بيتسابالا في ذكرى مجمع نيقية: لتجسيد الإيمان من خلال شهادة أبناء الكنيسة
بهذه الكلمات مهّد بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو من أجل الغوص في أهمّيّة الوحدة، وكتب في هذا السّياق نقلًا عن إعلام البطريركيّة:
علينا أن ننصت إلى (نطيع) ديناميكيّة الكلمة الّتي يوجّهها إلينا يسوع بنفسه، لتتحوّل حياتنا إلى ما يريده:إلى الحقيقة والمحبّة والوحدة.
هذه الصّلاة، المعروفة بالكهنوتيّة، يجب أن تكون صلاتنا اليوم أكثر من أيّ يوم مضى. يسوع يُريدنا أن نكون متَّحدين في عائلة واحدة. إنّه يُصلّي من أجل وحدة تلاميذه وكلِّ من سيؤمن به على يدهم وخلفائهم. هذه الصّلاة، تعليم مسيحيّ catechism تتضمّن أربع طلبات تقودنا إلى المعنى العميق للوحدة.
1. لكي يحفظهم الله: "يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ"(11) من الخطر الّذي ينتظرهم (الشّرّير وروح العالم)، فلا يهلك منهم أحد. ويسأله أن يضعهم في حفظه ورعايته.
2. لكي يتقدّسوا بالحقّ: "كَرِّسْهُم بالحَقّ. إِنَّ كلِمَتَكَ حَقّ"(17) إنّ الّذين يتبعون يسوع سوف يواجهون صعوبات عظيمة، لكنّهم سوف ينتصرون إنْ ثبَتوا مثله على الحقّ Truth.
3. لكي يَكونوا واحِدًا: "كما نحنُ واحِد" (22). هذه الوحدة الكنسيّة والشّركة تجسِّد مصداقيّة إيمانهم ورسالتهم وشهادتهم.
4. لكي يتمَجَّدوا كما تمَجَّد هو: "يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد. (24) ويُصلّي لكي يَثبتوا على الإيمان: "من يؤمن بي فَلَه الحياةُ الأبَديَّة (6/ 47).هذه الوحدة نعمة عظيمة لكي يكتمل فرَحُه فينا(17/ 13). وحدَتُنا ستتغلّب على ظلام الشّرّ وتجعل فرح القيامة يشرق علينا.
في المسيح وحده نصبح واحدًا، عِبر الشّركة الوثيقة معه، وعِبر محبّتنا وخدمتنا لبعضنا البعض.المسيحيّة ليست ديانة عاديّة، بل هي شخص المسيح الّذي ينبغي اتّباعه بعمق من خلال التّأمّل في كلمته (الإنجيل)، والصّلاة، والاهتداء المستمرّ. شركتنا مع يسوع هي طريقنا إلى الشّركة مع الله. لاهوتنا يقوم على كلمة الله المُدهشة، وليس على أفكار فلسفيّة بليغة. لذا صاح بطرس الرّسول: "يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ وكَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ" (يوحنّا 6 /68).
وحدتنا هي ثمرة الإندماج في أسرار الإيمان "فأَكونَ أَنا فيهِم" (17/ 26)، وخاصّة المشاركة في القربان المقدّس، ومن خلال التّربية، والثّقافة، والمعرفة، والمحبّة، والتّواضع.
الإنقسامات
يناشدنا مار بولس
"أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوُة، باِسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعًا قَولًا واحِدًا وأَلّا يَكونَ بَينَكُمُ اختِلاقات، بل كُونوا على وِئامٍ تامّ في رُوحٍ واحِدٍ وفِكرٍ واحِد. فقَد أَخبَرَني عَنكم، أَيُّها الإِخوَة، أَهلُ خُلُوَة أَنَّ بَينَكُم مُخاصَمات. أعني أَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنكُم يَقول: أَنا لِبولُس (أنا مع البطريرك، أنا ضدّه، أنا مع المطران، أنا ضدّه؟)... أَتُرى المسيحُ انقَسَم؟".
(الرّسالة 1 إلى أهل قورنثية 1/ 10-13)
لتتجذَّر فينا المحبّة الّتي كانت في قلب يسوع وليكن الله "كُلَّ شَيءٍ في كُلِّ شيَء"(1قورنثية 15/ 28)، كما كان للمسيح، ولنَسِر على نوره "بِالرُّوحِ والحَقّ" (يوحنّا 4/ 24)، وصبر ورجاء، عندها نجد القوّة والعزاء والسّلام.
الآن لنسلّم أنفسنا إلى الله، ولنُطهّر ذاتنا من الطّموحات، وروح المنفعة، والتّحزُّب، والاصطفاف مع مَن خلقَ حالة من عدم الاستقرار في بلداتنا، ما حال دون عودة الأهالي إليها.
نحن الأساقفة والكهنة رعاة وخدّام رسالة وشهود للمسيح، ولسنا حكّامًا – Rulers ولا مستثمرين! يتعيَّن علينا أن نعتذر بتواضع عن الشّكوك الّتي سبّبناها والتّقصيرات تجاه التزامنا بكنيستنا وشعبنا. نحن كنيسة واحدة والأبرشيّات مرتبطة بالبطريركيّة وليست معزولة. ثمّة قوانين ينبغي احترامها. لا بدّ أن تظهرالحقيقة عاجلًا أم آجلًا!
علينا أن نستعيد معنى الخدمة المضحّية والرّسالة والمرافقة كما قال البابا لاون الرّابع عشر في كلمته إلى البطاركة والحجّاج الشرقيّين في 14 أيّار2025.كما دعا في قدّاس تنصيبه في 18 أيّار: "لنسِر معًا إلى الله كإخوة
ولنحبّ بعضنا بعضًا"، بالقول والفعل."