لبنان
18 تشرين الثاني 2025, 12:15

الرّاعي عرض المستجدّات مع صائب سلام ثمّ فريد الخازن ضمن نشاط اليوم

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي في الصّرح البطريركيّ في بكركي، قبل ظهر اليوم، صائب تمّام سلام، وجرى عرض للمستجدّات على السّاحة الدّاخليّة.

وبعد اللّقاء قال سلام: "زيارة الصّرح البطريركيّ في بكركي ولقائي غبطة البطريرك لم تكن مجرّد زيارة بروتوكوليّة، بل محطّة للتّأمّل والتّأكيد على الثّوابت الوطنيّة، فالبطريركيّة المارونيّة عبر التّاريخ كانت صمّام الأمان للبنان، واليوم يكمل البطريرك هذا النّهج الوطنيّ الجامع الّذي يحرص على العيش المشترك بين اللّبنانيّين."

وتابع سلام: "صاحب الغبطة كان كعادته واضحًا وصريحًا في دعوته للحفاظ على الوحدة الوطنيّة بوجه جميع الانقسامات وكلمته تبقى ميزان ضمير ومرجعيّة دينيّة ووطنيّة في الوقت نفسه، ومن بيروت نستعدّ لاستقبال قداسة البابا لاون الرّابع عشر في زيارة ليست فقط دينيّة، بل رسالة محبّة وتضامن مع لبنان الّذي وعلى الرّغم من كلّ الصّعوبات ما زال قادرًا أن يكون جسرًا بين الشّرق والغرب، ومكان للصّلاة والسّلام والرّجاء، ونحن نعتبر أنّ زيارة قداسة البابا هي دعوة للّبنانيّين ليتذكّروا أنّ لبنان لا يُبنى إلّا بالإيمان والوحدة والصّدق في خدمة النّاس."

وعن سؤاله عن الانتخابات النّيابيّة المقبلة وموضع انتخاب المنتشرين والجدل الحاصل هو الحقّ بالتّصويت لستّة نوّاب أم لجميع النّوّاب، قال سلام: "يجب بداية أن نصرّ على إجراء الانتخابات في موعدها، وتأمين وتسهيل المشاركة في الانتخابات كي تكون الدّيمقراطيّة سليمة، والقانون الحاليّ لا يعبّر عن طموح اللّبنانيّين ويحتاج إلى تطوير جدّيّ كي تكون العدالة في التّمثيل قائمة، والمغتربون هم جزء من لبنان وليسوا خارج الصّورة وبالتّالي من حقّهم الطّبيعيّ أن يشاركوا في الانتخابات ويعبّروا عن رأيهم".

ثمّ استقبل البطريرك النّائب فريد هيكل الخازن وجرى عرض لآخر المستجدّات على السّاحتين المحلّيّة والإقليميّة، وقد استبقاه البطريرك إلى مائدة بكركي.

ولفت الخازن بعد اللّقاء إلى أنّه كان هناك نقاش حول الوضع العامّ في البلد، مؤكّدًا بأنّ لا شكّ في أنّ الأمور تتطلّب حكمة ودراية وكيفيّة تعاطٍ عاقل، لأنّ وضع البلد حسّاس وصعب جدًّا. وأضاف "نحن نعيش مرحلة دقيقة، والضّغط الدّوليّ كبير، ويجب أن نعرف كيفيّة التّعاطي معه، لأنّ لبنان يجب أن يكون ضمن الحاضنة الدّوليّة والمجتمع الدّوليّ، وفي الوقت نفسه لدينا حكومة إسرائيليّة مشروعها وثقافتها وتركيبتها مبنيّة على الحرب وليس على السّلم. من هنا، نحن نعيش بظلّ وضع يشبه القنبلة الموقوتة، ولهذا السّبب نؤكّد دعمنا لخطوات الحكومة وللمساعي الّتي يقوم بها رئيس الجمهوريّة لتجنيب لبنان حربًا مقبلة أو مزيدًا من الدّمار والتّشرذم الدّاخليّ".

وتابع الخازن قائلًا: "لا شكّ أنّ الوحدة الوطنيّة هي الأساس لتفادي مخاطر المرحلة المقبلة، ومطلوب من كلّ القوى السّياسيّة المعنيّة بهذه المسألة أن يأخذوا بعين الاعتبار مصلحة البلد، لأنّها فوق كلّ الاعتبارات، مؤكّدًا أنّه لا يمكن للبنان وللشّعب اللّبنانيّ والوضع الاقتصاديّ وأيّ جهة لبنانيّة داخليّة أن يتحمّلوا أيّ أعباء إضافيّة، أكانت حربًا أو غير حرب".

وأشار الخازن إلى أنّ "المؤتمر الاقتصاديّ الّذي نشهده اليوم هو محطّة أساسيّة، ولكن إن لم يرافق لاحقًا بحدٍّ أدنى من الوحدة الدّاخليّة ومشروع إنقاذيّ للبلد، وأن يشبك اللّبنانيّون أيديهم بأيدي بعض، لا يمكن أن نصل إلى نتيجة".

وردًّا على سؤال عن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن، قال: "إنّ دلالتها هي من عوامل الضّغط الدّوليّ، ولكن السّؤال: هل المطلوب من الجيش أن ينزع سلاح حزب الله بالقوّة؟ وإذا كان ذلك مطلوبًا، ما هي القوّة الّتي أُعطيت للجيش من قبل المجتمع الدّوليّ؟ أي سلاح أعطاه للجيش لينزع سلاح الحزب بالقوّة؟" وسأل الخازن "المطلوب نزع السّلاح، نعم بالتّأكيد. المطلوب توحيد البندقيّة اللّبنانيّة لتكون بيد الدّولة اللّبنانيّة، نعم بالتّأكيد. لا أعتقد أنّ الحكومة اللّبنانيّة تتقاعس ولا الجيش اللّبنانيّ يقصّر في تنفيذ هذا المطلب، في حين يسقط له شهداء في جنوب اللّيطانيّ. من هنا، المطلوب التّعقّل والحكمة في كيفيّة إدارة الأمور."

وعن الانتخابات وقانونها، قال الخازن: "لا بدّ من تسوية ستحصل في موضوع الانتخابات، فالقانون الانتخابيّ يأتي نتيجة تسوية كما حصل في انتخابات رئاسة الجمهوريّة. والسّؤال هل نضجت التّسوية بعد؟ يُعمل على تسوية، نعم. هناك انتخابات؟ نعم. هل أنا مع انتخاب المغتربين للنّوّاب الـ١٢٨؟ نعم، لأنّ هذا حقّ للاغتراب. ولكن كيف ستنتهي الأمور؟ غدًا لناظره قريب."

كما استقبل الرّاعي وفدًا من لجنة أصدقاء غابة الأرز.