دينيّة
31 كانون الثاني 2021, 08:00

خاصّ – الخوري كرم: مقياس قربنا من الله هو قربنا من الإنسان

غلوريا بو خليل
"من هم القدّيسون؟ هم كلّ الّذين سعوا بمختلف الطّرق ليكونوا قريبين من الله وإخوتهم، بالصّلاة والصّدقات وعيش المحبّة للقريب، ونذكر في هذا الأحد كلّ الّذين وقفوا حياتهم على خدمة الله في الإنسان وخدمة الإنسان في الله. القداسة هي في الاقتراب من بعضنا البعض، هي في الشّركة والمحبّة." بهذه المقدّمة استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم كلمته الرّوحيّة لموقعنا في أحد الأبرار والصّدّيقين، شارحًا إنجيل القدّيس متّى (25: 31- 46) لينير قلوب المؤمنين وضمائرهم ولنذهب معه إلى العمق حيث قلب الرّبّ.

وأردف سائلًا: "كيف نقترب من الله؟" ليُجيب "إقتراب المؤمنين من الله هو في المسيح يسوع، ولكن أين هو المسيح يسوع الّذي نقترب به إلى الله الآب؟ إنّ مقياس قربنا من الله هو قربنا من الإنسان، وبخاصّةً الّذين هم صغار في عيون النّاس. فابن الله تصاغر كما يقول الكتاب المقدّس، صار صغيرًا كما إنّ الإنسان صغير. فلم يعد بعيدًا لا يمكنك الاقتراب منه! ها هو على بابك يقرع مستعطيًا مستعطفًا ومنتظرًا، وعلينا أن نفتح الباب.

كلّ من يريد أن يرى الله، عليه أن يحنو بنظرةٍ على أخيه المستضعف فيراه هو قريبًا منه، هو على بابك وأنت لا تراه."

وإستطرد راسمًا خارطة طريق واضحة ووحيدة للوصول إلى القداسة مؤكّدًا: "إقترب من الإنسان تقترب من الله واقترب من الله تقترب من الإنسان. إخشع أمام الله تخشع أمام الإنسان، واخشع أمام الإنسان تخشع أمام الله.

إذا اقتربت من الجائع والعطشان والغريب والعريان والمريض والمحبوس... فإنّك تقترب من الله لأنّ الله قريب من هؤلاء بمحبّةٍ لا يحدّها حدّ!"

وأضاف: "إنّ الله أعدّ الملكوت للإنسان من قبل تأسيس هذا العالم، أمّا النّار فليست معدّة للإنسان بل لإبليس ولجنوده. فالإنسان معدّ أصلاً ليكون قريبًا من الله، والرّبّ خلق الإنسان للخلاص وليس للهلاك. لذلك، فمصير كلّ من يقترب من أخيه - بقربه من الله - فهو وريث الملكوت."

وإختتم كاهن رعيّة بشلّلي كلمته الرّوحيّة بعبرة للعيش، فقال: "أخي المحبوب من الله، أنظر جيّدًا بنظرة نبويّة لأنّك عندما تطعم الجائع عليك أن ترى أمامك يسوع الجائع، هو جائعٌ إلى الحبّ. عندما تروي العطشان، تروي يسوع الّذي يصرخ على الصّليب أنا عطشان. وإذا أويت الغريب فأنت تستقبل يسوع الهارب من وجه هيرودوس. وإذا كسوت العريان عليك أن ترى يسوع العريان على خشبة الصّليب. وإذا تفقّدت أو زرت المحبوس كنت تخدم يسوع المعتقل من أجل جلده وتسميره على الصّليب."