دينيّة
19 حزيران 2022, 07:00

خاصّ- الأب أبي عون: الكنيسة قائمة على تعليم الرّسل

نورسات
"يحمل إنجيل اليوم الأحد الثّالث من زمن العنصرة العنوان بحسب ليتورجيّة الكنيسة المارونيّة "الرّوح يعلّم" ربطًا بما يقوله يسوع لتلاميذه في نصّ الإنجيل "البراقليط، الرّوح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، هو يعلّمكم بكلّ شيء"، ويُضيف يسوع "ويذكّركم بكلّ ما قلتُه لكم". بهذه المقدّمة استهلّ رئيس أنطش سيّدة التّلّة - دير القمر وخادمه، الأب جوزف أبي عون الرّاهب المارونيّ المريميّ تأمّله الرّوحيّ حول إنجيل القدّيس يوحنّا (14/ 21-27).

وإسترسل قائلًا: "يشدّد يسوع تلاميذه بهذا الكلام النّبويّ ويقوّيهم للمرحلة التي تلي قيامته وصعوده إلى السّماء، واعدًا إيّاهم بأنّ الرّوح القدس هو سيعلّمهم ويذكّرهم ويكون معهم في كلّ شيء. كان يعرف يسوع جيّدًا المصاعب التي ستواجه تلاميذه الطيّبين والمعاكسات التي ستعترض طريقهم في التّبشير والرّسالة، لاسيّما وهم بمعظمهم جليليّون صيّادو سمك غير معتبرين لدى السّلطة اليهوديّة في أورشليم. لهذا سيأتي هذا الكلام النّبويّ ليس للتّشجيع والتّحفيز وحسب، بل ليؤكّد لهم بأنّ ما سيحملونه إلى العالم، بدءًا من اليهوديّة مرورًا بالسّامرة حتّى أقاصي الأرض، هو ليس بتعليم بشريّ عاديّ يُضاف إلى سائر التّعاليم الموجودة، بل هو تعليمه نفسه الخاصّ الخلاصيّ والمميّز والشّامل لكلّ الأمم، ولا يمكن إيصاله سوى بقوّة الرّوح القدس وتدخّله. لذلك سيحثّهم يسوع في هذا الإنجيل على ألّا يخافوا أو يضطرب قلبهم، لأنّ الرّوح سيعلّمهم ويؤيّدهم، وسلامه هو الذي سيرافق خطاهم وليس سلام العالم."

وتابع: "هذا ما حمله الرّسل في رسالتهم التّبشيريّة وما قد رآه النّاس فيهم ولمسوه في طريقة أدائهم وعيشهم وعليه كان التّأسيس والبنيان والانطلاق، وبه غيّروا العالم ونشروا ملكوت الله. وعندما نذكر في قانون الإيمان الذي نتلوه بكلّ قدّاس إلهيّ "وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسوليّة"، لا نعني فقط بأنّ الكنيسة هي رسوليّة، بل لنقول أكثر بأنّ الكنيسة قائمة على تعليم الرّسل "المُعلَّم والمؤيَّد من الرّوح القدس، البارقليط روح العنصرة."

سيعبّر القديّس بولس، رسول الأمم، خير تعبير عن هذا التّعليم من لدن الرّوح القدس في رسالته اليوم الأحد إلى أهل كورنتس "لم يكن كلامي وتبشيري لكم بكلمات الحكمة والإقناع، بل ببرهان الرّوح والقدرة، لئلّا يقوم إيمانكم على حكمة النّاس بل على قدرة الله".

وإختتم الأب أبي عون تأمّله الرّوحيّ مناجيًا مصلّيًا: "يا ربّ، نحن نثق بك، نثق بأنّك تعلّمنا بروحك القدّوس وتشدّدنا، وبأنّكَ معنا حتّى الانقضاء. آمين."