الفاتيكان
23 أيار 2023, 13:20

الصّلاة والإعلان والرّسالة مسارات ثلاثة تحدّث عنها البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
في الذّكرى السّنويّة الأولى لإعلان قداسة مؤسّسهم جوستينو ماريا روسوليلو رسول الدّعوات، زارت جماعة الدّعوات الإلهيّة البابا فرنسيس الّذي أشار في خطاب توجّه به إلى زوّاره إلى أنّ "دعوتهم هي أن يقدّموا خدمة لكلّ الدّعوات"، وإلى "الحاجة اليوم للاعتناء بهذه الدّعوات".

وفي كلمته، توقّف الأب الأقدس عند ثلاثة مسارات يمكن اتّباعها ألا وهي: الصّلاة والإعلان والرّسالة.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "فيما يتعلّق بالصّلاة لفت فرنسيس إلى أنّها تكمن في جذور كلّ نشاط وكلّ رسالة، والمكانة الأولى هي للصّلاة لا لأعمالنا ومنظّماتنا. وأضاف أنّه عندما ندخل بالرّوح في التّأمّل والعبادة، يبدّلنا الرّبّ ونصبح انعكاسًا لمحبّة الآب حيال الأشخاص الّذين نلتقي بهم، ونصير أشخاصًا جددًا، نيّرين، مضيافين وفرحين. وبهذه الطّريقة، مضى البابا إلى القول، نقدّم خدمة للدّعوات لأنّ الأشخاص الّذين يلتقون بنا، لاسيّما الشّبّان، تجذبهم طريقة عيشنا وخيارات حياتنا، إذ يرون نور الله ينعكس على وجوهنا، ويرون حنانه ومحبّته في أفعالنا وفرحه في قلوب من كرسوا أنفسهم لأجله. وكلّ هذا يتحقّق بواسطة الصّلاة.

في سياق حديثه عن الإعلان أكّد البابا أنّ القدّيس المؤسّس تطرّق إلى واجب الوعظ اليوميّ والبحث عن الثّقافة الدّائمة للدّعوات، مسلّطًا الضّوء على أهمّيّة التّعليم المسيحيّ. وأوضح فرنسيس أنّه في السّياق الثّقافيّ الرّاهن حيث يفقد النّاس معنى حضور الله، وحيث يضعف الإيمان يجد الأشخاص، لاسيّما الشّبّان، صعوبة في توجيه حياتهم، ويكتفون بعيشها يومًا بعد يوم، أو يخطّطون للمستقبل دون أن يتساءلوا ماذا يريده الرّبّ منهم. وهنا تكمن أهمّيّة الكرازة بالإنجيل، أيّ إعلان الكلمة وإيصال محتويات الإيمان ببساطة وشغف ومرافقة الأشخاص في التّمييز. وأكّد البابا أنّ الكنيسة تحتاج لأن توجَّه طاقات الرّسالة نحو اللّقاء والإصغاء والمرافقة في التّمييز. وحثّ فرنسيس ضيوفه على إيصال فرح الإنجيل للجميع ومساعدة الأشخاص في التّمييز الرّوحيّ، وتكريس الذّات للكرازة.

أمّا بالنّسبة للرّسالة فلفت البابا فرنسيس إلى أنّ القدّيس جوستينو كان يشدّد على ضرورة أن تكون جماعة الدّعوات الإلهيّة مرسلة، ما يعني أنّها مدعوّة لأن تضع وسط الكنيسة والمجتمع كلّ ما هو مفيد من أجل إعلان فرح الإنجيل وتعزيز الحوار مع الشّباب والتّعبير عن القرب من العائلات. وأكّد الحبر الأعظم أنّ هذه الرّسالة تحتاج إلى الخدمة الضّروريّة والقيّمة الّتي يمكن أن يقدّمها الكثير من العلمانيّين الّذين يتقاسمون كاريزما القدّيس جوستينو. وذكّر بأن هذا الأخير أوصى كلّ جماعة أسّسها أن تكون باحة للرّهبان وبيتًا للكهنة وعلية للدّعوات، ومصدرًا للنّور والمواساة، وقلبًا للجماعة الرّاعويّة والأبرشيّة. وبهذه الطّريقة أيضًا، قال فرنسيس، يمكن القيام بنشاط الرّسالة، عندما نصبح قادرين على الضّيافة والإصغاء والقرب".

وتمنّى البابا في الختام لضيوفه أن يكونوا دومًا "فسحة منفتحة على استضافة الأشخاص والاعتناء بالدّعوات، ومكانًا للصّلاة والتّمييز والمواساة، و"دكّانًا للرّوح القدس" حيث يستطيع كلّ من يدخل إليه أن يختبر عمل الله في حياته". لا تستسلموا للإحباط أمام المتاعب والصّعوبات: فالرّبّ قريب منكم، والقدّيس جوستينو يشفع فيكم! سيروا إلى الأمام بشجاعة."