الطّوائف المسيحيّة في صيدا احتفلت بعيد الفصح
ففي مطرانية مار الياس للموارنة ترأّس المطران مارون العمار قدّاس الفصح، يعاونه لفيف من الأباء والكهنة، في حضور فعاليات وحشد من أبناء الرّعية، وألقى العمار عظةً، تناول فيها معاني العيد. وقال:"الظلم ما زال قائماً أيضاً في بلادنا وفي شرقنا وفي كل العالم، ولا يمكن أن يزال الا بايماننا بسيّدنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات. انتصر الايمان، انتصر علاقته بربّنا عندما تغلّب على الموت وأعطانا قوّة الغلبة على الموت، من خلال وجوده معنا بالصّلاة ليعطينا القوة لننتصر كما هو انتصر، وهذه بعض المعاني لهذا العيد المبارك الذي نتمنّاه أن يعاد عليكم جميعاً بالخير والبركة".
وختم:"أخيراً أيّها الأحبّاء أشكر حضوركم معنا بهذا القدّاس لكي ننتصر على كل شيء يسبب لنا الخوف، وأشكر كل الأشخاص الذين رافقونا بهذه الصّلاة، كما أشكر القوى الأمنيّة والجيش التي رافقتنا طوال هذا الأسبوع وكانت حاضرة معنا لتؤمّن لنا الأمن في كل المناطق، وبفضلهم نصلّي بأمان. هنا نطلب الأمن والاستقرار والسّلام لوطننا وللشّرق ولكلّ العالم، ونحن مع سيّدنا البطرك ومع كل الأساقفة نهنّىء كل اللّبنانيين وكل أبنائنا المنتشرين في العالم، ونطلب لهم التوفيق والايمان".
وتلا ذلك زياح في باحة الكنيسة.
وفي كنيسة مار نقولا للروم الملكيين الكاثوليك ترأّس المطران ايلي حدّاد قدّاس العيد، يعاونه الارشمندريت جهاد فرنسيس وعدد من الكهنة، في حضور فعاليات وأبناء الرعية.
بالمناسبة، ألقى حدّاد عظةً، تناول فيها معاني قيامة المسيح متوقّفاً عند الأوضاع الرّاهنة في البلاد، قائلاً:"في خضمّ ما يعيشه اللّبنانيون اليوم سمعنا بعض التلميحات عن تأزّم يذكّرنا بالحرب اللّبنانيّة، وسمعنا فخامة الرئيس يؤجّل المشكلة شهراً، ودولة رئيس مجلس الوزراء يقول "بدّي مساعدتكم" لكي لا ندخل في الحرب مجدّداً، وفعلاً عدم وجود الحرب في لبنان، إنّما هو معجزة هذه الأيام".
وأردف:"نحن بدورنا، نطلب من كل مسؤول في الوطن أن يساعد شعب لبنان لئلا تؤول المسألة حرباً بين الطوائف، ونطلب من كل لبناني أن يكون متيقّظاً ولا ينغمس في لعبة الحرب التي تقتلنا جميعاً. آن الأوان لنعي أنّ الطائفة لم تعد تعني شيئاً في لبنان، إذا كنت خائفاً على وظيفتك، فالدولة المدنية تؤمّن لك معيشتك بكرامة أعلى من مستوى الطوائف، ألا تعلم أنّ النظام الطائفي هو أدنى مستويات الأنظمة في العالم، لأنّه يعلّم الكره والإنطواء ويشوّه الأديان، بل ويستغلّها؟ وحده النّظام المدني يعيد إلى الإنسان وإلى الأديان كرامتها وحريتها".
وقال:"ندعو جميع اللّبنانيين أن يقلعوا عن دعم طوائفهم ويدعموا الدولة المعاصرة، فيوصلوا إلى المجلس النيابي أشخاصاً يؤمنون بأنّ لبنان هو للجميع وليس لطوائفهم، طوائفنا سمّ الوطن، والوطن خير للطوائف".
وأضاف:"عيوننا تدمع على ما يجري في مخيم عين الحلوة، ونداؤنا في هذا العيد إلى الإخوة الفلسطينيين أن يوقفوا القتال، والحوار خير وسيلة لحلّ أكبر المشاكل"، مردفاً:"نصلّي من أجل شهداء مصر وسوريا وكل من سقط من أجل قضية فاشلة، قضايانا العربية هي فاشلة ونحن نقدم الشهيد تلو الشهيد من دون جدوى، ولا نقدر أن نحلّ ولو مشكلة واحدة في مجتمعاتنا، شهداؤنا هم فدية عن جهلنا، والجهل لا يحتاج إلى استشهاد بل إلى علم وثقافة وصلاة".
وختم:"لنركع ونتثقّف ونتعلّم علّنا نرى الحقيقة، ليس عبر طوائفنا وأفكارنا الدينية المنعزلة، بل في أوطاننا ومستقبلها الزاهر، ما يؤمّنه الوطن للمواطن هو أضعاف ما تقدمه الطائفة له".
وفي مطرانية صيدا للروم الأرثوذكس في صيدا القديمة ترأّس الأب جوزيف خوري قدّاس الفصح، في حضور حشد من أبناء الرّعيّة، وألقى عظةً تناول فيها"المعاني الرّوحيّة للعيد".
بعدها تقبّل المطرانان حدّاد ونصّار التّهاني من مختلف فعاليّات صيدا ومنطقتها.