دينيّة
16 نيسان 2023, 07:00

خاصّ- الأب إسكندر: نحتاج فعلًا آذانًا تقدر أن تميّز صوت يسوع الحقّ

نورسات
"في احتفال الكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة بعيد القيامة، تضع الكنيسة قراءة من إنجيل الرّسول يوحنّا (20/ 1 – 18)، كقراءة مخصّصة لقدّاس صباح عيد القيامة، مع قراءات أخرى منها لرتبة السّلام الخاصّة بالعيد كما لقراءة إنجيل الصّباح، ومن هذه القراءة نتأمّل." بهذه المقدّمة استهلّ كاهن رعيّة السّيّدة العذراء للسّريان الأرثوذكس في برج حمّود الأب فادي بولس إسكندر تأمّله لموقعنا في عيد الفصح.

وأكمل: ""وَفِي أَوَّلِ الأُسبُوعِ جَاءَت مَريَمُ المَجدَلِيَّةُ إِلَى القَبرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الحَجَرَ مَرفُوعًا عَنِ القَبرِ"، النّص يذكر بقاء الظّلام وأنّ الحجر مرفوع عن القبر، ولكن هذا لا يدفعنا فقط إلى معرفة وقت القيامة بل يأخذنا إلى أبعد، فالظّلمة كثيرًا ما ترمز إلى الحزن كما الخطيئة أيضًا، أيّ أنّ القيامة حدثت في وقت غير متوقّع، هذا ما يرويه النّصّ، فمريم ظلّت مندهشة بل وتبكي وبطرس ويوحنّا مندهشان معها، إنّ آلامنا الحاضرة وتحدّيّات حياتنا المعاصرة لا تتيح لنا رؤية قيامة، وقد نتصوّر أنّ القيامة غير ممكنة مع العلم أنّ قيامة ربّنا كانت في ليل! بل نؤمن أنّ خلاصنا حدث في الصّليب، موت يبطل موتًا! وهنا يتجدّد الرّجاء المسيحيّ فينا فمهما كانت الظّلمة لا بدّ من قيامة إن كان يسوع حاضرًا في مشاهد حياتنا، إيمان نستقيه من هذه القراءة.

"قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا مَريَمُ" وفي وسط الحيرة الواضحة على مريم، لم تفق على الحقيقة إلّا بنداء يسوع لها باسمها، وهذا يدفعنا أيضًا إلى تأوين للنّصّ نحتاجه جدًّا، فنحن نغرق في آلامنا بدل أن نستثمرها لخيرنا، وذلك ليس عيبًا على قدر ما هو ضعف فينا، غير أنّ كلمة الله ممكن لها أن توقظ فينا الإحساس بحقيقة العالم وحقيقتنا، بل هي من يقدر أن يغيّر حالنا الرّوحيّ أوّلًا والنّفسيّ والجسديّ، وهذا يتحقّق من قدرتنا على السّماع، فرغم حيرة مريم إلّا أنّ آذانها كانت قادرة على سماع المسيح وتمييز صوته."

وإختتم الأب إسكندر تأمّله بعبرة للعيش، فكتب: "نحتاج فعلًا آذانًا تقدر أن تميّز صوت يسوع الحقّ، وهذا يأتي من خلال خبرة الحياة معه، فهو قد قام وسيقيم كلّ من يستطيع سماع صوته والذّهاب للقائه والفرح معه. خبرة مريم التي تولّدت عند القبر الفارغ هي خبرة تدعونا لأن نستوعبها ونعيشها فنخبر كما فعلت هي "فَجَاءَت مَريَمُ المَجدَلِيَّةُ وَأَخبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا". المسيح قام! حقًّا قام!"