الفاتيكان
04 كانون الثاني 2019, 07:30

برنامج حافل للبابا فرنسيس في العام الجديد!

تزخر رزنامة البابا فرنسيس بنشاطات مهمّة خلال العام 2019، وقد استعرضها موقع "فاتيكان نيوز"، كالتّالي:

 

"2019 عام ممتلئ بالأحداث والنّشاطات الهامّة بالنّسبة لقداسة البابا فرنسيس. ففي أوّل أشهر السّنة هناك اللّقاء التّقليديّ مع أعضاء السّلك الدّبلوماسيّ المعتمدين لدى الكرسيّ الرّسوليّ والّذي يشكّل دائمًا مناسبة لتوجيه رسالة هامّة إلى الجماعة الدّوليّة، فقد انطلق البابا فرنسيس العام الماضي مثلاً من الاحتفال بالذّكرى السّبعين لصدور الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان ليلفت الأنظار إلى أنّه ما زال هناك اليوم في الألفيّة الثّالثة الكثير من الحقوق الأساسيّة المنتهَكة، وفي طليعتها حقّ الحياة. وفي الشّهر ذاته هناك أوّل زيارة للأب الأقدس والّتي ستكون إلى باناما من 23 حتّى 28 كانون الثّاني/ يناير لمناسبة اليوم العالميّ الـ34 للشّباب، والّذي اختير موضوعه "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ" (لوقا 1، 38). ويأتي هذا اليوم العالميّ للشّباب عقب سينودس الأساقفة المخصّص للشّباب والّذي عُقد في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2018 وموضوعه "الشّباب، الإيمان وتمييز الدّعوات". وكان قداسة البابا قد وجّه في تشرين الثّاني/ نوفمبر المنصرم رسالة فيديو لمناسبة هذا اليوم العالميّ دعا فيها الشّباب إلى الخروج من الذّات وخدمة الآخرين، وقال إنّ حياتنا تجد معنى فقط في خدمة الله والقريب. تحدّث قداسته من جهة أخرى عن رغبة الكثير من الشّبّان في فعل شيء من أجل المتألّمين، ووصَف هذا بقوّة الشّباب القادرة على تغيير العالم، مسلّطًا الضّوء على ما وصفها بـ "ثورة" الخدمة.
ومن 3 حتّى 5 شباط/ فبراير سيتوجّه البابا فرنسيس إلى الإمارات العربيّة المتّحدة ليكون الحبر الأعظم الأوّل الّذي يزور هذا البلد، واختير شعار الزّيارة "اجعلني أداة لسلامك"، وسيكون الحوار بين الأديان والأخوّة بين المؤمنين محور هذه الزّيارة. وفي الشّهر ذاته سيشارك البابا فرنسيس كعادته في اجتماع مجلس الكرادلة والّذي سيُعقد من 18 حتّى 20 من الشّهر، وهو الاجتماع الـ28. ويتضمّن جدول الأعمال مشروع مراجعة الدّستور الرّسوليّ "الرّاعي الصّالح" حول الكوريا الرّومانيّة، وقد تمّ في كانون الأوّل/ ديسمبر 2018 تسليم الأب الأقدس اقتراح دستور جديد، وتهدف هذه الخطوة إلى استجابة أفضل إلى الحاجة إلى كنيسة في خروج، إرساليّة. أمّا من 21 حتّى 24 شباط/ فبراير فسيُعقد اللّقاء المرتقب الّذي دعا إليه البابا فرنسيس رؤساء مجالس الأساقفة في العالم لمناقشة حماية القاصرين في الكنيسة، وهو لقاء يتمتّع بأهمّيّة كبيرة لمحاربة تعدّيات السّلطة والضّمير وتلك الجنسيّة. وكان الأب الأقدس قد تحدّث عن هذا الموضوع في كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي مشدّدًا على إنهاء التّغطية والتّعتيم على هذه التّعدّيات وذلك للسّير على درب الحقيقة والعدالة.
زيارة هامّة تنتظر البابا فرنسيس يومَي 30 و31 آذار/ مارس حيث سيتوجّه قداسته إلى المغرب، وذلك 33 سنة عقب الزّيارة التّاريخيّة الّتي قام بها إلى هذا البلد البابا القدّيس يوحنا بولس الثّاني في 19 آب/ أغسطس 1985. وقد التقى البابا القدّيس 80 ألفًا من الشّباب المسلمين في الدّار البيضاء، وهو حدث لا سابقة له في الحوار بين المسيحيّة والإسلام. وتحدّث حينها عن أهمّيّة هذا الحوار ولكن بدون نسيان الاختلافات الهامّة وأيضًا الأشياء المشتركة الكثيرة. ذكّر أيضًا بسوء الفهم بين الطّرفين بل وحتّى الجدل والحروب عبر التّاريخ، وتحدّث في المقابل عن إيمانه بأنّ الله يدعونا اليوم إلى تغيير عاداتنا القديمة، مشدّدًا على أهمّيّة الاحترام المتبادل. كما تحدّث عن أهمّيّة حقوق الإنسان وفي طليعتها الحرّيّة الدّينيّة وحرّيّة الضّمير، وعن احترام كلّ كائن بشريّ، كما وجّه نداءً من أجل السّلام والعدالة للتّغلّب على توجّهات مَن يريدون تغيير كلّ شيء بالعنف. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحوار التزام يواصله البابا فرنسيس بعزم.
أمّا في شهر أيّار/ مايو، وتحديدًا من 5 إلى 7 منه، فسيقوم قداسة البابا بزيارة رسوليّة أخرى، هذه المرّة إلى بلغاريا ومقدونيا. وسيتوجّه قداسته في بلغاريا إلى مدينتَي صوفيا وراكوفسكي، وقد اختير شعار الزّيارة "السّلام في الأرض" والّذي يذكِّرنا بالرّسالة العامّة للبابا القدّيس يوحنّا 23 أوّل مَن زار بلغاريا والموفد الرّسولي فيها. أمّا في جمهوريّة مقدونيا اليوغوسلافيّة سابقًا فسيزور الأب الأقدس مدينة سكوبيا مسقط رأس القدّيسة الأم تيريزا، وشعار هذه الزّيارة هو "لا تخف أيّها القطيع الصّغير" (لو 12، 32). وتجدر الإشارة إلى أنّ الكاثوليك في هذين البلدين يشكّلون أقلّيّة وسط أغلبيّة أرثوذكسيّة، وستشكّل زيارة الحبر الأعظم دفعة للحوار مع الكنيسة الأرثوذكسيّة، وذلك في مرحلة صعبة بالنّسبة لهذه الكنيسة عقب إعلان الكنيسة الأرثوذكسيّة المستقلّة في أوكرانيا والّتي يعترف بها بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ برتلماوس الأوّل بينما ترفضها الكنيسة الأرثوذكسيّة في روسيا.
موعد هامّ مرتقَب في عام 2019 هو سينودس الأساقفة حول الأمازون الّذي دعا قداسة البابا فرنسيس إلى عقده في تشرين الأوّل/ أكتوبر القادم، وموضوعه "الأمازون، دروب جديدة للكنيسة ولإيكولوجيا متكاملة"، وسيتطرّق السّينودس لا فقط إلى مواضيع إيكولوجيّة بل أيضًا إلى مواضيع كنسيّة هامّة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس قد بدأ هذه السّنة الجديدة، 2019، برسالة لمناسبة اليوم العالميّ للسّلام في الأوّل من كانون الثّاني يناير دعا فيها إلى أن تكون السّياسة في خدمة السّلام، بينما تحدّث في رسالته إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد الميلاد 2018 عن كون أمنيته أمنية أخوّة، فالله آب صالح ونحن كلّنا أخوة".