الفاتيكان
20 تشرين الثاني 2020, 08:50

ثلاث ركائز دعا إليها البابا رهبان آلام يسوع المسيح في مئويّتهم الثّالثة، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
في مئويّتها الثّالثة، دعا البابا فرنسيس رهبان آلام يسوع المسيح إلى المجّانيّة والنّبوّة والرّجاء في رسالتهم، كاتبًا إلى رئيسها العامّ الأب جواكيم ريغو، لافتًا إلى أهمّيّة الاحتفال بالمئويّة، إذ هو "فرصة للسّير نحو أهداف رسوليّة جديدة بدون السّقوط في النّزوع إلى ترك الأمور كما هي. إنّ العلاقة مع كلمة الله في الصّلاة وقراءة علامات الأزمنة في الأحداث اليوميّة ستجعلهم قادرين على لمس نفخة الرّوح القدس الخلّاقة الّتي تشير إلى الإجابات على تطلّعات البشريّة."

وفي سطور رسالته، دعا البابا الرّهبان في عالم اليوم المتغيّر إلى "تحديد أساليب حياة جديدة وأشكال جديدة لإعلان محبّة المصلوب شاهدين هكذا على جوهر هويّتهم؛ وإلى التّركيز على ثلاثة مسارات في رسالتهم: المجّانيّة والنّبوّة والرّجاء، شارحًا بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ مجّانيّة الرّهبنة هي ثمرة ذاكرة الآلام، فمن ينغمس في التّأمّل ويلتزم بإعلان المحبّة الّتي وُهبنا إيّاها على الصّليب يصبح امتدادًا لهذه المحبّة عبر التّاريخ وتكون حياته متحقّقة وفرِحة.  

النّبوّة، تعني التّفكير والتّحدّث في الرّوح القدس، وهذا أمر ممكن لمن يعيش الصّلاة كنفَس روحيّ، ويمكنه أن يلمس تحرّك الرّوح القدس في أعماق القلوب وفي الخليقة بكاملها... إنّ الكلمة المعلَنة تصبح هكذا متماشية دائمًا مع احتياجات الحاضر."

أمّا الرّجاء فقال البابا فرنسيس: "إنّه يعني أن نرى في البذرة الّتي تموت السّنبل الّذي تتضاعف ثماره، إنّ هذا يعني بالنّسبة للرّهبان التّعرّف في جماعاتهم الرّهبانيّة والرّعويّة، رغم الانخفاض، على العمل المولِّد للرّوح القدس الّذي يحمل اليقين بأنّ رحمة الله لن تتركنا".

وحثّ بالتّالي الرّهبان على الرّجاء والفرح بدلاً من الشّكوى، فـ"لا ندعن أنفسنا نُسلب فرح التّبشير بالإنجيل"، آملاً بأن يشعروا بأنّهم "موسومين بنار الرّسالة المتجذّرة في تذكرة آلام المسيح". كما شجّعهم على "ألّا يكلّوا أبدًا عن تعزيز التزامهم من أجل المعوزين، مصلوبي زمننا، الفقراء والضّعفاء، المظلومين ومَن تقصّيهم أشكال الظّلم المتعدّدة. ويتطلّب تحقيق هذا تعزيزًا صادقًا للتّجدّد الدّاخليّ، والّذي ينطلق من العلاقة الشّخصيّة مع المصلوب والقائم، ففقط مَن صُلب محبةًّ مثل يسوع هو قادر على أن يعين مصلوبي التّاريخ بكلمات وأفعال فعّالة. فلا يمكن إقناع الآخرين بمحبّة الله من خلال الكلمات والتّعريف فقط، بل هناك حاجة إلى أفعال ملموسة لاختبار هذه المحبّة في المحبّة الّتي نهبها بمشاركتنا المصلوبين أوضاعهم، وذلك حتّى بهبة الحياة بالكامل، مع تذكر أنّ بين الإعلان وتقبّله كإيمان هناك عمل الرّوح القدس."

وأوكل البابا في الختام الرّهبنة إلى مريم العذراء وشفاعة مؤسّسها وقدّيسيها وطوباويّيها، مانحًا رهبانها بركته الرّسوليّة.