لبنان
14 حزيران 2024, 12:30

بعد ثلاثين عامًا... جرس دير مار أنطونيوس البادوانيّ في صور يقرع من جديد

تيلي لوميار/ نورسات
في الجنوب اللبنانيّ تفرقع صواريخ، وتطنّ طائراتٌ وتشتعل حرائق، في الجنوب اللبنانيّ يسقط جرحى، ويموت بشر وتُهدم بيوت...والصورة حالكة...ولكن، في الجنوب اللبنانيّ أيضًا يقرع جرس كنيسة القدّيس أنطونيوس البادوانيّ من جديد بعد طول صمت ويهرع المؤمنون إلى الصلاة والعبادة، لأنّ هاتين الأخيرتين تدلّاننا إلى النور الموجود دائمًا أبدًا ولو طال النفق المظلم.

 

إحتفل دير القدّيس أنطونيوس البادوانيّ في صور، التابع للآباء الفرنسيسكان لحراسة الأراضي المقدّسة بمناسبتين هما عيد القدّيس البادوانيّ وافتتاح برج الكنيسة بعد ترميمه ودقّ الجرس فيه للمرّة الأولى بعد ثلاثة عقود، وعن طنّات أجراس الكنائس كان القدّيس صاحب المقام قال: "كلمات القدّيسين تشبه الأجراس التي تدعو المؤمنين إلى الكنيسة، فهي تدقّ لإيقاظ الأرواح النائمة ودعوتها إلى حياة النعمة".  

إذًا، احتفل دير مار أنطونيوس في صور بعيد شفيعه بقداسٍ احتفاليّ ترأّسه المطران سيزار أسيان النائب الرسوليّ للّاتين في لبنان عاونه رئيس الدير الأب توفيق بو مرعي، بحضور السفير البابويّ في لبنان باولو بورجيا والمطران جورج اسكندر، متروبوليت صور للروم الملكيّين الكاثوليك ومشاركتهما وحضور لفيف من الآباء الكهنة والرهبان الفرنسيسكان وفاعليّات أبرزهم الجنرال فوناتنا، رئيس الوحدة الإيطاليّة والقطاع الغربي في اليونفل، مع التنويه هنا، بأنّ ترميم برج الكنيسة تمّ بمساعدة هذه الوحدة، وفاعليّات أخرى من مدينة صور وحشد كبير من المؤمنين الذين توافدوا بكثرة للاحتفال بالعيد وسماع قرع الجرس من جديد.

بعد القدّاس، توالت الكلمات من بعض الشخصيّات وقد شدّدت على ضرورة العيش المشترك وأهمّيّته، لأنّ هذه ميزة راسخة في عقول أهل صور وقلوبهم .

من ثمّ، قام السفير البابويّ بمباركة برج الكنيسة من بعد ترميمه وإعادة تأهيله وأطلق أولى قرعات جرسه.  

خُتم الاحتفال بلقاء محبّة وفرح في باحة الدير جمع الحضور في أخوّة ومودّة مستذكرين جميعهم قول القدّيس أنطونيوس البادوانيّ: "عندما نقوم بإصلاح كنيسة، دعونا نتذكّر أيضًا إصلاح أنفسنا، لأنْ فقط بذلك يمكننا بناء مسكنٍ حقيقيٍّ للربّ".