متفرّقات
11 آذار 2014, 22:00

تيلي لوميار تشارك في برنامج عبر البحار الى كوريا

(تيلي لوميار) \"سيول هي روح آسيا\"، شعار يفخر به الكوريون، ويرفعونه في كل أنحاء المدينة. تدلّ ضخامة أبنيتها على انعكاس الحداثة والتطوّر في هذا البلد الذي يعيش تزاوجا بين اقتصاده المتقدّم وصراعه العسكري مع جارته الشمالية. وأكثر ما يلفت الزائر هو التصاميم الهندسية الفريدة لبعضها والتي تدلّ على مستوى متطوّر في هندسة البناء خصوصا ناطحات السحاب، او تلك الأبنية الملتوية في تصميمها
. تيلي لوميار عبر مراسلها لطف الله ضاهر شاركت في  برنامج  "عبر البحار الى كوريا" وهو برنامح سنوي تنظّمه هيئة الأركان في الجيش الكوري عبر الكتيبة الكورية العاملة في اليونيفيل في جنوب لبنان بالتعاون مع السفارة الكورية لتعريف الشعب اللبناني بالحضارة الكورية فتختار مجموعة من اللبنانيين والاعلاميين لتمضية عدّة ايام في العاصمة سيول.
 
في كل لحظة يكتشف زائر هذا البلد الآسيوي الذي يبعد 13700 كيلومتر عن بلادنا مدى عراقة الشعب الكوري وتمسّكه بثقافته وحضارته التي تعود لأكثر من خمسة آلاف عام. والمفارقة التي تستحّق التوقّف عندها، أنّه شعب لا يعيش فقط على أمجاد الماضي، فالتطوّر التكنولوجي الذي تعيشه كوريا جعلها تحتلّ مرتبة متقدّمة بين مجموعة الدول العشرين الاقتصادية العالمية.
ويظهر هذا التطوّر من خلال اختراعات جديدة، منها ما بدأت تُستخدم مثل الزراعة من دون تراب وذلك عبر تقنيات حديثة تعتمد الضوء والحرارة فقط بيئة مناسبة لزراعتها ونموها وتكون نتيجتها طبيعية لأنه لا تُستخدم فيها اي مبيدات او ادوية، فالقيّمون على القطاع الزراعي في كوريا يحرصون على نوعية الانتاج الزراعي السليم لصحة الشعب، ومنها ما يزال في طور الاختبار والتطوير تمهيدا لطرحه في الأسواق خلال عام فهناك امثلة ابرزها: تطوير برنامج للتصوير السينمائي يستبدل وجه الممثل بآخر في المشاهد التي تتطلّب مهارات لا يجيدها الممثل، كاميرا حديثة تُستخدم في البرامج المدرسية عبر قراءة ثلاثية الأبعاد للصور الموجودة في الكتب وتتحكّم بها، الى الهاتف المخصّص لفاقدي حاسة السمع ويقوم على تقنية وضعه على الرأس لالتقاط الارتجاجات فيسمح بسماع ما يُقال. حتى الطائرة من دون طيار تمّ تطويرها للإفادة منها في غير استخدامات عسكرية ومنها مراقبة الطرق تسهيلا لعمل الشرطة ومعرفة حال الطرق.
تعيش كوريا هذا التمازج بين حضارتها وتقدّمها من جهة وتاريخها المثقل بالحروب خصوصا مع اليابان و"شقيقتها" كوريا الشمالية من جهة اخرى، ولا تزال المنطقة الحدودية المنزوعة من السلاح   بين البلدين شاهدة على ذلك. اجراءات امنية مشدّدة واستنفار دائم، والمفارقة التي تستحق التوقّف عندها هي الزيارات السياحية التي ينظّمها الجانبان الى تلك المنطقة الحسّاسة وتحديدا الى إحدى القاعات المشتركة التي يجتمع فيها "العدوّان" من حين لآخر والذي يفصلها    "الخط العسكري الفاصل" أو "خط الهدنةالذي يشبه الخط الأزرق في بلادنا.
العودة الى التاريخ والماضي ممتعة في بلد يتقن شعبه كيف يسوّق لحضارته وثقافته، فكانت زيارة البيت الكوري رحلة عبر الفن والتاريخ لاسيما الى عصر مملكة جوسون التي تركت بصماتها الفنية والثقافية في تلك الأرض حتى يومنا هذا. يقدّم البيت الكوري لزوّاره نشاطات ثقافية متعدّدة من ضمنها الطعام الكوري التقليدي والعروض الفنية التراثية التي تتميّز بحسّ فنّي رفيع يتمازج مع الألوان الزاهية للّباس التقليدي للراقصين الذين يؤدّون رقصات جميلة هادئة احيانا أو رقصات صاخبة ترافقها الطبول احيانا اخرى.
وليست القرية التقليدية الكورية "يونغ إن" أقل سحرا من البيت الكوري، إذ يخال الزائر أنّها قرية حقيقية حيث كان يعيش الفلاحون والمزارعون مع كل الأدوات التي كانوا يستخدمونها سابقا.
اما  قصر كيونغ بوك الملكي الذي بناه الملك إيسونجيه عام 1392، فكان يُعد الأكبر في المملكة حينها. ورغم تعرّضه للدمار والحرق مرّات عدّة، فلا يزال بمساحاته الشاسعة وبوّاباته المتعدّدة ومداخله الكثيرة وألوانه الزاهية شاهدا على حقبة ملكية هامة في تاريخ البلاد