دينيّة
27 آب 2018, 13:00

العائلة ثمّ العائلة ثمّ العائلة!

ماريلين صليبي
في دبلن افتُتح اللّقاء العالميّ للعائلات. من خلاله، شكّل البابا فرنسيس فرصة لإرشاد العالم حول أهمّيّة العائلة في الحياة المسيحيّة المؤمنة.

 

هو إرشاد روحيّ استخدم الحبر الأعظم تويتر منبرًا له، ففي سلسلة من التّغريدات أتت تعاليمه ووصاياه المحيية.

قال الحبر الأعظم:  "العائلة هي المكان الذي يُبنى فيه الرّجاء"، ففي حرم الأسرة تُزرع بذور الأمل، لينبت الفرح والتّأمّل بالنّعم، فتُرفع التّهاليل والشّكر للرّبّ الخيّر على الدّوام.

وأضاف بابا روما: "لنعتنِ بالعائلة: هناك يُبنى مستقبلنا"، فداخل الأسرة تُرسم الأحلام والطّموحات، فيها تشجَّع المبادرات وتُفتح الفرص، فيها تتحقّق الغايات بالإصرار والمساعدة والتّعاون والمحبّة المتبادلة البعيدة عن الحسد.

تابع البابا فرنسيس: "العائلة هي مهد الحياة ومدرسة القبول والحبّ، هي نافذة مشرّعة على سرِّ الله"، ففي العائلة تُقبل الاختلافات ويكلَّل الانفتاح، فيها تتجلّى أسرار الرّبّ ويُتلمَذ الأبناء على القبول والخير والمحبّة.

‏الحبر الأعظم قال أيضًا: "العائلة هي أيقونة الله: عهد بين رجل وامرأة يولّد حياة وشركة"، من خلالها يظهر مشروع الله ووصاياه للبشريّة، إذ خلق الإنسان ذكرًا وأنثى ليشاركاه عمليّة الخلق ضمن إطارها المشروع المقدّس، فتولد الحياة في العائلة الصّغرى ليحيى المجتمع الأكبر.

‏وانتفض البابا قائلًا: "إنّ عالمنا يحتاج لثورة حب! لتنطلق هذه الثّورة منكم ومن عائلاتكم!"، فهو سعى إلى تسليمنا مسؤوليّة نشر المحبّة في أرجاء العالم أجمع، محبّة تحدّد ملامحها الأسر لتخطّ حدود عالم خيّر مبنيّ على تعاليم الرّبّ.

‏وتساءل البابا فرنسيس: "هل لا يوجد فعلاً شيء ثمين يمكنه أن يدوم؟ حتّى الحبّ؟ الحبّ هو حلم الله لنا وللعائلة البشريّة بأسرها. من فضلكم لا تنسوا هذا الأمر أبدًا!"، فهو أثنى على المحبّة مرّة جديدة، لأنّها النّعمة الأثمن التي منحها الله للإنسان، إذ بالمحبّة تُكسر القيود، تتفتّح الأحلام، تتكلّل الأفراح، تُنسج الصّداقات ويرتفع الصّدق. 

‏ورفع الحبر الأعظم صلواته قائلًا: "أطلب من أمّنا الطّوباويّة أن تتشفّع من أجل شفاء جميع الأشخاص الذين تعرّضوا لأيّ شكل من أشكال الاعتداءات وأن تُثبِّتَ جميع أفراد العائلة المسيحيّة في العزم الحازم بعدم السّماح أبدًا بحصول هذه الحالات مجدّدًا، ولتحلَّ بركة الله على جميع عائلاتكم، لكي تختبروا فيها الحبّ والمغفرة"، ومعه نرفع بدورنا هذه الطّلبات من أجل أن يحفظ الرّبّ عائلات العالم أجمع ويصونها بالخير.

ومعك يا بابا روما نصلّي ونتّحد بالصّلاة من أجل جميع عائلات العالم لاسيّما تلك التي تواجه الصّعاب ليغلّفها الرّبّ بالحنان الدّائم لأنّ صون المجتمع والعالم يأتي من صون العائلة.