لبنان
20 تموز 2023, 12:30

المطران سمعان عطالله في عيد مار الياس- الكنيسة: إيليّا يحثّنا على الانتفاضة على ذاتنا لنعود إلى دورنا ورسالتنا

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل دير مار الياس- الكنيسة (المتن الأعلى) بعيد شفيعه مار الياس بقدّاس إلهيّ ترأّسه رئيس أساقفة أبرشيّة بعلبك والبقاع الشّماليّ المارونيّة السّابق المطران سمعان عطالله، وعاونه رئيس الدّير الأب الدّكتور نجيب بعقليني (رئيس جمعيّة عدل ورحمة)، وحضره حشد من الفاعليّات وجمهور أتى من المنطقة وخارجها.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران سمعان عطالله عظة استهلّها بالتّنويه بالعمل الّذي تضطلع به "جمعيّة عدل ورحمة" سواء في السّجون اللّبنانيّة أو في خدمة المرتهنين للمخدّرات وحديثًا في التّنمية المستدامة، من ثمّ ركّز على نقاط عدّة أبرزها:

"نحن أصحاب التّجسّد، السّيّد المسيح تجسّد حتّى يحقّق مشروع الله مع علمه بأنّ هذا المشروع سيكلّفه غاليًا. قتلوه على الصّليب كلصّ من اللّصوص والحمد لله غلب الموت بالموت وقام حيًّا، فأصبحنا معه قياميّين يعني قادرين أن ننهض من كبوتنا ومن انهياراتنا المتتالية".

وأشار إلى أنّ "النّبيّ إيليّا ترك رسالته الّتي حملها منذ أجيال وأجيال، وترك دوره وترك تاريخ شعبه ورسالة شعبه أبناء ابراهيم أب المؤمنين، لذلك قال له الله عندما هرب إلى مغارة عندما كانوا يلاحقونه ليقتلوه: يا إيليّا هنا دورك، هنا مكانك؟ كيف تترك شعبك وترحل؟ وكأنّ إيليّا فشل بدوره ورسالته".

أضاف: "نحن بدورنا نترك الله ونترك أخلاقنا ونترك قيمنا ونترك تراثنا الغنيّ جدًّا، ونتوجّه إلى بلدان أكثر حداثة... ثمّة تيّارات كثيرة اليوم لكنّها لا تتناغم كلّها ومشروع الكنيسة، هنالك أغلاط، لا يمكن أن نعبد الله بشكل لا يليق بالشّكل الّذي أعطانا إيّاه في إنجيله. لا نسلّم على بعضنا البعض وعندما يحين وقت المناولة نتقدّم من المذبح ونتناول. نحن نقترف دينونة لنفسنا كما يقول بولس".

تابع: "اليوم ماذا نفعل لشعبنا، باستثناء انقساماتنا؟ أحداث وأحداث وأحداث تتراكم ولا تفاهم وتحاور بيننا. فتّشوا على الحقيقة مع بعضكم البعض، تتراكم الدّعاوى في المحاكم الرّوحيّة لأنّ لا سلطة لدينا. نحن وطن رسالة وعلينا احترام هذه الرّسالة".

أعتبر أنّ "مشهد إيليّا على الجبل رائع لأنّ الله أعاد الرّجاء إلى دعوة إيليّا، هذا الرّجاء الّذي انتظره النّاس، ولأنّه يحثّنا على الانتفاضة على ذاتنا لنعود إلى دورنا ورسالتنا ونتعلّم من رسالة مار الياس ونستعيد تراثنا، ونقف في وجه المسؤولين عن هذا الشّعب الّذين سرقوا ماله، وهذه جريمة كبرى لم يحصل مثلها في التّاريخ".

وإختتم: "أصمدوا هنا مكانكم وهنا رسالتكم."  

بعد القدّاس، أقيم تطواف نحو تمثال مار الياس في باحةِ الدّير، وتلاه عشاء قروي وحفلة غنائيّة .