خاصّ- الخوري الرّيفوني: السّلطة الحقيقيّة هي خدمة للآخرين
وأردف: "عندما احتفل يسوع بالعشاء الفصحيّ الأخير "أخذ خبزًا وبارك فكسر، وأعطى التّلاميذ قائلاً: خذوا كلوا، هذا هو جسدي" (متّى 26/26) وأخذ الكأس الممزوجة خمرًا وماءً "وشكر وأعطاهم قائلًا إشربوا منها كلّكم، فهذا هو دمي، دم العهد، الذي يهرق من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (متّى 26/27-28). بهذه الكلمات أضفى يسوع على الفصح اليهوديّ معناه النّهائيّ، فصار هو الحمل الحقّ الذي يحمل خطايا العالم. فالرّبّ يسوع الذي "أحبّ خاصّته الّذين في العالم، أحبّهم إلى الغاية" (يوحنّا 13/1) لم يشأ أن يتركنا يتامى، بل احتجب حضوره بيننا تحت شكلي الخبز والخمر معطيًا إيّانا وصيّةً جديدةً "إصنعوا هذا لذكري". وها هي الكنيسة منذ التّلمذة الأولى حتّى يومنا هذا تحتفل بالإفخارستيّا مبشرةً بسرّ يسوع الفصحيّ إلى أن يجيء (1 قور 11/26).
وبعد العشاء قام يسوع يغسل أرجل التّلاميذ جاعلًا من نفسه مثالًا لتلاميذه ولنا. "فهو مع كونه في صورة الله، لم يحسب مساواته لله غنيمة، بل أخلى ذاته، متخذًا صورة العبد" (فيليبّي 2/6-7). الحبّ الحقيقيّ ينحني أمام الآخرين، والسّلطة الحقيقيّة هي خدمة للآخرين. جعل يسوع الحبّ شريعةً جديدة، وصار لها القدوة والمثال. من أراد أن يحبّ عليه اتّباع يسوع المسيح المعلّم الأوحد."
وإختتم الخوري الرّيفوني مصلًّيًا: "في هذا الأسبوع المقدّس واليوم المبارك أعطنا يا ربّ أن نشارك بإيمانٍ في الإفخارستيّا، وبوعيٍ لحضورك بيننا في القربان المقدّس. أعطنا القوّة كي نعيش الحبّ الحقيقيّ على مثالك غاسلين جراح بعضنا البعض كي نكون مستحقّين المشاركة في وليمتك السّماويّة، آمين."