لبنان
24 تشرين الأول 2022, 10:20

المتروبوليت اسكندر من زحلة: أمضيت معظم سنوات رسالتي الكهنوتيّة بينكم فأصبحت واحدًا منكم

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل راعي أبرشيّة صور وتوابعها للرّوم الملكيّين الكاثوليك المتروبوليت جورج اسكندر بقدّاسه الأوّل في زحلة، في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، بعد أن استقبله أبناؤها عند مدخل المطرانيّة يتقدّمهم راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم وكهنة الأبرشيّة، وسط عزف موسيقى الكشّاف اللّبنانيّ.

وحضر القدّاس المطران جورج حدّاد وفعاليّات عديدة، إضافة إلى جمع كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، كانت كلمة للمطران ابراهيم هنّأ فيها المتروبوليت اسكندر برسالته الجديدة فقال بحسب إعلام المطرانيّة: "أيّها الأحبّاء في المسيح، أتيتم اليوم تودعون بذبيحة الشّكر رجلاً تكرّس لله في الكهنوت وتمرّس الصّلاةَ بالتّضرع قولاً وعملاً من أجل الآخرين ومعهم وبدون تردّد أو توقّف. الأب جورج اسكندر رفعه اللهُ إلى رتبة رئاسة الكهنوت ليكون متروبوليتًا على أبرشيّة صور. الله يرفع من كان غائصًا فيه بشكل جوهريّ وقلبه موجّه إليه كحبيب يفكّر في كلّ لحظة بمحبوبه. تعلّم الأب جورج وعلّم محبّة الله، خلال خدمته الّتي استمرّت مدة خمسةَ عشرَ عامًا في أبرشيّتنا البقاعيّة. كان على مثال معلّمه يسوع، حجرَ أساسٍ في بناء الإنسان، رافضًا أن يتحوّل إلى مجرّد موظّفٍ كي لا تُصبح الكنيسةُ مجرّدَ شركةٍ في عالم أعمال.

بصراحته الّتي اعتدنا عليها، واستقامته المشهودِ لها حافظ على كرامة الكهنوت الّذي ناله باستحقاقٍ، صائرًا قدوةً منيرةً لكلّ مدعوٍّ ليصعد مثلَهُ إلى جبل تجليه مُكرِّسًا ذاتَه للصّلاة والتّأمّل والعمل الاجتماعيّ والقانونيّ والرّعويّ. جبلُ تجلّي الكهنةِ والرّعاةِ لا يعني نصبُ مظالٍّ دائمةٍ في مكانٍ نرى أنه حسنٌ أن نبقى فيه. لقد نزل الرّسل عن الجبل مملوئين فرحًا وحماسًا واستعدادًا لمواجهة مَحطّات عملِ الخلاص حتّى حلولِ الرّوح القدس عليهم الّذي غيّرهم وكمّلهم وشفاهم فانطلقوا إلى العالم قوّةَ تغييرٍ وإكمالٍ وشفاء.

كلّنا عرفنا الأب جورج رجُلَ إيمان وصلاة، رجلَ الله ورجلَ سلام. دونَ هذا التّجذّر بالله يصبح الذّكاء والسّلطة والقدرات التّنظيميّة كلّها بدون فائدة. في الأب جورج، لمسنا جوهر العيش الكهنوتيّ، ومن خلال حياته قدّم لنا بشكل بديهيّ أحد أصدق الدّروس في لاهوت الخدمة والتّواضع. هذا ما يحتاجُه العالمُ اليوم، لأنّه دون ثبات الغصن بالكرمة نصبح مجرّد أقمار فقدت مسارها وسقطت في الفراغ، فهي لا تُضِرُّ بنفسها وحسب وإنّما تهدّد الآخرين أيضًا.

لقد خسِرت الأبرشيّة كاهنًا مميّزًا، لكنّها ربحت متروبوليتًا لأبرشيّة صور والكنيسة الجامعة. إذا أردنا أن نكافئه عن كلّ ما قام به من الخِدم، فلنكافئه بالصّلاة كي يمنَحَه الرّبُ الإله الصّحّة والقوّة والفرح والنّجاح في رعاية الأبرشيّة الموكلة إليه.

أنا وسيّدنا جورج أبناءُ مِنطقةٍ واحدة وعائلتين ربطتهما أواصر الصّداقة منذ أجيال، وأبناء رهبانيّةٍ واحدة وقلبٍ واحد ومدرسةٍ روحيّةٍ وإنسانيّةٍ واحدة. إنّ سعادتي لا توصف لأنّ انضمامه إلى السّينودس المقدّس هو نعمةٌ وبركةٌ وغنىً لا حدَّ له.

أرحّب اليوم بكلّ الحاضرين، خصوصًا بعائلة مُطراننا الجديد الأعزّاءِ جدًّا، وأشكرُ جميع الّذين تعبوا في تحضير هذا الاحتفال المميّز وأخصّ بالذّكر القوى الأمنيّة والبلديّة وتلفزيون تيلي لوميار وإذاعة صوت السّما والجوقة والكشّاف وميداد ومكتبنا الإعلاميّ وعمّال المطرانيّة وكلِّ من ساهم بكرم ومحبّة لجعل هذا اليوم يومًا تاريخيًّا مباركًا."

وفي نهاية الكلمة، قدّم المطران ابراهيم بإسم الحاضرين والأبرشيّة هديّة للمطران اسكندر أيقونة السّيّد المسيح (انغولبيون) عربون محبّة وتقدير.

ثمّ ألقى المطران اسكندر عظة تحدّث فيها عن خدمته في زحلة وشكر محبّة الزّحليّين قائلاً: "في إنجيل اليوم سمعنا مثَلَ الوزَنَاتِ حيثُ يعطي الرّبُ لكلِّ واحدٍ منّا في هذه الحياة نصيبَهُ في العملِ والجهادِ وحَمْلِ المسؤوليّةِ ليَجْمَعَ رصيدَهُ الحسَن ويكونَ مستعدًّا في يومِ الحسابِ العظيم. وأنا منذُ خمسةَ عشرَ عامًا أوكَلَ إليَّ الرّبُّ في مدينةِ زحلة وجوارِها أكثَر من وزنةٍ كانت أُوَلاهَا في دارِ الصّداقة، المؤسّسةِ المخلّصيّةِ الاجتماعيّة، المتنوّعةِ بخدماتِها ونشاطاتِها الرّوحيّةِ والاجتماعيّةِ والتّربويّة والتّنمويّة، والّتي أَطلقَ فِكْرَةَ تأسيسِها الأبُ حنّا سليمان المخلّصيّ في العام 1979، ثمَّ رعَاها بعنايَتِهِ الأب أندريه حدّاد حتّى العام 1984، عامَ انتخابِه مطرانًا على أبرشيّةِ الفرزل وزحلة والبقاع، ثمّ رفعَ مدامِيكَها وأدَارها في كسارة الأب عصام درويش حتّى العام 1995 عامَ انتخابِه مطرانًا على أبرشيّةِ استراليا، لتصبحَ في طليعةِ المؤسّساتِ الاجتماعيّةِ والإنسانيّةِ العاملةِ في لبنان.  

وعندما تسلَّمت ُإدارةَ دارِ الصّداقة في العام 2007 من يدِ الأب عبدو رعد المخلّصيّ، كانت الظّروفُ صعبةً للغاية بعدَ حربِ تمّوز الّتي أصابت البلادَ والعبادَ بالخسائرِ الفادحة. باشرتُ العملَ منذ السّاعةِ الأولى بمعاونةِ فريقٍ من العاملينَ في الدّار، وقد جاهدنا على قدْرِ ما أنعمَ اللهُ علينا من إيمانٍ وعزيمةٍ وثبات، فزِدْنَا مداميكَ البُنيانِ واستحدثنا تجهيزاتٍ جديدةً في قريةِ الصّداقة-كسارة وفي المعهدِ الفنّيّ- الفرزل، من دونِ أن نُكَلِّفَ المستفيدينَ من هذه الخدمات أيَّةَ أعباءٍ ماليّةٍ إضافيّة، بعد أن تمَّ تأمينُ الموارد بدعمٍ من مؤسّساتٍ محلّيّةٍ ودوليّة. كما طوّرنا البرامجَ الاجتماعيّةَ والإنسانيّةَ والتّنمويّةَ في المؤسّسة لتطالَ أكثرَ الفئاتِ عوزًا وفقرًا مع تركيزِنا على رفعِ مستوى التّعليم في المعهدِ الفنّيّ وفتحِ اختصاصاتٍ جديدةٍ يحتاجُها سوقُ العمل من خلالِ عقدِ اتّفاقاتٍ مع معاهدَ حكوميّةٍ دوليّةٍ لتصبحَ دارُ الصّداقةِ مقصدًا لأبناءِ البقاع على اختلافِ انتماءاتِهم يستفيدون من خدَماتِها وبرامجِها المتنوّعة لتأمينِ مستقبلهِم وتطويرِ مجتمعاتِهم، وهكذا استخدمنا الوزنةَ لنعيدَها إلى صاحبِها بوفرةٍ بما يرضي اللهَ والضّمير.

وأمّا الوزنةُ الثّانيةُ فقد وصَلتني من يدِ العنايةِ الإلهيّةِ بواسطةِ المطران عصام يوحنّا درويش سنة 2011 بعد أن ألحَّ عليَّ لاستلامِ المحكمةِ الرّوحيّةِ في الأبرشيّة، بالإضافةِ إلى مسؤوليّاتي كرئيسٍ للمحكمةِ الابتدائيّةِ الموحَّدة لكنيستِنا في لبنان، وقد تابعتُ هذه الخدمةَ مع سيادةِ المطران إبراهيم إبراهيم في مرحلةٍ لاحقة. وإنّني أغتنمُ هذه المناسبةَ كي أشكرَهُما على ثقتهما الغالية، حيث عملتُ طيلةَ هذه السّنواتِ بالعدلِ وراحةِ الضّميرِ ومخافةِ اللهِ لِحَلِّ النّزاعاتِ العائليّةِ بروحٍ مسيحيّةٍ تَحْفَظُ الوئامَ والوفاقَ داخلَ الأسرة، مطبِّقاً قانون الكنيسة من ناحيةٍ ومن ناحيةٍ أخرى مبدأَ الـ oikonomiaأيّ التّدبير.  

أمّا الوزنةُ الأخيرةُ، الّتي تسلّمتُها منذُ سنواتٍ ثلاثٍ فكانت رئاسةَ ديرِ مار الياس المخلّصيّة لرعايةِ النّفوسِ في رعيّتَي مار الياس ومار تقلا في زحلة، وإحياءِ النّشاطاتِ في بيتِ أبونا بشارة.  

وخلالَ هذه المدّةِ تعاونتُ مع أبناءِ الرّعيّةِ كجماعةِ إيمان ومحبّة، نتوزّعُ الخدمةَ والمسؤوليّاتِ في الرّعيّة بما يُلبّي الحاجاتِ الرّوحيّةَ والزّمنيّةَ وبخاصّةٍ من خلالِ الحركةِ الرّسوليّة للأولاد والشّبيبةِ وجوقةِ مار الياس المخلّصيّة الّتي أَضْحَتْ اليومَ ظاهرةً رعويّةً تجاوزت حدودَ زحلة على صعيدِ الإنشادِ الموسيقيّ والتّراتيلِ الرّوحيّةِ والوطنيّة.  

وفي هذه المحطّاتِ كلِّها وبالرّغمِ من جائحةِ كورونا والأزمةِ الاقتصاديّةِ والماليّة الّتي عصفت بلبنانَ مؤخّرًا، فقد سَلّمنا الوزَناتِ ببركةِ اللهِ ورعايتهِ وتعاونِ الجميعِ معنا بما يُرضي الضّميرَ وشرفَ الخِدْمَةِ وأداءَ الواجب. صلاتُنا وتضرّعاتُنا للباري تعالى كي يَزْدَهِرَ البيتُ المخلّصيُ في هذه الأبرشيّةِ الّتي يَخدمُها خَمْسَةَ عشرَ راهبًا مخلّصيًّا، وأَنْ تتضَاعَفَ الوزَنَاتُ بينَ أيديهم خدمةً وعطاءً في المجالاتِ كافّةً، الرّوحيّةِ منها والتّربويّةِ والاجتماعيّةِ.

إنَّ خميرةَ المحبّةِ وقنواتِ التّعاونِ الّتي جمعتني بأبناءِ هذه المنطقة كانت ليَ الدّافعَ الكبيرَ للنّجاحِ في هذه النّشاطاتِ وتَحمُّلِ الصّعوباتِ حيث أثْمَرَتْ كلُّها مشاريعَ وأعمالاً مفيدةً في خدمةِ الإنسانِ والمجتمع.

لقد أحببتُ زحلةَ، مدينةَ السّلامِ ومدينةَ العذراءِ مريم، وأحببتُ أهلَها وأبناءَ الجوار وقد بادلوني هم أيضًا بالمحبّةِ والوفاءِ، وهذا ليس غريبًا عنهم فَهُمْ أهلُ النّخوةِ والأصالةِ ومن معدنِ الطِّيبةِ والعَرَاقَةِ والعطاء. لقد أمضيتُ معظمَ سنواتِ رسالتي الكهنوتيّة بينكم، فأصبحتُ واحدًا منكم من خلالِ الصّداقاتِ الكثيرةِ الّتي نسجتُها معكُم، والّتي جعلتني أشعرُ أنّني بين أهلي وأحبَّائي أفرحُ في أفراحِكم وأتألمُ لمعاناتِكم وهذا الشّعورُ سوف يستمرُّ معي دائمًا وستبقى محبّتي لزحلة والفرزلِ وأبناء المنطقة سببَ علاقةٍ روحيّةٍ وإنسانيّةٍ لا تنقطع.

للرّهبانيّةِ الباسيليّةِ المخلّصية تاريخٌ عريقٌ في خدمةِ هذه الأبرشيّةِ على يدِ رهبانٍ قدّيسين انتمَوا إليها على مثالِ الأبِ بشارة أبو مراد المخلّصيّ ومن خلالِ وجودِ أساقفةٍ عظامٍ خدمُوا هذه المدينةَ وسطّروا في تاريخِها صفحاتٍ مشرقةً بالبذلِ والتّضحيةِ والعطاء.  

في هذا الإطارِ يشرّفُني أن أنوّهَ بالدّورِ الّذي قام به أخي سيادة المطران عصام يوحنّا درويش راعي الأبرشيّةِ السّابق في المجالاتِ العمرانيّةِ والرّاعويّةِ والاجتماعيّة والثّقافيّة، ممّا أبقى زحلةَ عروسًا للبقاع ومدينةَ حوارٍ وانفتاحٍ وبابًا واسعًا للتّعاونِ بين أبناءِ المنطقةِ جميعًا.

كما يُسعدُني أنْ أُعرِبَ عن ثقتي الكبيرةِ بأخي سيادةِ المطران إبراهيم ابراهيم الّذي أنجز خلالَ سنواتِ عملِه الأسقفيّ في كندا أعمالاً جليلةً في المجالاتِ الرّوحيّةِ والعمرانيّةِ والرّاعويّة وهو بالتّأكيد سوف يكملُ هذا النّهجَ في أبرشيّةِ الفرزل وزحلةَ بروحٍ خَلّاَقةٍ وإيمانٍ لا يتزعزع ورؤيةٍ مستقبليّةٍ تُبقي هذه المدينةَ منارةً مضيئةً بين باقي الأبرشيّات على مساحةِ هذا الشّرقِ، منبتِ الأديانِ والحضارات وفي دنيا الاغتراب."

وتوجّه اسكندر الى المطران ابراهيم قائلاً "وفَّقكم اللهُ سيّدَنا ابراهيم في رعايةِ هذه الأبرشيّةِ العزيزةِ وفي مسيرتِكم المباركة وإنّني أضعُ يدي بيدِكم لخدمةِ المؤمنين في كنيستِنا وتعزيزِ أوضاعِهم الرّوحيّةِ والمعيشيّة. كما أشكُرُكُم جزيلَ الشّكرِ، لأنكم فتحتم لي قلبَكُمْ وأبوابَ هذه الكاتدرائيّة للاحتفالِ بالذّبيحةِ الإلهيّةِ، وهذا اللّقاءِ الأخويّ مع أبناءِ المدينةِ بمناسبةِ انتهاءِ خدمتي الرّهبانيّة بينَهم وانتقالي إلى خدمتي الأسقفيّةِ الجديدةِ في أبرشيّةِ صور وتوابعِها. وإنّني وإن كنتُ سأغادرُ اليومَ هذه المدينةَ للعملِ في أبرشيّةِ صور إلّا أنَّ وَحدتي معكم بالمحبّةِ والصّلاةِ سوف تستمرُّ، وستبقى زحلةُ في قلبي وصلاتي كي يحرسَها المخلّصُ وينجّيها من كلِّ الشّدائدِ والضّيقات، ويرعى أبناءَها بالأمنِ والاستقرارِ والازدهار.

يسعدُني أخيرًا أن أشكرَ كلَّ من تعاونَ معي لإنجاحِ خدمتي في هذه الأبرشيّة وبنوعٍ خاصّ أساقفة هذه المدينة الأجلَّاءَ من كافّة الكنائس، والرّهبانَ والرّاهبات، والفعاليّاتِ الدّينيّةَ والزّمنيّةَ، وشكري إلى جوقةِ مار الياس المخلّصيّة الّتي قدّمت نفسَها لخدمةِ هذه الذّبيحةِ المباركة، وإلى جميعِ وسائلِ الإعلام وبخاصّة تلفزيون تيلي لوميار الّذي ينقلُ وقائعَ هذه الذّبيحةِ الإلهيّة، وإلى المشتركين معنا جميعًا، وإلى الّذين أتَوا من قريبٍ أو بعيد، ولتحفظْكُم رعايةُ أمِّنا مريمَ العذراء، سيّدةِ زحلة والبقاع، وسيّدةِ النّجاة، من كلِّ شرٍّ وأذىً، بنعمةِ الآبِ والابنِ والرّوحِ القدس آمين."

بعد القدّاس، انتقل المطران اسكندر والحضور الى قاعة المطران أندره حداد حيث قطع قالب حلوى بالمناسبة بمشاركة راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ، والمعتمد البطريركيّ الأنطاكيّ في روسيا المتروبوليت نيفن صيقلي، بعدها تقبل المطران اسكندر التّهاني من الحضور.