تمثال العذراء مريم يستريح في مدينة كسب السورية وسط معانقة وطنية!
حفل التدشين أقيم برعاية المطران أسادوريان وحضوره وبمشاركة الاب ناريك لويسيان وبحضور عدد من أصحاب الفضيلة وفعاليات المدينة ورعاة الكنائس ومؤمنين.
بعد النشيد الوطني السوري والوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، تلى الأب ناريك لويسيان كلمة قال فيها:"
"فها منذ الآن تُطوبني جميع الأجيال"(لوقا 1: 48).
"يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين"(آل عمران 41)
هذه الأم الفائقة القداسة المباركة كرمتها الأديان السماوية ففي الإسلام
كرمها القرآن الكريم، فهي الأم التي اختارها الله وأرادها أن تلد يسوع بقوة البارقليط يوم هزت بجزع النخلة وأعلن الطفل المولود بأنها مباركة وبريئة من الدنس والخطيئة. وخصها الله بسورة مريم وورد ذِكْرُ بطولتها وطاعتها وتواضعها للخالق تعالى أكثر من 34 مرة، فذُكِرَتْ في سور: مريم، النساء، المائدة، التحريم، آل عمران، الأنبياء. وهذا ليس إلا دليلاً في التاريخ الديني على مكانتها وطهارتها وشفاعتها لدى الشعوب المؤمنة.
فمع معصية حواء الأولى في الجنة دخلت الخطيئة العالم، ومع قبول مريم وتواضعها لمشيئة الله ساهمت في خلاص البشرية جمعاء.
وفي المسيحية مريم العذراء هي أم الله التي ولدت يسوع المسيح وهي بتول بقوة الروح القدس ليتجسد الابن (الله) منها إتماماً لمخطط الله الخلاصي للبشرية الخاطئة، وكي يسترد آدم صورته الأولى التي خلقه الله على صورته ومثاله قبل سقوطه بالخطيئة وتشويهها.
وعلى الصليب أعطى يسوع وصية جديدة: "هذا ابنك وهذه أمك" (يو19: 26-27)، فأصبحت مريم العذراء أم الكنيسة وأمنا وشفيعة لنا لدى الآب.
واليوم تكرسها العديد من الدول لحماية بلدانها وشعوبها. وما زالت رسالتها عبر التاريخ حية في سورية (الصوفانية ـ دمشق وصيدنايا) وفي لورد (فرنسا) وفاطيما (البرتغال) ولبنان ومديغورية (بوسنيا) تدعو الأمم للتلاقي، والإلفة، والمحبة، والتضامن ونبذ الخلافات والكراهية والحروب ووئدالفتن، وحقن الدماء والخراب والدمار.
فباتت مريم العذراء رمزاً للسلام والمحبة وتجسيداً للحوار بين شعوب العالم وأديانها المختلفة.
وتابع، أرحب بكم مجدداً أجمل ترحيب، وأشكركم على تلبيتكم دعوتنا لنتشارك جميعاً بتكريم أمًنا مريم العذراء، هذه المشاركة ليست إلاّ تعبيراً من القلب على ما تكّنه مريم لكل منّا، وبالتالي تمثل هذه المشاركة إنموذجاً فريداً للُّحْمةِ الوطنية التي كانت ومازالت وستبقى تَعمُّ جميع المناطق في سورية الحبيية، مثالاً يُحتذى في المحبة والتآلف والتآخي والمساواة في المواطنية والمشاركة في الأفراح والأتراح، التي تميز بها هذا الوطن عبر آلاف السنين.
نعم تستحق منّا هذه الأم الحنون المباركة وقفة التكريم هذه، وكيف لا وهي جسر العبور والاتصال بين كافة الشعوب على اختلاف مذاهبها.
وفي هذه المناسبة نتضرع إلى الله بشفاعتها أن تحمي سورية وشعبها. أن تشفي جرحانا، وأن تردَّ المخطوفين إلى ذويهم، والنازحين والمهجرين إلى ديارهم. وأن تعود سورية وطن السلام والازدهار وشعلة مضيئة في شرقنا الحبيب.
فيا مريم أمنا أعينينا على إكمال رسالة ابنك ورسالتك المقدسة للسلام والمحبة والازدهار وإحقاق الحق، وليكن هذا الصرح المبارك مركز تلاقي لخير الجميع".
كما تليت العديد من الكلمات التي اكدت على اهمية هذا الاحتفال حيث ستصبح سيدة كسب محجا لكل المؤمنين وسط أناشيد أدتها جوقات من مختلف الكنائس اضفت على المكان روح المسكونية.
كما تليت صلوات خاصة لأمنا العذراء مريم.
وخلال الاحتفال، كرم المطران اسادورسان ألأنسه ساره تيميريان أبنة كسب لتبرعها ألكريم والجميل في تكاليف تمثال أمنا مريم ألعذراء مقدما لها هدية رمزية.
وفي الختام، تم نصب شجرة زيتون رمزا للأصالة وتحضير المأكولات التراثية الأرمنية" الهريسة".