دينيّة
16 آب 2017, 05:30

القدّيس روكز.. الشّافي بالصّليب

ميريام الزيناتي
تحمّل أمرّ الأوجاع بصمت وإيمان، كرّس حياته لله متفانيًا في محبّة القريب، هو القدّيس روكز الّذي تخلّى عن ثروته الأرضيّة فكسب كنوز السّموات.

طُبع صليب أحمر على صدر القدّيس روكز يوم ولادته فكان إشارة لوالديه التّقيّين بشّرتهما بأنّ ابنهما اختير لرسالة مقدّسة. توفي والدا القدّيس وهو في العشرين من عمره، فوزّع أمواله على الفقراء، وقدّم كلّ ما يملكه من أراضٍ إلى عمّه وانطلق في مسيرته إلى روما، مرتديًا زيّ الفقراء.
وما إن وصل إلى إيطاليا الرّازحة تحت وطأة مرض الطّاعون، حتّى شرع في خدمة المرضى وشفائهم بواسطة إشارة الصّليب المقدّس، ليُصاب هو نفسه بالمرض ما أجبره على مغادرة المدينة والانعزال في غابة صلّى فيها حتّى شُفي أخيرًا.
عاد القدّيس روكز، متنكّرًا، إلى مدينته الّتي نُصب عمّه واليًا عليها، ولمّا ظنّ الحرّاس أنّه جاسوس ساقوه إلى عمّه الّذي لم يتعرّف عليه فأمر بسجنه.
واظب القدّيس على الصّلاة طيلة حجزه وصام وقدّم مأساته إلى الله، ولمّا أحسّ باقتراب ساعة وفاته استدعى كاهنًا وتناول القربان المقدّس. وما إن فارق الحياة، حتّى أشرق نور ساطع وظهرت لوحة أمام جثمانه مكتوب عليها: "كلّ من أُصيب بالطّاعون والتجأ الى عبدي روكز، ينجو بشفاعته".
علّمت جدّته أنّ السّجين حفيدها بفضل إشارة الصّليب المطبوعة على صدره، فما كان من عمّه إلّا أن بنى كنيسة على اسمه تكفيرًا عن ذنبه.
روكز "السّجين الفقير" اغتنى بملكوت اللّه، فلنصلّي اليوم بشفاعته، لننال نعمة القناعة فنتخلّى عن كلّ ما هو أرضيّ ونبحث عن الله في حياتنا اليوميّة علّنا نستحق ملكوت السّماء.