لبنان
11 تشرين الأول 2016, 11:38

الرّاعي عقد سلسلة لقاءات للبحث في الملف الرّئاسي

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، قبل ظهر اليوم الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016، النائب سيمون ابي رميا الذي رأى ان "هذه الزيارة اتاحت الفرصة لوضع صاحب الغبطة في آخر المستجدات على الصعيد الرّئاسي. جميعنا يعرف أنّ لبنان بانتظار كلمة الرئيس سعد الحريري حول خياره النّهائي في الموضوع الرّئاسي وتحديدا، في ما له علاقة بتأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وانطلاقاً من هذه اللّحظة نكون قد انطلقنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى تتميز بالجديّة والدقة، كي نتمكن من انتخاب رئيس للبنان."

وتابع ابي رميا:"  لسوء الحظ لقد اعتاد اللّبنانيّون على انتظار كلمة السر من الخارج. ولكنها المرّة الأولى  التي يرى فيها اللّبنانيّون أنّه لدينا فرصة لإتمام الاستحقاق الرئاسي بشكل لبناني صرف. ولكن لدينا بعض القادة السياسيّين، الذين لم يعتادوا على ممارسة القرار الحر في ما يتعلق باستحقاقاتهم الداخلية. لذلك نراهم يجولون في دول متعددة لاستشراف مواقف خارجية حول هذا الإستحقاق، ونحن نقول لهم: لا تنتظروا شيئاً من الخارج، قراركم حرّ، ورئاستكم لبنانيّة، ويمكنكم أن تنتخبوا رئيساً للبنان."

وأضاف ابي رميا:" يقول البطريرك دائماً إنّ الرّئيس اللبناني هو ماروني بحكم الميثاقية، ولكنّه رئيس لكل لبنان، كما أنّ رئيس المجلس شيعي بحكم الميثاقية ورئيس مجلس الوزراء سني، ولكن يجب أن يمثّلوا جميعهم لبنان. فهم لا يمثّلون طوائفهم فقط، بل يجب أن يكون لديهم نظرة وطنية. ولا يجب أن يدافعوا عن مصالحهم الطائفية فقط. كما اننا نتّفق مع غبطته على أنّ الرئيس الآتي لا يجب أن يكون مقيدا بشروط ويتحوّل بعدها إلى رئيس صوري، فهذا امر نرفضه تماما كما ترفضه كل القوى المسيحية."

واردف ابي رميا:" ما يهم البطريرك الراعي هو إنهاء الفراغ بأسرع وقت. فالوضع أصبح مذرياً على الصعيدين الإقتصادي والمعيشي، وجميعنا نؤمن بأنّ انتخاب رئيس للجمهورية يعيد تعزيز الثقة بلبنان، وهذا ينعكس على حياة المواطنين على كافة الأصعدة"، مضيفا" ان ذكرى نزولنا إلى الشارع، بالرّغم من أنّها أليمة، الا اننا سنحوّلها إلى وقفة أمل بمستقبل واعد بلبنان. حظوظ العماد عون بالرئاسة مرتفعة أكثر من أي وقت مضى، وأعتقد أنّ التاريخ ينصفه في حال عاد إلى قصر بعبدا، بعد سنين من النفي والإضطهاد. كما اننا نود إيصال رسالة وهي ان العماد عون، هو مشروع للبنان والوطن، وهو ليس مشروعاً ضد طوائف معينة. ارادوه ان يكون جثة سياسيّة ولكنه تحول إلى زعيم وطني، سيشكل وصوله الى الرئاسة محطّة إنقاذ للجمهوريّة اللبنانية."

ثم التقى غبطته الوزير السابق مروان شربل الذي عرض لأجواء زيارته لأربيل في العراق بدعوة من وزير داخليتها، وقال:" لقد استنتجت من اللقاءات التي أجريتها في اربيل ان شيئا لم ينتهِ بعد، سواء في العراق او في سوريا او في لبنان. لازلنا في البداية. المخطّط مرسوم، لتقسيم سوريا والعراق تحت شعار الصّراع المذهبي القائم في كلّ منطقة. لذلك قبل أن تصل العاصفة إلى لبنان، علينا القيام بما هو مطلوب منا كلبنانيين اذا كنا نريد فعلا بقاء لبنان ال10452 كلم2.  وهذا موجّه إلى كلّ اللبنانيين من مختلف الطوائف. ليس هناك من طائفة في لبنان أضعف من طائفة، وليس هناك من طائفة أقوى من أخرى."

وتابع شربل:"  تمنيّاتنا وتمنيّات غبطته أن تتوقف الخلافات حول القشور، والعمل على إيجاد ما يضمن بقاء لبنان، وبقاء اتّفاق الطائف وتطبيقه كاملاً بدون قيد أو شرط، وملء الفراغات بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بالحكومة وبقانون الإنتخاب بدون قيد أو شرط ايضا، وبالإتفاق بين الجميع، لأنّ أية قيود على أي مركز، ستليه قيود على مراكزأخرى. وهنا، نقع مجدّداً بالمشكلة التي يجب أن نتحاشاها كي نتجنّب الذهاب نحو الخطر الكبير، _لا سمح الله-  ألا وهو تغيير النظام وتقسيم البلد. وهذه هي غاية إسرائيل، من سوريا والعراق. وما وجود المليون ونصف المليون  سوري في لبنان إلاّ لتنفيذ المخطّط الأجنبي على الأراضي اللّبنانيّة."

وختم شربل مشددا على ان "بكركي تبقى المرجعيّة الضامنة  التي تحافظ على الوجود المسيحي في لبنان."

ثم استقبل غبطته وفدا من عائلة شارل فوكو الروحية في لبنان ويضم ممثلين عن جماعات اخوات الناصرة الصغيرات، اخوات يسوع الصغيرات، اخوة يسوع الصغار، واخوة شارل دو فوكو العلمانية يرافقهم مرشد الاخوة العلمانية الأب يوسف عساف كاهن رعية السيدة في سن الفيل، في زيارة سلم فيها الوفد غبطته دعوة لإختتام مئوية شارل فوكو وكان عرض لأبرز النشاطات التي قامت بها العائة في خلال سنة المئوية.

وظهرا استقبل البطريرك الراعي السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وكان بحث في عدد من المواضيع على الساحتين المحلية والإقليمية، وتشديد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في اسرع ما يمكن.