الكاردينال توران: العولمة تطرح نفسها كأنّها "ثقافة متفوّقة"
وكان توران قد شارك في لقاء نظّمته جماعة سانت إيجيديو بروما حول موضوع "الغرب والشّرق، قرن مضى منذ نهاية الإمبراطوريّات إلى العولمة"، بحضور ممثّلين عن مجلس العلماء المسلمين في طليعتهم الإمام الأكبر للأزهر أحمد الطّيّب.
وأوضح الكاردينال توران، بحسب إذاعة الفاتيكان، أنّه يودّ مقاسمة بعض الأفكار والتّأمّلات مع المؤتمرين، معتبرًا أنّ العولمة ليست "منطقة" مجهولة بالنّسبة للمسيحيّين والمسلمين، مشيرًا إلى بعض الفوائد الّتي تتميّز بها العولمة ومن بينها الإسهام في تحقيق الوحدة وسط العائلة البشريّة إلّا أنّها لم تتمكن من القضاء على الفقر والبؤس.
وتطرّق رئيس المجلس البابويّ للحوار ما بين الأديان إلى أبعاد أساسيّة ثلاثة لظاهرة العولمة: البعد الاقتصاديّ، والمتمثّل في تحرّر هذا القطاع والتّنقّل الحرّ للسّلع والأفكار والأشخاص، والبعد السّياسيّ، إذ إنّ القرار السّياسيّ لم يعد محصورًا فقط بيد دولة ما، بل بات يعتمد على مراكز السّلطة، والبعد الثّقافيّ إذ إنّ العولمة تولّد نوعًا من التّعميم الثّقافيّ وتجانس الأذواق وأنماط العيش والتّفكير.
وأضاف توران أنّ العولمة تطرح نفسها اليوم كأنّها "ثقافة متفوّقة"، غالبًا ما تطغى عليها العلمنة، داعيًا جميع الدّول إلى احترام القانون الدّوليّ الّذي لا ينبغي أن يتحوّل إلى ستار تقوم من ورائه السّلطة بانتهاك الحقوق الأساسيّة للأشخاص.