنان إلى قداسة البابا، وإلى الرّئيس ترامب وذلك وفق دراسة علميّة شملت الجزء الماليّ والسّياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ والثّقافيّ أيّ كلّ بحسب اختصاصه أعدّ هذه الدّراسة وهنا تكمن قوةّ المركز."

 

وتابع: "نحن نرى اليوم أنّ الجمهوريّة تتزعزع  بسبب هذه الأمور، لذلك لا بدّ من دراسة مفصّلة لها. لقد أشار فخامة الرّئيس عون بالأمس إلى طريقة جديدة في التّعاطي، وتحدّث عن أعراف جديدة. هناك امور غير سليمة تجري بحيث أنّ الدّستور في مكان والممارسة في مكان ثانٍ. أنا أقترح تحضير دراسة عن الوضع تلقي الضّوء على الخطر الّذي يحدق بالجمهوريّة اللّبنانيّة. لقد انطلقنا من الانتماء بالمواطنة ووصلنا إلى الانتماء للحزب. لم يعد هناك التزام بالوطن وإنّما بالزّعيم وبالطّائفة اللّذين أصبحا فوق كلّ اعتبار."

 

واضاف: "بالنّسبة لموضوع تأليف الحكومة ننصحكم تحضير دراسة حول الموضوع وقد تكون مقالة البروفيسور أنطوان مسرّة حول الموضوع في جريدة النّهار في 12 تمّوز/ يوليو، وعنوانها "كيف تشوّه المعايير الدّستوريّة عندنا" عنوانًا لدراستكم. فهو يتحدّث فيها عن الثّلث المعطّل وعن طريقة تأليف الحكومة اليوم مع التّكتّلات النّيابيّة أيّ أحداث برلمان مصغّر، ويذكر الزّبائنيّة الّتي تشوّه كلّ شيء. وإذا كانت المطالبة بحكومة مصغّرة من أصحاب خبرة واختصاص ليسوا تابعين لأيّ حزب فيمكنهم إقامة إصلاح على مستوى الدّولة والإنسان فيحسنون استخدام الـ12 مليار الّتي وعد بها لبنان هي الحلّ. نحن نجدّد مطلبنا هذا، وندعو السّياسيّين إلى لقاء حوار في القصر الجمهوريّ لحلّ هذه المشاكل وتسيير أمور النّاس والبلد. وعلى ضوء هذه الدّراسة تتحرّك الكنيسة من خلال الاتّصالات والمشاورات لأنّ الكنيسة لا تحكي إلّا الحقيقة. والمشكلة هي عندما نتوقّف عن الكلام بشكل علميّ وواقعيّ. لذلك علينا أن نقول الحقيقة دائمًا ولكن بشكل علميّ مقدّمين الأدلّة والبراهين."

 

ثمّ استقبل البطريرك الرّاعي وفدًا برئاسة الشّيخ حسن المصريّ موفدًا من رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي للتّهنئة بالعيد، وقال المصريّ بعد اللّقاء: "تشرّفنا بزيارة صاحب الغبطة لنقدّم له التّحيّة والمعايدة بذكرى ولادة مخلّص البشريّة السّيّد المسيح  باسم الرّئيس نبيه برّي وقيادة حركة أمل. وكالعادة نقلنا إلى غبطته تحيّات دولة الرّئيس وحملنا شيئين عظيمين للرّئيس برّي السّلام والأمل والرّجاء الّذي يضعه صاحب الغبطة بحكمة وحنكة دولة الرّئيس لإخراج البلد ممّا يتخبّط فيه من مآس وويلات ومؤامرات خارجيّة وقد تكون داخليّة أحيانًا  لننهض بهذا البلد من هذه الكبوة الّتي طال أمدها والّتي يضع اللّبنانيّون كلّ آمالهم وتطلّعاتهم بالحكمة الظّاهرة والمستترة الموجودة عند كبارنا الّذين يريدون لهذا البلد الخير والصّلاح ".

وأضاف المصريّ: "لقد كانت مناسبة لجولة أفق حول ما يمرّ به البلد والمنطقة من أزمات ومخاطر قد تكون عسكريّة اقتصاديّة أو ما شابه ذلك ولكن يبقى الأمل الأكبر على وحدة اللّبنانيّين جميعًا وعلى أن يضعوا في حسبانهم أنّ قيامة لبنان كقيامة السّيّد المسيح سوف لن تتحقّق إلّا بالإرادة والأمل المشرق الّذي  يضعه اللّبنانيّون نصب أعينهم".

 

وتلقّى الرّاعي اتصال تهنئة بالعيد من رئيس مجلس الوزراء المكلّف سعد الحريري، وكانت مناسبة أكّد فيها البطريرك الرّاعي على "ضرورة تأليف الحكومة بأسرع ما يمكن، لأنّ البلد لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات"، متمنّيًا للرّئيس المكلّف "النّجاح بإتمام هذه المهمّة الضّروريّة لإنقاذ البلد وأهله."

 

كما تلقّى اتّصالاً من النّائب بهيّة الحريري تمنّت فيه له أعيادًا مجيدة.

 

ومن المهنّئين بالعيد النّائب نعمة افرام، والنّوّاب السّابقون: محمّد قبّاني، وليد خوري، غسّان مخيبر، نائبة رئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار روز شويري، قائمقام جبيل ناتالي مرعي خوري، قنصل لبنان في روما كوين ماريل غيّاض وعائلتها، جماعة قلب يسوع، وفد من الرّهبنة اللّبنانيّة المريميّة، وفد إعلام الإيمان، رؤساء بلديّات ومخاتير، ووفود شعبيّة من مختلف المناطق اللّبنانيّة.

 

وبعد الظّهر واصل البطريرك الرّاعي استقبال المهنّئين بالعيد والتقى على التّوالي: الوزير السّابق روجيه ديب، النّائب السّابق خليل الهراوي، وفد أخويّات جبيل، لقاء أبناء الجبل، مؤسّسة مار ميخائيل الاجتماعيّة في سهيلة، الشّيخ غسّان اللّقيس مفتي جبيل، وفد منتدى البترون للثّقافة والتّراث، الأب رويس الأورشليميّ، رئيس المجلس الأرثوذكسيّ اللّبنانيّ روبير الأبيض، وفد رهبان من الجامعة الأنطونيّة برئاسة الأب ميشال جلخ، وفد رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، وفد من بعلبك الهرمل، رئيس حركة الأرض طلال الدّويهي، وفد من مجلس إدارة مستشفى الجعيتاوي، وفد من بلدة حملايا ووفود من أخويّات وحركات رسوليّة ورهبان وراهبات إضافة إلى فعاليّات ثقافيّة واجتماعيّة ودينيّة وإعلاميّة و حشد من المؤمنين.

 

وتمنّى البطريرك الرّاعي كلّ الخير والبركة للوفود والفعاليّات المهنّئة بالعيد، سائلاً الله "أن يمسّ ضمائر القيّمين على البلد، وضمائر السّياسيّين الّذين يهدمون بمعاولهم، ونرفع صلاتنا لكي يستفيقوا ويكفّوا عن طعن الشّعب الّذي منحهم ثقته وهم يقدّمون له في المقابل الازدراء وقلّة الاحترام."

 

ثمّ استقبل الرّاعي السّفير الفلسطينيّ في لبنان أشرف دبّور على رأس وفد من منظّمة التّحرير، الّذي نقل تحيّة تقدير وتهنئة بالعيد من الرّئيس محمود عبّاس.

 

ولفت دبّور إلى أنّ "الرّئيس عبّاس الّذي رعى أعمال ترميم دير مار شربل وإطلاق اسم القدّيس شربل على  أكبر شارع في بيت لحم، يشيد دائمًا بخطاب البطريرك الرّاعي مثمّنًا الزّيارة التّاريخيّة الّتي قام بها إلى الأراضي المقدّسة والّتي تركت أثرًا طيّبًا لا يزال تأثيرها حتّى اللّحظة في قلوب وعقول الفلسطينيّين جميعًا."

 

بدوره وجّه البطريرك الرّاعي تحيّة شكر وتقدير للرّئيس محمود عبّاس وللشّعب الفلسطينيّ، واصفًا الرّئيس عبّاس "برجل السّلام بامتياز."

 

ورأى أنّه "على أرض بيت لحم ولد المسيح، ومن هذه الأرض انطلقت البشريّة وأعلن إنجيل السّلام. إنّها جريمة ضدّ الله أن يحوّلوا هذه الأرض إلى أرض حرب ودمار، وهذا تعدّ على الله . ولكنّنا نهنّئ هذا الشّعب على مقاومته ونشكره لحفاظه على قدسيّة بيت لحم وعلى الأرض المقدّسة في فلسطين حيث تراثنا الإسلاميّ والمسيحيّ. فبصموده ومقاومته لا يحافظ على وجوده فقط وإنّما أيضًا على التّدبير الإلهيّ والإرادة الإلهيّة الّتي تجلّت في بيت لحم."

 

وأضاف: "لا أنسى على الإطلاق زيارتنا للرّئيس عبّاس والقدّاس الّذي رفعناه في بيت لحم فبتأثّر كبير زرنا المدينة وكانت عودة إلى جذورنا. تحيّة للسّيّد الرّئيس الّذي كان ضنينا على ترميم دير مار شربل وتحقيق هذا المشروع، كما أنّه افتتح شارعًا باسم القدّيس شربل وقال إنّ هذا الشّارع هو للمسلمين وللمسيحيّين،  وأشكره على الكلمة الّتي وجهّها لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد عون ولي شخصيًّا خلال هذه المناسبة."

وختم: "نحن مع الشّعب الفلسطينيّ ونحن ندعمه فقضيّته محقّة، وهو يهرق الدّماء ويقدّم الشّهداء من أجل الحفاظ على الأرض. نصلّي دائمًا لعودة السّلام إلى أرض السّلام أرض بيت لحم حيث أنشدت السّماء المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام."