الفاتيكان
20 أيلول 2018, 05:00

الكاردينال توركسون: استقبال المهاجر، وخاصّة المعرَّض للخطر، هو مبدأ أخلاقيّ تعود جذوره إلى الإنجيل

نظّمت الدّائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة ومجلس الكنائس المسكونيّ بالتّعاون مع المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيّين مؤتمرًا حول كراهيّة الأجانب والعنصريّة والنّزعات القوميّة الشّعبويّة في إطار الهجرة العالميّة.

 

إستهلّ المؤتمر أعماله يوم الثّلاثاء 18 أيلول/ سبتمبر ويستمر حتّى الـ20 من الجاري بحسب "فاتيكان نيوز"، بمداخلة لعميد الدّائرة الكاردينال بيتر توركسون أكّد فيها على "أهميّة موضوع المؤتمر في هذه المرحلة والتي نتعرّف فيها يوميًّا، سواء بشكل مباشر أو من خلال الأنباء، على قصص رجال ونساء وأطفال يُعرِّضون حياتهم للخطر بحثًا عن حياة أفضل، وتُسائل حياة هؤلاء الأشخاص، جراحهم وآمالهم، ضمائرنا داعية إيّانا للتّأمل في نظرة المجتمعات المستقبِلة إليهم.

وتابع: "المؤتمر يهدف إلى تحليل هذه النّظرة تحديدًا، لا ظاهرة الهجرة بشكل عامّ، وهو اختيار يحمل معنى خاصًّا مع الاحتفال هذه السّنة بمرور 70 عامًا على صدور الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، والذي اعترفت من خلاله الجماعة الدّوليّة ببعض الحقوق والحرّيّات الأساسيّة التي تضمن كرامة متساوية لكلّ شخص بشريّ بدون أيّ تمييز على أساس العرق، اللّون، الجنس، اللّغة، الدّين، الآراء السياسيّة أو غيرها. من المهمّ أن نتأمّل في قيمة هذا المبدأ اليوم، وأن نتساءل إن كانت البشريّة قد نجحت خلال هذه السّنوات السّبعين من مسيرتها في بناء مجتمع لا تكون فيه الاختلافات على الأصعدة المتعدّدة المذكورة في الإعلان عناصر لتبرير اللّامبالاة والتّهميش، الكراهية والاستبعاد والإقصاء. سؤال آخر يجب طرحه اليوم حسب ما واصل هو: هل يُعترف اليوم بالفعل بتلك الحقوق الأساسيّة التي يتضمّنها إعلان عام 1948 ومن بينها حقّ الشّخص في ترك أيّ بلد بما في ذلك بلده والعودة إليه؟ هل تُحترم هذه الحقوق أم أنّها تضعف بسبب انتشار مشاعر وخطابات كراهية إزاء بعض المجموعات وخاصّة الأجانب؟

نحن كمسيحيّين، تذكِّرنا الهجرة بأنّ ربّنا يسوع المسيح لم يعتبر نفسه غريبًا فقط حين قال "كنت غريبًا فآويتموني" (راجع متّى 25، 35)، بل وقد اختبر بنفسه خلال طفولته الفرار من الأرض التي وُلد فيها. إنّ استقبال المهاجر، وخاصّة المعرَّض للخطر، هو مبدأ أخلاقيّ تعود جذوره إلى الإنجيل وهو جزء من كوننا مسيحيّين أيّ من انتمائنا إلى المسيح. سيتمّ خلال المؤتمر التّعرف على بعض هذه الأشكال، كما سيتمّ الاستماع إلى مداخلات لأكاديميّين ودارسين وخبراء من مؤسّسات دوليّة ووسائل الإعلام والكنيسة وممثّلي ديانات أخرى، وسيتمّ في ضوء هذه المداخلات التّأمل في الدّور الذي على الكنائس القيام به في هذا الإطار الحسّاس.

وأعرب في نهاية مداخلته "عن الرّجاء في الخروج من هذه المبادرة بضمير متجدّد ونظرة منقاة كي ينطلق منهما تعاون جديد بين الطّوائف المسيحيّة ومؤمني الدّيانات الأخرى والرّجال والنّساء ذوي الإرادة الطّيبة جميعًا، وذلك لكي يُعترف بكرامة كلّ شخص وتُحترم هذه الكرامة في أيّة ظروف، وخاصّة في تلك الأزمنة المثيرة للقلق بشكل أكبر حول مَن يسميهم المسيح "أخوتي هؤلاء الصّغار" (راجع متّى 25، 40).