دينيّة
15 آذار 2016, 15:18

ثماني أعاجيب لشربل السكران بألله

غلوريا بو خليل
استقبل الأب لويس مطر، المسؤول عن السجل الذهبي لأعاجيب القديس شربل في دير مار مارون في عنايا، وفدًا من أخوية قلب يسوع في جونيه وكشافة لبنان من مدرسة القديسة ريتا في ضبيه حيث حدّثهم عن القديس شربل والأعاجيب التي قام بها.

استهلّ حديثه عن القديس قائلاً "على الرغم من أن القديس شربل كان متفوّقاً بدراسة اللاهوت إلّا أنه لم يترك كلمة بخط يده مثل معلّمه يسوع المسيح. عرف ألّا خلاص إلّا بالرّب لذلك عاش "الآن" بصورة مستمرّة معه، فملأ حياته من الله الى أن سكر به. من هنا أعطيَ له أجمل لقب "شربل انسان سكران بألله". سكر بالقربان وسكر بالعذراء مريم وسكر بيسوع لذلك نحن اليوم لا يجب علينا أن نسكر بالقديس شربل بل يجب أن نسكر بالذي سكر به القديس شربل، القديس شربل  سكر بالقربان وهكذا نحن فلنسكر بالقربان لنصل الى ما وصل إليه القديس شربل".

وأكمل الأب مطر قائلاً "كانت حياة القديس شربل أعجوبة كما موته. بعد أربعة أشهر من دفنه صعدت أنوار روحانية من قبره وراحت تشعّ في السماء وهذا كان السبب لفتح قبره واخراج جثمان القديس شربل الذي كان يزن 45 كلغ؛ وزنٌ يُعتبَر عجيبة العالم. من 45 كلغ لحم طري نضح 84 ليترًا من الدم والعرق حتى عام 1950. كما نضح دماً وعرقاً سنة 1965 عندما نقل الى قبره الحالي حيث وجد 7 سنتم من الدم والعرق في تابوته. كان جثة تسبح بالدم والعرق، القديس شربل أعجوبة نادرة لم تحدث أبداً من قبل".

ثم انتقل الأب مطر متحدّثاً عن القديس شربل معلناً أن "أعاجيبه أعجوبة: 80 أعجوبة حصلت من 20 تموز لتاريخ اليوم، 12 منها مع غير معمّدين و3 من هؤلاء تعمّدوا وأصبحوا مسيحيين".

من ثمّ روى للحضور 8 من أعاجيب القديس شربل كانت مستحيلة طبياً حصلت هذه السنة:

"الأعجوبة الأولى: حدثت مع الطفلة تقلا شربل موسى، لبنانية من سكان لوس انجلس. عندما كانت أمها حاملًا بها وفي الشهر السابع تبيّن من خلال صورة "الموجات فوق الصوتية " أمر غير طبيعي في رأس الطفلة فقصدوا الطبيب اللبناني جوزف معوّض، اختصاصي أجنّة في لوس انجلس. يجب أن يكون علمياً في رأس الطفل 9 سنتم من الماء أما عند تقلا فكان 20 سنتم، وهذا يؤدي الى ضغط على دماغ الطفلة قد يودي بحياتها. قرّر الطبيب إجراء عملية جراحية عند ولادة الطّفلة يزرع لها فيها شريان يصل من الدماغ إلى المعدة. ما إن عادوا الى المنزل تحت تأثير الصدمة، اتصل الزوج بأمه وأخبرها فما كان بها إلّا أن قصدت القديس شربل بكل إيمان ومشت حافية القدمين من الدير الى المحبسة طالبة الشفاعة من القديس شربل لشفاء حفيدتها. وفي الوقت نفسه ظهر القديس على والدة الطفلة التي كانت ممدّدة على السرير حزينة، وضع يده على بطنها وضغط فأحسّت بألم كبير وظلّ واقفاً بقربها ثوانٍ قليلة ثمّ اختفى. اتصلت عندها بزوجها وأخبرته فذهبا الى الطبيب وأخبراه بالموضوع فما كان بالطبيب معوّض إلّا أن أعاد الصورة ليظهر بوضوح أن الـ 20 سنتم من الماء أصبحت 9 سنتم. وولدت الطفلة معافاة سليمة. ما إن أصبحت الوالدة بصحة جيدة حتى أتت العائلة الى لبنان وقصدت الدير شاكرة.

الأعجوبة الثانية: حصلت مع الطفلة إلينا سيدة باسيل كورية من سد البوشرية، أهلها مقيمون في هولندا. ولدت بجمجمة مفسوخة، أنفها ليس في مكانه الطبيعي، صمّاء، خرساء، عمياء ومشلولة. مصيبتها من المستحيلات. وحدها الجمجمة لحمت. قصد أهلها العديد من الأطباء على مدى 3 سنوات ونيّف ولكن عبثًا. عادوا الى لبنان في اجازة فأخذتها جدتها قاصدة القديس شربل وهي تصلي في الطريق بكل إيمان. ما إن وصلت الى المحبسة فتحت باب السيارة، فكّت حزام الأمان، أمسكتها بيدها، وإذ بالطفلة تمشي من السيارة الى المحبسة، فكان شفاؤها من الشلل. فرحت الجدة شاكرة ممجدة وصلّت طالبة الشفاعة والشفاء الكامل. وفي الليل وبينما هم نياماً ظهر القديس شربل ووضع يده على عيني وأنف وفم وأذني الطفلة وجلس قربها طوال الليل. وفي الصباح استيقظت الطفلة معافاة كلياً؛ فكانت المفاجأة. صلّوا شاكرين ممجدين. وما إن وصلوا الى هولندا حتى أخذها والداها الى جميع الأطباء فكان شفاؤها نقطة اندهاش للطب حتى أن طبيبة ملحدة آمنت. وأرسلت جميع التقارير الى الدير وسُجّلت الأعجوبة في السجل الذهبي للدير.

الأعجوبة الثالثة: تمّت مع الطفل شربل سعد سعد من قرنة الحمرا والدته من رومانيا. قصد الوالدان الدير سائلين القديس شربل أن يرزقهم ولدًا بعد 15 سنة من العقم. وبعد عودتهم الى رومانيا بأسبوع حملت الزوجة. في آخر الشهر الثالث، نزفت الأم وقرّر الأطباء أن يجهضوها فرفضت وزوجها ذلك. ما إن أصبحت بالشهر الرابع والنصف حتّى فتح كيس ماء الرأس في بطن الوالدة فاضطر الأطباء أن يجروا لها عملية ولادة مبكرة وكان وزن الطفل 175 غرام فوضع في الحاضنة (Couveuse). وضع والده صور القديس شربل على زجاج الحاضنة وسلّمه طفله وذهب وزوجته الى المنزل فسجدا مصلّيان طالبان شفاعة القديس لشفاء ابنهم. مضت 9 أشهر وهما على هذه الحال، أخرج الطفل من الحاضنة بصحة تامة فأحضروه الى لبنان قاصدين عنّايا. من يصدّق أن 175 غرام أصبحت إنسانًا ! لا شيء مستحيل عند الرّب. تُعد هذه الأعجوبة من أهم الأعاجيب المستحيلة.

 

الأعجوبة الرابعة: حدثت مع أستاذ مدرسة من عكار يدعى ابراهيم الأحمر متأهل ولديه ولدين. تعرّض  لحادث سيارة، شلّت رجله وأصبح يمشي مستعيناً بعكازة. قصد القديس شربل في عنّايا، ركع بدون تفكير مع العلم أنه لا يستطيع أن يطوي رجله وسمع صوت قوي في أذنه صارخاً به "قُم!" فهبّ واقفاً ومشى مسرعاً فرحاً مهللاً. تمّ الشفاء مباشرةً أمام القديس شربل فتوجّه على الفور ليسجّل الأعجوبة . راح يبكي راجفاً مثل الطفل ولم يستطع أن يتكلّم فأخبرت زوجته ما حدث وترك العكازة وذهب.

 

الأعجوبة الخامسة: حصلت مع طيّار من الجنسية الروسية، يده مشلولة منذ 20 سنة نتيجة حادث سيّارة ويعاني من ألم مبرح في كتفه يجبره على أخذ الأدوية والأبر بشكل دائم لشدّة الألم. تزوجت ابنته من شاب لبناني دعا العائلة للسياحة في لبنان. في يوم أخذهم لزيارة عنايا وبينما هم يشاركون بالذبيحة الإلهية راح الطيّار يتأمّل بصورة القديس شربل ويصلي، شعر بيد قوية على كتفه تطحن له عظامه فكان ألم لا يوصف. نظر من حوله ولكنّه لم يجد أحداً. حاول تحريك يده فتحرّكت. نزل الجميع الى المتحف،  وقف أمام صورة القديس شربل هناك فأخذ يرتجف نحو دقيقة ونصف مثل الورقة وبعد انتهاء الرجفان اختفى الألم وعادت يده معافاة. عندها صعد وسجّل الأعجوبة فرحاً باكياً شاكراً ممجداً.

 

الأعجوبة السادسة: حدثت مع الطفلة نانسي باسم الشيخ سعد من برجا. مرضها مستعصي غريب على الطب إذ تشعر بنوع من الكهرباء من قدمها صعوداً الى رقبتها ترافقها رجفة قوية وألم لا يحتمل. عصي أمرها على الأطباء كافّةً. والدتها تعمل في مدرسة في رميش، نصحها زملاؤها بزيارة القديس شربل في عنّايا ففعلت وأتت الى مكتبي سائلة عمّا يجب أن تفعله فأعطيتها من ذخيرة القديس وطلبت منها أن تضعها في قنينة من الماء وأن تتلو صلاة المسبحة من القلب وتسقي الماء للفتاة ففعلت. وما إن شربت الماء حتى اختفت أوجاعها والنوبات التي كانت تحصل لها باستمرار. انتظروا بعض الوقت وتأكدوا من اختفاء الأوجاع والنوبات فقصدوا الدير مع كل التقارير الطبية وشكروا القديس شربل على شفائها.

 

الأعجوبة السابعة: تمتّ مع مارون الجلخ من بحرصاف. هو مغترب في فرنسا يملك مؤسسة تجارية يوظّف فيها شبابًا لبنانيين. أحد الشبّان قبل ذهابه لاستلام الوظيفة،  زار محبسة القديس شربل وأخذ معه القليل من ورق السنديان منها كبركة ترافقه في غربته. وصل الى الشركة في فرنسا ليستلم العمل، خاف من يد مارون إذ تغطيها "التواليل" بشكل مخيف، سأله عن الموضوع فأخبره أنه لم يترك طبيباً إلا وزاره ولكن من دون فائدة. فأخبره الشاب عن ورق السنديان الذي جلبها معه وبأنه يستطيع أن يغليها في الماء وعندما تفتر ليمسح يده بها فسوف يشفى بشفاعة القديس شربل. فرح مارون وأخذها منه بكل إيمان وما إن وصل الى المنزل حتى أخبر زوجته الملحدة بالموضوع فصرخت به مستهزئة قائلة "أصبحنا في القرن الـ20 وأنت تؤمن بالخرافات؟" فلم يتأثّر معلناً إيمانه قائلاً "أنا أؤمن بالرّب يسوع وبشفاعة القديسين وبالأخص القديس شربل" وفعل ما نصحه به الشاب واستسلم للنوّم. وعندما استيقظ في الصباح نظر الى يده فوجدها خالية من التواليل ولكن انتقلت جميعها الى قدم زوجته. أحبّ القديس شربل أن يعلّمها ألا خلاص إلا بالإيمان وأن الإيمان ليس خرافة. وعلى الرغم من ذلك لم ترتدع بل ذهبت الى الأطباء طالبة الشفاء الى أن رضخت للأمر الواقع وطلبت أن يجلب لها من أوراق السنديان من القديس شربل وهكذا أرسل زوجها شقيقته الى لبنان لتسجّل له أعجوبته وتأتي لزوجته بورق السنديان. وعندما غلت الأوراق ووضعتها على قدمها شفيت للحال إيمانياً وجسدياً. لقد كان درساً مؤلماً لها أعادها الى الإيمان.

 

الأعجوبة الثامنة : حصلت لرجل من عائلة مطر وهو مغترب في كندا حيث دعي الى عرس قريبه في مشيغن فقرّر أن يذهب وعائلته في سيّارته بحيث تبعد ميشيغن ثلاث ساعات ونصف من كندا. وبينما هم على الطريق السريع ارتطمت بسيارتهم سيارة مسرعة من الخلف فراحت سيارتهم تصطدم بسيارات أخرى وتدور مخلّفة أضرارًا مادّيّة وبشرّيّة بالآخرين. فصرخ الى القديس شربل قائلاً له "خذ روحي ولكن أرجوك أن تنقذ زوجتي وأولادي" وفي هذه الأثناء ظهر عليه القديس شربل وقال له بأنه سينقذهم جميعاً. وهذا ما حدث إذ على الرغم من التحطم الكلي للسيارة نجت كل العائلة بشكل عجائبي."

 

وفي نهاية اللقاء، ختم الأب مطر بالتشديد على الإيمان بالرّب بشفاعة القديس شربل، إذ أن هدف الأعاجيب زيادة الإيمان بالرّب. وطلب من الحضور أن يصلّوا بخشوع من أجل مرضاهم، من أجل لبنان، ومن أجل المسيحيين المتألمين في الشرق. وباركهم واستودعهم سلام المسيح.