كندا
13 تشرين الأول 2025, 12:30

تابت من مونتريال: يجب أن تتوقّف آلة الحرب من دون تأخير

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان لابين قدّاسًا الهيًّا، في بازليك القدّيس يوسف في مونتريال، من أجل السّلام في الشّرق الأوسط والعالم أجمع، لدعوة من تجمّع مسيحيّي الشّرق الأوسط.

شارك في القدّاس: السّفير البابويّ في كندا المونسنيور ايفان يوركوفيتش، وراعي أبرشيّة مار مارون في كندا المطران بول- مروان تابت، وراعي أبرشيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في كندا المطران ميلاد جاويش، وراعي أبرشيّة السّريان الكاثوليك في كندا المطران أنطوان ناصيف، ومطران الأرمن الأرثوذكس في كندا بابكين شاريان، ومطران الأقباط الأرثوذكس في كندا الأنبا بولس، وكهنة الرّعايا، بحضور حشد كبير من المؤمنين من كلّ الطّوائف الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة.

‎وفي الختام كانت كلمة للمطران تابت جاء فيها: "في هذه اللّحظة الختاميّة، وبعدما استمعنا إلى كلمات غنيّة وعميقة عن السّلام وشهادة المسيحيّين في الشّرق، تتّجه أنظارنا نحو المسيح، مصدر رجائنا وأملنا.

‎اليوم، جمع قدّاسنا بين التّسبيح والابتهال؛ لقد صلّينا من أجل السّلام في العالم، وبالأخصّ في الشّرق الأوسط. شكرًا لكم، سيادة المطران إيفان يوركوفيتش، على رئاسة هذا القدّاس، وشكرًا لك، سيادة المطران كريستيان ليبين، على الاحتفال بالقدّاس، وشكرًا لإخوتنا في الأسقفيّة ولآبائنا الكهنة. وشكر خاصّ لكلّ واحد منكم هنا على حضوركم المبارك.

‎السّلام ليس مجرّد غياب الحرب؛ بل هو طريق للمصالحة، والأخوّة، والعدالة.

‎فحقًّا، دعوتنا كمسيحيّين واضحة: أن نكون صنّاع سلام بشجاعة ومثابرة، نعمل على شفاء الجراح، وفتح طرق المصالحة، ونشهد بأنّ المحبّة أقوى من الكراهيّة.

‎وفي هذا السّياق، ليس مفاجئًا أنّ قداسة البابا لاون الرّابع عشر قرّر أن يبدأ رحلاته الرّسوليّة بتأكيد مجمع نيقية في تركيا الحاليّة، الّذي انعقد سنة 425، قبل 1700 عام؛ وإعادة التّأكيد على لبنان، كـ"رسالة رجاء وصبر وحوار وتعايش"، في نهاية تشرين الثّاني- أوائل كانون الأوّل المقبل.

‎اليوم، نحيي الذّكرى، ليس من أجل الانتقام، بل لتذكيرنا بأنّ لكلّ ضحيّة اسمًا ووجهًا وقصّة. إنّ آلة الحرب يجب أن تتوقّف من دون تأخير. آمل أن تكون قد توقّفت في غزّة. فالدّفاع عن النّفس لا يبرّر مجزرة الأطفال، والأمّهات، والعزّل. العالم أغلق آذانه، وأصيب بالعمى. ومع ذلك، نحمل الرّجاء. هذا الرّجاء ليس سذاجة، بل مقاومة ويقين بأنّ الله يعمل حتّى في قلب اللّيل.

‎عندما رفعنا قلوبنا هذا المساء نحو الرّبّ، وصلّينا من أجل الشّرق الأوسط، ندعوه إلى أن يستقبل في نوره الأبديّ كلّ ضحايا هذه الحرب. نصلّي أيضًا من أجل صانعي القرار في العالم، لعلّ الرّبّ يليّن قلوبهم، ويحرّك ضمائرهم، ويحفّزهم على الكفاح من أجل إنسانيّة أرقّ، في عالم أقلّ بؤسًا، واثقين بوعده: "طوبى لصانعي السّلام، لأنّهم أبناء الله يُدعون" (متّى 5:9)."