تطواف القربان من أجل المضطهدين
هذه الكلمات من الليتورجيا اللاتينية شكّلت محور تأمل البابا فرنسيس أثناء ترؤسه مساء الخميس القداس الإلهي في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران بمناسبة عيد جسد المسيح ودمه.
ورأى الأبُ الأقدس أنّ رباط محبّتنا ينفكّ عندما لا نُطيع كلمةَ الرب وعندما لا نعيش الأخوّة فيما بيننا، عندما نتنافس في احتلال المقامات الأولى وعندما لا نجد الشجاعةَ لنشهد للمحبّة، وعندما لا نكون قادرين على تقديم الرجاء.
وشددّ على أنّ الإفخارستيا هي علامةٌ حيّةٌ لمحبة المسيح الذي واضع نفسه وأخلى ذاته لكي نبقى متحدين.
أمّا المسيحيون المضطَهَدون فكانوا الحاضرَ الأبرز في فكر وصلاة البابا فرنسيس؛ فدعا في هذا السياق إلى الشركة مع الأشدِّ فقرًا وبخاصةٍ الذين يتعبون في حمل ثقل الحياة اليوميّة، وهم في خطر أن يفقدوا الإيمان. كما وصلّى من أجل الذين لا يملكون حريّة التعبير عن إيمانهم بالرب يسوع، وكلّ الذين ضحّوا بحياتهم أمانة للمسيح، وقال ليكن دمُهم المُتَّحد بدم الرب عربونَ سلام ومصالحة للعالم بأسره.
هذا ولم تغب عن كلمة البابا أصنامُ زماننا التي تَكسرُ من كرامتنا المسيحيّة، كحبّ الظهور والاستهلاك والأنا في محور كل شيء؛ وأيضًا المنافسةُ والتعجرفُ كموقف المنتصر، وعدمُ الاعتراف بالخطأ أو بالحاجة.
وفي ختام القداس جاب المؤمنون في شوارع روما في تطواف تقدّمه القربان المقدّس وشارك فيه آلاف الحجّاج وصولًا إلى كاتدرائية مريم الكبرى حيث انضمّ البابا فرنسيس إلى المؤمنين مانحًا بركةَ القربان المقدّس للجميع.