دينيّة
03 تموز 2022, 07:00

خاصّ- الأب أبرهام: نُصلّي أن يكون لدينا "الغيرة الرّسوليّة"

نورسات
"نحن في الأحد الخامس من زمن العنصرة عندما حلّ الرّوح القدس، على أمِّنا مريم والرّسل الإثني عشر، بعد أن انتخبوا مار متيا مكان يهوذا الإسخريوطيّ، وكانوا "كُلُّهُم مُوَاظِبينَ عَلى ٱلصَّلاةِ بِنَفْسٍ وَاحِدَة." (لوقا 14:1) وبذلك أصبحوا العلّيّة الكنسيّة ورأسها السّيّد المسيح." بهذه الكلمات استهل مُنسّق لجنة الإعلام في نيابة صربا الخوري إيلي أبراهام تأمّله حول إنجيل القدّيس متّى (10/ 1-7) المعنون "دعوة الرُّسل".

وتابع: "بما أنّ هذا الزّمن المبارك هو أطول فترة ليتورجيّة في الكنيسة، نصلّي لنتعرّف أكثر على الأقنوم الثّالث من الثّالوث الأقدس، المُعَزّي والمُعَلِّم، ونتأمّل بمواهبه السّبع وهي: الحكمة، العلم، المشورة، الفهم، القوّة، التّقوى، مخافة الله. وبثماره وهي بحسب رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 22:5: "المَحَبَّةُ، الفَرَحُ، السَّلامُ، طُولُ أَنَاة أيّ الصّبر، اللُّطْفُ، الصّلاح أيّ كرم الأخلاق، الإيمان، الوَدَاعَةُ، العَفَاف"."

وأضاف: "قسّمت الكنيسة زمن العنصرة إلى ثلاثة أقسام: انتهينا من القسم الأوّل أيّ الاحتفال بحلول الرّوح المدافع. والقسم الأخير هو حضور الرّوح القدس بكل معمّد(ة).

بينما هذا الأحد يبدأ القسم الوسط وهي مرحلة الرّسالة، ونُذكر بأنّنا في هذه الزّمن المجيد نحتفل بأعياد الرّسل خاصّةً بطرس وبولس، الأربعاء الماضي، وتلاه تذكار الرّسل الإثني عشر. وهم يكمّلون أسباط شعب الله، ونحن بالمعموديّة التي وصلتنا من خلال الرّسل طُعّمنا في شجرة عائلة المسيح الكرمة. في إنجيل اليوم نرى إرساليّة الرّبّ لرسله الأولى ليعلنوا: "لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات". وبعد القيامة أرسلهم بالمهمّة الأخيرة التي نحن فيها حتّى مجيئه وهي حسب متّى (28: 19 – 20) "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدّهر". وحسب مرقس (16 :15) "إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها". أمّا في لوقا الفصل 24 فالرّبّ يربط بين أهمّيّة الشّهادة والبشارة بالقيامة والتّوبة مغفرة الخطايا لجميع الأمم. في قانون الإيمان، بعد الرّوح القدس، نعلن إيماننا "بكنيسة واحدة، مقدّسة، رسوليّة". كما نلاحظ أنّ العديد من السّيامات تكون في هذا الزّمن المبارك، ولكن يجب أن نتذكّر أنّنا بالمعموديّة حلّ علينا أيضًا الثّالوث الأقدس وأصبحنا مسكنًا لله وأعضاء في كنيسته. كما حصلنا أيضًا على صفات الممشوح وبذلك أصبحنا كهنة وملوك وأنبياء."

وإختتم الخوري أبراهام بالقول: "علينا كلّنا، إكليروس وعلمانيّين، تقع مسؤوليّة متابعة مهمّة المسيح الإرساليّة، ولا ننسى أنّنا لسنا لوحدنا، بل كما رأينا في إنجيل اليوم الرّبّ "أعْطَاهُم سُلْطَانًا". ندعم الرّسالة بصلاتنا وتبرّعاتنا ونكون مثلًا صالحًا للمسيح في عائلتنا، رعيّتنا، وطننا، وكلّ العالم. لذلك نُصلّي أن يكون لدينا "الغيرة الرّسوليّة" ونعلن مع القدّيس بولس بفرح: "الويل لي إن لم  أبشّر" (1 كو 9: 16).".