لبنان
26 كانون الأول 2022, 14:20

بقعوني في قدّاس الميلاد: ليمنح الرّبّ الهيرودوسيّين الجدد نعمة التّوبة أكانوا مسيحيّين أو غير مسيحيّين

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قدّاس عيد الميلاد في كنيسة القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم- طريق الشّام، شاركه فيه المطران كيرلّس بسترس، النّائب العام الأرشمندريت كميل ملحم، النّائب القضائيّ الأب القاضي أندره فرح والأب جورج عكه.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى بقعوني عظة جاء فيها بحسب الوكالة الوطنيّة للإعلام: "عيد الميلاد هو عيد تجسّد ابن الله الذي أرسل ابنه لنصير أبناء له، وليجعلنا أخوة ليسوع، والأب السّماويّ بمحبّته لم يرض فقط أن نكون بشرًا مخلوقين بل رفع قيمتنا وجعلنا من أبنائه. وأرسل روحه القدّوس في قلوبنا وفيه ندعو أبًا أيّها الأب. إنّنا نصير أبناء لله من خلال العماد ومن خلال مسيرة حياتنا، ونحن نؤمن بأنّ هناك أب يرعانا ولسنا بمتروكين ونحن جزء من عائلة الثّالوث.

نجتمع اليوم لنحتفل ونعيّد لأنّ المسيح بجعلنا أخوة له، حررنا من الخطيئة. طلب منّا الله أن نحبّ بعضنا بعضًا وأن نطبّق الوصايا، وهو يحرّرنا من الخطايا ومن القيود التي لا طائل منها، ومن كلّ ما يمكن أن يمنعنا من أن تكون لنا الحياة بوفرة. عندما نتحدّث عن خلاص المسيح نتحدّث عن الحياة الأبديّة التي تبدأ من اليوم، وهو يمنحنا أن نبني ملكوته على الأرض من خلال شهادة حياتنا، ومن خلال رؤية الآخرين بأنّنا أبناء وبنات لله وبأنّ المسيح حيّ. نحن مواطنون في وطن من ضمن عائلات ولنا اهتماماتنا وأعمالنا، ولكن نحن أبناء وبنات الله. ومن يريد أن يعيش هذه الهويّة يجب أن يصدّق في أصعب ظروف حياته إنّه بين يدي أب محبّ يهتم به".

وتطرّق إلى "السّلام والطّمأنينة لدى مار يوسف لثقته بالله، ونحن بحاجة لهذه الثّقة في هذه الأيّام الصّعبة. فنحن اليوم من جهة بين يدي أب سماويّ ومن جهة ثانية بين يدي بعض المسؤولين الدّينيّين، السّياسيّين، الاقتصاديّين في هذا الوطن، حيث يتصرّف البعض منهم مثل هيرودوس ويريد أن يحافظ على كرسيه وسلطته ومركزه بأيّ ثمن ولو على حساب كلّ الشّعب. نصلّي في عيد الميلاد أن يمنح الرّبّ الهيرودوسيّين الجدد نعمة التّوبة أكانوا مسيحيّين أو غير مسيحيّين. أنظروا إلى أين أوصلونا ولا يرفّ لهم جفن نتيجة الممارسات التي قاموا بها منذ عشرات السّنين. يريدون أن يحافظوا على اللّبنانيّين ويريد المسيحيّون أن يحافظوا على المسيحيّين، والمسيحيّون يهاجرون وأعدادنا تتناقص وهذا أكبر خطر على رسالتنا وشهادتنا ولا أحد ممّن بيده القرار يرفّ له جفن. الكلّ أمام خيار أن يكون من الرّعاة أو من المتسلّطين. في هذا العيد أدعو جميع الذين سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا هيرودوسيّين إلى التّوبة، وهم ليسوا بقلائل في وطننا، اللّهم أنر ضمائرهم ليعوا ماذا يفعلون".

وإختتم: "لا يدّعين أحد الدّفاع عن حقوق المسيحيّين، فنحن حقوقنا من المسيح وليس منهم، ومن يريد الدّفاع عن حقوق المسيحيّين عليه أن يدافع عن حقوق بقيّة اللّبنانيّين ويجب أن يدافع عن الوطن وأن يجد الحلول لأوضاعنا".