متفرّقات
04 آذار 2015, 07:19

ثلاثة أسئلة يمكنها أن تغير وضعك المالي... وحياتك

  جوناثان كليمنتس   إذا كان قرارك عشية رأس السنة بشأن أن توفر المزيد قد تهاوى، فربما تحتاج إلى المزيد من التحفيز. نصيحتي لك: إجعل نفسك مبتهجاً بشأن مستقبلك المالي – بمساعدة ثلاثة أسئلة. لا تخطىء: العديد من الأمريكيين يحتاجون كلاماً حماسياً، على الأقل انطلاقاً من المسح الاجتماعي العام الذي يجريه كل بضعة أعوام مركز أبحاث الرأي الوطني في جامعة شيكاغو، وهو منظمة بحثية. في مسح عام 2012، وصف %33 فقط أنفسهم بأنهم سعداء جداً، و%27 فقط قالوا أنهم راضون بوضعهم المالي. وفي الوقت نفسه، وصف %47 حياتهم بأنها روتينية أو مملة. وعندما سئلوا عن عملهم، قال %37 أنهم راضون بدرجة متوسطة وقال %12 أنهم غير راضين. ولم تتغير هذه الأرقام كثيراً خلال العقود الأربعة الماضية، على الرغم من تضاعف نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف والمعدّل حسب التضخم. وهناك عدد من التفسيرات لهذه الإحصائيات، ولكن هذا واحد من الاحتمالات: العديد من الأشخاص يقضون حياتهم سعياً وراء أهداف مالية ليسوا سعداء بشأنها. وهم يعرفون أن عليهم أن يوفروا لأقساط البيت، وتمويل حسابات كليّات أبنائهم، والاستثمار من أجل تقاعدهم. ولكنهم غير محفزين بخاصة للتوفير لأنهم لم يفكروا حقاً من خلال هذه الأهداف، لماذا يهتمون بها وما إذا كانت هنالك أهداف أخرى قد تكون أكثر أهمية. وهذه هي الفجوة التي يحاول سدّها ما يُسمّى التخطيط للحياة. ما هو التخطيط للحياة؟ إنه جهد لأخذ التخطيط المالي درجة أعلى، من خلال التأكد أن أموال العملاء موجهة نحو مساعدتهم في عيش الحياة التي يريدونها. وقد يكون من المغري رفض أنأهذا بوصفه هراء يثير مشكلة حساسة. ولككني أعتقد أن التخطيط للحياة يحاول فعل أمر مهم. يعمل معظم الناس في وظائف يكرهونها، أو يشعرون أنه ليس لديهم الوقت لعائلاتهم أو لهواياتهم التي يحسون بالشغف تجاهها. فما العمل؟ جورج كندر، مؤسس معهد كندر للتخطيط للحياة – والذي يدرب المستشارين الماليين على التخطيط للحياة – ومؤلف كتاب "المراحل السبع للنضج المالي"، قد طور ثلاثة أسئلة لمحاولة معرفة ماذا يريد الناس من حياتهم. السؤال الأول: تخيل أن لديك المال الكافي لإشباع جميع رغباتك، الآن وفي المستقبل. فهل ستغيّر حياتك؟ وإن كان الأمر كذلك، كيف ستقوم بتغييرها؟ يقول كندر: "هذا هو سؤال الفوز باليانصيب. ما نحاول الحصول عليه من خلاله هو: ما الذي نهتم بشأنه أكثر؟". ويقول أن العملاء سوف يذكرون غالباً الهوايات التي يتمنون لو كان لديهم الوقت الكافي لها، والأشياء التي يريدون شراءها والرحلات التي يودون القيام بها. يقول: "الناس الذين قد يقولون أنهم سيتركون وظائفهم قد يكونون أقل من %10، ولكن الناس الذين يقولون أنهم سيعملون بشكل أقل قد يكون %40". السؤال الثاني: هذه المرة، افترض أنك تعيش وضعك المالي الحالي. يخبرك طبيبك أن لديك فقط ما بين خمس إلى عشرة سنوات لكي تعيش، ولكنك ستظل تشعر بوضع جيد حتى النهاية. فهل ستغيّر من حياتك، وإذا كان الأمر كذلك، كيف ستقوم بتغييرها؟ بتضييق التركيز إلى عشر سنوات أو أقل، فإنه يتم تحدي العملاء إلى اعتبار ما هو الأكثر أهمية. يقول كندر: "تحصل على إحساس أكبر بأنك في مهمة، فما الذي ستقوم بإيصاله؟ قد يكون توجهاً نحو العائلة، نحو السفر، نحو فعل أمر إبداعي. وهنا قد يقول الناس أنهم يريدون كتابة سيرتهم الذاتية. وهنا تظهر المناقب: سوف يقول الناس أنهم يريدون أن يكونوا أكثر لطفاً". السؤال الثالث: يخبرك طبيبك أن لديك فقط يوماً واحداً لتعيش. فانظر إلى حياتك. ما الذي فاتك فيها؟ من الشخص الذي لم تصبحه؟ وما الذي فشلت في فعله؟ يقول كندر: "الغرض هنا هو أن تتأمل حياتك. مع السؤال الأخير، تصل إلى حجر الأساس، إلى ما هو في غاية الأهمية. أحياناً يكون أمراً إبداعياً، مثل أنني لم أعزف الجاز في أحد النوادي. وأحياناً يكون أمراً منعهم لسنوات، مثل أنني لم أسوّ علاقتي مع أختي أبداً. لا يتعلق الأمر بدغع الرهن. ولا يتعلق بتركيب المطبخ الجديد". على الرغم من الإحصائيات التي تشير أن العديد من الأشخاص غير راضين، فإن عملاء التخطيط للحياة عادة لا يقلبون حياتهم رأساً على عقب. يقول كندر "قد يترك %1 وظائفهم ويذهبون للعزف على الجيتار. وقد يكون، بالمتوسط، أن الناس يعيدون ترتيب أولوية 10 ساعات في أسبوعهم. وقد يتوفر هذا الوقت من ساعات العمل. وقد يأتي من الوقت في الجلوس أمام التلفزيون". إذا كنت تستطيع معرفة ما أنت شغوف بشأنه، فإن ذلك يمكنه أن يزودك بخارطة طريق للتقاعد – وكذلك الحافز على توفير المال. ولكن أيضاً ضع بعين الاعتبار كيف يمكنك أن تجد وقتاً إضافياً اليوم للأمور التي تهتم بها. قد تعمل لساعات أقل، أو تنتقل إلى وظيفة أقل تطلّباً، أو أن تدفع للآخرين للقيام بالأعمال المنزلية أو تقصير تنقلاتك.   جوناثان كليمنتس هو مؤلف "دليل جوناثان كليمنتس المالي 2015".   (ترجمة: مروان الحسيني)