الفاتيكان
16 حزيران 2021, 08:45

الكاردينال تاغل في اختتام حملة كاريتاس الدّوليّة: تنتهي الحملة لكنّ الرّسالة مستمرّة

تيلي لوميار/ نورسات
بعد أربع سنوات على حملة كاريتاس الدّوليّة Share the Journey، عبّر عميد مجمع تبشير الشّعوب الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عن أهمّيّة هذه الحملة، ناقلاً خبرة المنظّمة مع المهاجرين، وذلك خلال مؤتمر صحافيّ عقده الثّلاثاء في دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ في اختتام الحملة تحت عنوان "كاريتاس الدّوليّة تسير مع المهاجرين واللّاجئين".

وللمناسبة قال بحسب "فاتيكان نيوز": "لأربع سنوات خلت، أطلقت منظّمة كاريتاس الدّوليّة حملة بهدف خلق جسور من الرّجاء بين جُزر يفصل بينها الخوف. لقد وَضعنا لأنفسنا بعض التّحدّيات: لا أن نرى المهاجرين وحسب، وإنّما أن ننظر إليهم برأفة؛ لا أن نسمع أصواتهم وحسب، وإنّما أن نصغي إلى قصصهم واهتماماتهم؛ لا أن نميل ونمضي وإنّما أن نتوقّف مثل السّامريّ الصّالح، ونعيش لحظة شركة معهم.

واليوم بعد أربع سنوات، يمكنني أن أقول إنّ حملة Share the Journey قد ساعدتنا لكي نصل إلى المهاجرين، ونعانق فقرهم ومعاناتهم، ونرفعهم بقناعة أنّهم ليسوا مجرّد أرقام، وإنّما أشخاص لهم أسماء وقصص وأحلام، وأن نرى فيهم يسوع المسيح الّذي أصبح مع والديه لاجئًا في مصر عندما كان طفلاً. نحن نؤمن أنّه من خلال هذه الحملة، ساعدت كاريتاس في تطوير ونشر ثقافة جديدة على مستوى عالميّ، ثقافة حيّة للّقاء الشّخصيّ، رؤية جديدة لقبول الإنسان في شخص المهاجر.

لقد كانت زيارتي إلى مخيّم اللّاجئين في إيدوميني باليونان عام 2015 خبرة دينيّة ستستمرّ لفترة طويلة. أحتفظ بذكريات رحلتي إلى لبنان في عام 2016 عندما قابلت لاجئين من سوريا في سهل البقاع. وفي عام 2017 زرت الأردنّ وكان لي لقاء مثمر مع لاجئين من العراق. ثمّ في مخيّمات كوكس بازار للرّوهينغا في بنغلاديش الّتي زرتها مرّتين في 2018 و2019. أتذكّر أنّ مشاعري قد اختلطت. فرح جزء منّي لأنهم قد حصلوا على الاهتمام الّذي يستحقّونه كبشر؛ ولكن في الوقت عينه بقي جزء منّي حزينًا لأنّني تساءلت عمّا إذا كانت هذه حالة حياة دائمة لهم أم مؤقّتة. لا يمكنني أن أتخيّل كيف سيجيب الآباء إذا سألهم أطفالهم عن المستقبل الّذي ينتظرهم. حتّى في بلدي، قابلت نازحين داخليّين، يحملون جراح النّزاعات العنيفة والفقر والاتجار بالبشر والكوارث البيئيّة. لقد ذكّرني هؤلاء اللّاجئون بـ"جذوري كمهاجر". رأيت فيهم جدّي الّذي ولد في الصّين، لكنّه اضطر لمغادرة وطنه إلى الفلبّين مع عمّه عندما كان صغيرًا بحثًا عن مستقبل أفضل.

لقد كانت حملة Share the Journey وقفة رائعة للّقاء والتّضامن، وقد شكّلت بشكل خاصّ تعبيرًا عن حبّ الكنيسة للأشخاص المتنقّلين، حيث تمّ استقبال المسيحيّين والمسلمين والهندوس وأتباع الدّيانات الأخرى والّذين لا دين لهم كأشخاص. وفي الوقت الّذي يجب أن يقودنا فيه فيروس الكورونا إلى التّضامن العالميّ، وفيما تهتمُّ الدّول بحماية مواطنيها، مع خطر ازدياد الأنانيّة والخوف من الغرباء، تشكّل نهاية حملة كاريتاس الدّوليّة العالميّة دعوة لمواصلة مشاركة المسيرة مع المهاجرين، لاسيّما في هذه المرحلة الصّعبة. وبالتّالي تنتهي الحملة رسميًّا، لكنَّ الرّسالة مستمرّة.

لقد كان قداسة البابا فرنسيس مصدر إلهام لحملتنا، وقد رافقنا في كلّ خطوة مهمّة في هذه الرّحلة. وشجّعنا على استقبال المهاجرين والدّفاع عنهم ومرافقتهم وإدماجهم. لقد استجابت كاريتاس الدّوليّة لهذه الدّعوة، ويمكننا اليوم أن نقول إنّنا لبّيناها. وأقول مرّة أخرى إنّه حتّى لو انتهت الحملة، لكنَّ رسالتنا تجاه الأشخاص المتنقّلين، أيّ اللّاجئين والمهاجرين، ستستمرّ. وندعو جميع الأشخاص ذوي النّوايا الحسنة إلى عيش هذه الرّسالة".