متفرّقات
25 أيلول 2023, 05:30

جمعيّة عدل ورحمة: معًا من أجل حقوق الإنسان

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار التعاون المستمر بين "جمعيّة عدل ورحمة" والوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية، زار وفد من الوكالة مراكز الجمعيّة في لبنان لتقييم مشروع "الحقوق ١" المموّل من الوكالة في السجون اللبنانية وفي مراكز تأهيل المرتهنين للمخدرات التابعة للجمعية، الذي امتدّ ثلاث سنوات ونصف.

ضمّ الوفد القنصل الإيطالي في لبنان، أليسّاندرا بيارماتّيه مديرة الوكالة الإيطالية في لبنان وسوريا، دنيز بيفا، أنّا ريتا كازيللي من الوكالة الإيطالية- روما، ريتا بتريللي المسؤولة القانونيّة في الوكالة، جوليا جيروزو مديرة مكتب جمعيّة ARCS الإيطالية.

استهل الوفد جولته بزيارة مركز الرابية لمعالجة المرتهنين للمخدرات "ببدائل الأفونيّات" وتفقّد أقسام المركز والغرف الجديدة التي تم تجهيزها بالإضافة الى المطبخ الجديد والحديقة. 

بعد ذلك عقد الوفد اجتماعًا مع مديرة المركز دنيز غصن ومديرة البرامج الدكتورة لينا رياشي وفريق العمل في المركز، شرحت خلاله دنيز غصن كيفية العمل من لحظة دخول المستفيد إلى لحظة خروجه، وتوقفت عند أهمية هذا المركز الذي يضم سجناء سابقين لا ملاذ آمنًا لهم أو لا تستقبلهم عائلاتهم، يحتاجون إلى التأهيل بهدف إعادة دمجهم في المجتمع. كذلك أجابت على أسئلة الوفد حول شروط الاستقبال والمكوث في المركز، بالإضافة الى العقبات والتحديّات التي تواجه الجمعيّة للاستمرار في تقديم هذه الخدمات.

عبّر الوفد عن امتنانه وتقديره للجهود التي تبذلها إدارة المركز والعاملون فيه والهادفة إلى تحسين أوضاع المستفيدين سواء على صعيد تقديم خدمة العلاج "ببدائل الأفيونيّات" أو خدمة إعادة التأهيل والمسكن لنزلاء السجون السابقين.

بعد ذلك، انتقل الوفد إلى سجن روميه المركزي برفقة رئيس الجمعيّة الأب الدكتور نجيب بعقليني وأعضاء من الجمعيّة وجالوا في مبنى الأحداث واطلعوا على مشاغل صناعة الحقائب والأعمال اليدوية وغيرها... وكان لهم حديث مع السجناء العاملين فيها.

بعد ذلك زار الوفد الغرف التابعة للجمعيّة حيث يتم تقديم الخدمات الاجتماعيّة والنفسيّة والقانونيّة للسجناء، وكان لقاء مع بعض السجناء ومع مقدمي هذه الخدمات من فريق عمل الجمعية. من هناك انتقل الوفد إلى البيت الأزرق والصيدليّة والمطبخ وفرن الخبز، هذه الأماكن ساهمت الوكالة الإيطالية بتجهيزها .

ثم زار الوفد مبنى المحكومين حيث  التقى مدير المبنى والمحامين التابعين للجمعيّة  الذين يلاحقون قضايا السجناء ويعملون على تسريع ملفّاتهم، كذلك التقى الوفد الأساتذة الذين يقدمون التدريب المهني للسجناء.

في نهاية الزيارة، اجتمع الوفد مع فريق عمل الجمعيّة في مركزها قرب سجن رومية المركزي وعبّر عن تقديره لجهود الجمعيّة في مساعدة نزلاء السجون على تحسين أوضاعهم ومتابعة قضاياهم.

لمناسبة زيارة الوكالة الإيطالية للدعم والتنمية، تحدث الأب الدكتور نجيب بعقليني باسم جمعيّة عدل ورحمة، وأثنى على ثقة الوكالة وجمعية ARCSلعمل الجمعيّة ضمن "مشروع الحقوق" (امتد على ثلاث سنوات ونصف) الذي يعالج المُدمنين والمُرتهنين للمخدرّات، ويعمل داخل السجون لا سيما سجن رومية لتأهيل النُزلاء وإعادة دمجهم في المجتمع.

أوضح الأب بعقليني أنه من خلال تنفيذ هذا المشروع برزت أهمية الجهات المانحة ودورها في دعم الجمعيّات لا سيما "جمعيّة عدل ورحمة"، مؤكدًا أن التعاون الوثيق بين الوكالة الإيطالية للدعم والتنمية وبين الجمعيّة من خلال "مشروع الحقوق"، ساهم في تقديم الجمعيّة مساعدات عينيّة ومعنويّة وقانونيّة لنزلاء السجون وعائلاتهم، تضمنت دورات  محو الأمية وتعليم مهنة الكهرباء والكومبيوتر والرسم واللغة الإنكليزية واللغة العربية ونشاطات رياضية وثقافية، فضلًا عن متابعة ملفات النزلاء ما ساعد في التخفيف من الاكتظاظ.

ذكّر الأب بعقليني أن وفد الوكالة الإيطالية للدعم والتنمية قام بزيارات سابقة لمراكز الجمعيّة، كذلك زار وفد من الجمعية بعض السجون في روما وفلورنسا، في بداية المشروع، وقد تبعه "مشروع حقوق 2" امتدّ على تسعة أشهر، تابعت الجمعيّة من خلاله الملفات القانونيّة في سجن رومية ومخفري الجديدة وبعبدا لتخفيف الاكتظاظ.

أكد الأب بعقليني على أهمية التعاضد بين الجمعيّات والتعاون الوثيق مع قوى الأمن الداخلي منذ انطلاق الجمعيّة في عملها داخل السجون، وهي تحتفل هذا العام بيوبيلها الفضي تحت شعار "لم... ولن نكلّ".

أضاف أن هذا التعاون الذي كان وسيبقى هدفه التخفيف من آلام النزلاء وجراحهم ومآسيهم وتحسين الأوضاع السكنيّة والنفسيّة، من خلال متابعة الصحّة النفسيّة لهؤلاء والملفات القانونيّة وبعض النشاطات التي تساعد الأشخاص الذين يخرجون من السجن على الاندماج في المجتمع، رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وذلك عبر إيجاد فرص عمل وأمكنة تستقبلهم، "هنا تأتي أهمية مركزنا في الرابية "بيت الإيواء" الذي يستقبل الأشخاص الذين لم يستطيعوا الانخراط في المجتمع أو رفضَهم أهلهم أو لم يعثروا على فرص عمل".

في هذا السياق شكر الأب بعقليني الوكالة الإيطالية للتعاون "لمتابعة أوضاع المدمنين على المخدرات من خلال تقديم المساعدات المادية والدعم المعنوي والثقافي والاختبارات والخبرات التي استفدنا منها عبر نشاطات وورش عمل بين الجمعية وشركائنا من ARCS في إيطاليا، ونؤكد متابعة رسالتنا وتضامننا مع الشعب اللبناني للتخفيف عنه قدر استطاعتنا".

بعدما جدّد الأب بعقليني شكره للجهات المانحة، كشف عن التحضير لمشروع جديد مع الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون، "على أمل تقديم المساعدة بشفافية وبمتابعة حثيثة، كالعادة، للتخفيف من معاناة نزلاء السجون وتأهيلهم ليعودوا يوما ما إلى المجتمع، فضلا عن عملنا التوعوي ومناصرة المعذبين والمهدورة حقوقهم... على مدى 25 سنة دافعنا عن حقوق الإنسان وسنبقى كذلك دائمًا وأبدًا".