أوروبا
16 نيسان 2024, 06:50

راهبة وإمرأة مكرّسة وكاهن ورب عائلة شهيدان على درب التقديس بعد موافقة البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
التقى البابا فرنسيس مع الكردينال مارسيلو سيميرارو، رئيس دائرة دعاوى القدّيسين، ووافق على مراسيم تسلّط الضوء على الشهادة الاستثنائيّة للإيمان التي أظهرها أربعة أفراد.

من بينهم راهبة إيطاليّة سعت جاهدة لتعيش دعوتها مع التغلّب على تحديّات هائلة، وقصّتين عن شجاعة كبيرة في حياة اثنين من الإسبان الشهداء في خلال الحرب الأهليّة في البلاد، وامرأة مكرَّسة اختارت البقاء وراء الكواليس في العمل لخدمة الآخرين وتسوية النزاعات.

القصّة الأولى هي قصّة إيلينا غويرّا Elena Guerra، التي ستٌعلن قداستها. عاشت بين عامي 1835 و 1914. هي إيطاليّة ولدت في عائلة نبيلة ربّتها على القِيَم المسيحيّة. في أوائل العشرينيّات من عمرها، أبدت اهتماما بالتجارب المجتمعيّة ... وفي خلال زيارة إلى روما... قرّرت دخول الحياة الرهبانيّة. لم توافق عائلتها على خيارها، لكنّها لم تتراجع وشرعت في شكل من أشكال الحياة الرهبانيّة صارت أساس جمعيّة "منذورات الروح القدس" التي عُرفت في ما بعد باسم "أخوات القدّيسة زيتا". ركّزت الأخوات على التعليم الثقافيّ والدينيّ للشبيبة. تميّزت السنوات الأخيرة من حياة الطوباويّة بسوء فهمٍ مع بعض الأخوات، اللواتي اتهمْنها بسوء الإدارة، لدرجة أنّ إيلينا، المسنّة والمريضة، قرّرت ترك واجباتها كرئيسة. أعلنها البابا يوحنّا الثالث والعشرون طوباويّة في عام 1959.

تتعلّق المراسيم التي وافق عليها البابا فرنسيس مؤخَّرًا أيضًا بطوباويّيْن عتيديْن. مثل كثيرين إبّان الحرب الأهليّة الإسبانيّة، تحدّيا علنًا وبثبات الكراهيةَ ضدّ المسيحيّين والاضطهاد الشرس من قبل ميليشيات الفصيل الجمهوريّ. هما الكاهن الأبرشيّ غيتانو كلاوزيلّاس بالفيه  Gaetano Clausellas Ballvé من إسبانيا، وعلمانيّ ربُّ عائلة يدعى أنطونيو تورت ريكزاكس Antonio Tort Reixachs، من برشلونة. قتل الإثنان سنة 1936. كان الأوّل مرشدًا في دارٍ للعجزة، أخذه رجال ميليشيا وأطلقوا عليه الرصاص من خلف، وكان الثاني أبًا لأحد عشر ولدًا وشديد العبادة للقربان الأقدس وإكرامًا للأمّ العذراء، وكان يأوي رهبانًا وراهبات في بيته. نهب مسلّحون منزله وشوّهوا صورا مقدّسة فيه، وتعرّض هو للتعذيب في دير تحوّل إلى سجن ثم أطلق عليه الرصاص.

كذلك اعترفت المراسيم التي وافق عليها الأب الأقدس بالفضائل البطوليّة لخادمة الله تيريزا لانفرنكو Teresa Lanfranco التي توفّيت سنة 1989 في روما. انضمّت إلى جمعيّةٍ أسّستها الطوباويّة إليزا مرتينز Elisa Martinez، وصارت معاونة أمينة للمؤسِّسة. قامت بثبات بأفعال السلام والوساطة، بخاصّة في ستينيّات القرن العشرين حينما شهدت الجمعيّة أزمة داخليّة حادّة بسبب تمرّد بعض الأخوات. تنحّت المؤسّسة عن رئاسة الجمعيّة لأسباب صحيّة فانتُخبت تيريزا خلفًا لها، إلّا أنّها رفضت أن تصير رئيسة وفضّلت أن تبقى نائبةً للرئيسة العامّة المنتخبة. ربطتها علاقة محبّة وإكرام خاصّة بالعذراء مريم وبالقدّيس يوسف الذي اعتبرته قدّيس العناية الإلهيّة.