دينيّة
03 حزيران 2019, 07:00

حياتنا.. "فسحة نتذكّر فيها عطايا الله"

ماريلين صليبي
"على كلّ مسيحيّ أن يترك فسحة ليتذكّر العطايا التي نالها من الله"، بهذه الكلمات يعبّر البابا فرنسيس عن أهمّيّة الشّكر والامتنان وعدم التّذمّر من أيّ حدث قد يطبع حياتنا. فهل نحن راضون على الدّوام بما يضعه الله على دروبنا وأمام أعيننا؟

 

حياة الإنسان أحداث مستمرّة، خيّرة تفيض الفرح والامتنان، تخترقها أحيانًا أمور سيّئة محزنة. إلّا أنّ الإنسان المجبول بالطّمع، كثيرًا ما يغفل عن عطايا الله التي يفيضها عليه، ليقع في دوّامة التّذمّر والنّكران.
يهب الله الإنسان نعمًا لامتناهية تختلف من شخص إلى آخر، فهل يذكر هذه العظائم التي صنعها الرّبّ في حياته؟ أو أنّه يتنبّه فقط إلى القسم الفارغ من الكوب؟
ينتظر الإنسان من الله الأفضل دائمًا، ويطلب منه باستمرار دوام النّجاح والرّاحة والصّحّة، وإن حصل أي سوء، لا ينفكّ يلوم الخالق ويتّهمه بعدم المحبّة وفقدان الحنان، ليلوّن بعدها حياته بلون التّشاؤم واليأس.
يجدر بالإنسان أن يتمنّن لله بشكل دائم، أن يصلّي باستمرار ليتقبّل ما يُقدّمه الرّبّ إليه بفرح ورجاء، وأن يرى الأمور من منظار يشعّ أملًا ورجاء. 
يجدر بالإنسان أن يدرك محبّة الله له، وأن يعيَ عظمة النّعم التي يضفيها على حياته.
يجدر بالإنسان أن يعرف أنّ التّدبير الإلهيّ خيّر كيفما كان، وأنّ الحسابات السّماويّة صائبة توصل إلى الحياة الأبديّة الأكيدة.
يجدر بالمسيحيّ أن يذكر الصّلاة التي علّمنا إيّاها يسوع المسيح، صلاة  "الأبانا"، ويحفظ منها عبارة "لتكن مشيئتك كما في السّماء كذلك على الأرض"، ليعيش بأمل ورجاء دائمين، بامتنان ورضًى وقناعة، بشكر مستمرّ لكلّ ما يدبّره الرّبّ، وليتمّم كلام البابا فرنسيس ويجعل من حياته بأكملها فسحة يتذكّر من خلالها العطايا الإلهيّة.