الكاردينال سيميرارو: من مريم كان كارلو يستمدّ الشّجاعة
سيميرارو توقّف في عظته عند هذه الفضيلة الّتي ميّزته فكانت "أجمل ما فيه"، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد كان هذا التّواضع بالذّات هو ما فتح عينيه على فقر واحتياجات الأشخاص الأشدّ ضعفًا والأكثر عوزًا. وكلّ ذلك كان بفضل "التّعبّد المريميّ" الّذي تجلّى بخاصّة في تلاوة المسبحة الورديّة، والتي كانت موعده اليوميّ مع تلك الّتي كان يسمّيها "المرأة الوحيدة في حياته". وحتّى رغبته في زيارة المزارات المريميّة، مثل مزار بومبي المفضّل لديه أيضًا لأسباب عائليّة، "يمكننا أن نفهمها على أنّها رغبة في لقاء المحبوبة". ومن مريم الّتي "كانت تحفظ كلّ شيء في قلبها"، كان كارلو يستمدّ الشّجاعة لطلب الصّمت الدّاخليّ الضّروريّ للإصغاء إلى صوت الله. ولهذا جدّد مرارًا فعل تكريس نفسه لقلب مريم الطّاهر".
وأشار سميرارو إلى أنّ "القدّيس كارلو أكوتيس يلمع الآن في السّماء كنجمة تهدي مسيرة الملاح. "فالقدّيسون هم لنا أيضًا هكذا: مع مريم، "نجمة البحر"، يساعدوننا في الإبحار في مسيرة الحياة دومًا باتّجاه المسيح. وبالنّظر إلى النّجوم الّتي تتألّق في سماء الكنيسة، نرى اليوم أيضًا هذا القدّيس الجديد الّذي يدعو كلّ مؤمن إلى اتّباع شهادته "لكي نتذوّق الحياة بعمقها ونذهب للقاء الرّبّ في عيد السّماء".
وكان عميد دائرة دعاوى القدّيسين قد توقّف عند معنى العيد اللّيتورجيّ مذكّرًا بأنّ "القدّيس بولس السّادس كان قد شدّد على أنّ ميلاد والدة الإله يمثّل "لحظة فريدة لا مثيل لها"، إنّه "أمر لا يتكرّر في التّاريخ البشريّ، لارتباطه المباشر بسرّ التّجسّد".