دينيّة
28 أيار 2023, 07:00

خاصّ- الخوري كرم: هل تستخدم الرّوح وتفعّل حضوره في الالتجاء إليه؟

نورسات
"عنصرة مباركة، نطلب من الرّبّ أن يمنحكم فرح الرّوح القدس وشكران الرّبّ في ولادة الكنيسة بنعمة الرّوح القدس. نطلب من الرّبّ أن يسكب عليكم الرّوح جميعًا". بهذه التّبريكات استهلّ الكاهن المتفرّغ لصلاة الشّفاء في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا حول إنجيل القدّيس يوحنّا (14: 15- 20) في أحد العنصرة.

وتابع: "نتأمّل في زمن أعمال الرّسل الفصل الثّاني، الجماعة مجتمعة في الصّلاة والتّأمّل بالكتب وموحّدة بقوّة المحبّة، إنّه مناخ روحيّ جيّد من أجل الحصول على فيض الرّوح والتّمتّع بالمواهب الرّوحيّة، والجهوزيّة من أجل الخدمة والعطاء.

في كلّ بدء جديد الرّوح القدس يظلّل الجماعة. لنصلّي لكي تكون جماعاتنا الرّسوليّة، نشيطة ومشتعلة بنار المحبّة فتحيا باستمرار في بدءٍ جديد.

في هذا اليوم المبارك، لنتأمل بنصّ يوحنّا حسب المراحل التّالية:

1- مجيء الرّوح القدس: يتكلّم يوحنّا الرّسول في يوحنّا 14 عن مجيء البارقليط.

في بدء الفصل، يركز يوحنّا على الإيمان، بينما في إنجيل اليوم، يتكلّم عن فضيلة المحبّة.

ليس هناك أيّ تناقض في إنجيل يوحنّا بين الإيمان والمحبّة. الوصيّة الأساسيّة هي الإيمان بيسوع ومحبّة بعضنا البعض.

"ووصيّته هـي أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، وأن يحبّ بعضنا بعضًا كما أوصانا." (يوحنّا الأولى 3: 23)

نعيش المحبّة في الأمانة للوصايا والمحبّة في ثلاث آيات. في كلّ مرّة نحصل على وعد بالحضور الإلهيّ (حضور الثّالوث):  

"الرّوح القدس يقيم معكم ويكون فيكم" (يوحنّا 14: 15- 17)  

"وأنا، (الإبن)، أحبّه وأظهر له ذاتي" (يوحنّا 14: 18- 21)  

"فأحبّه أبي، ونجيء إليه ونقيم معه" (يوحنّا 14: 23- 24)  

السّكن المثلّث للحضور الإلهيّ في وسط الكنيسة، يتمّ بقدر عيش الأمانة في المحبّة وحفظ الوصايا.

يأتي الرّوح القدس ويلقّب ببارقليط آخر. يسوع في حياته التّاريخيّة هو البارقليط الأوّل.

مهمّة الرّوح في يوحنّا متعدّدة: يعلّم ويذكّر (14: 26)؛ يشهد لصالح يسوع (15: 26)؛ إنتصار يسوع على العالم (16: 8- 11).

2- مجيء يسوع: يسوع يتكلّم عن حضوره الدّائم غير المنظور، بعد القيامة وفي جماعته.

يشدّد على حفظ الوصايا؛ حضور يسوع هو قوّة تنعش المؤمن وتترجم في حياة عمليّة نشيطة وفعّالة.

3- مجيء الآب مع يسوع: سؤال يوضاس (غير الإسخريوطيّ) يسمح ليسوع بتجديد شروط المجيء مع الآب وحضورهم المشترك للتّلاميذ: إنّه محبّة الإبن واحترام الوصايا.

المحبّة عند يوحنّا هي العلامة المميّزة للتّلميذ الحقيقيّ الملتزم في الجماعة المسيحيّة."

وإختتم الخوري كرم تأمّله بعبرة للعيش تضعنا أمام ذواتنا: هل تعلم أنّ كلّ نشاط تتمّمه باسم يسوع المسيح، ستكافأ عليه بالحصول على فيض من الرّوح القدس؟ هل تستخدم الرّوح وتفعّل حضوره في الالتجاء إليه: في الصّلاة، في شرح الكتب، في تتميم الآيات ومعجزات الحبّ الإلهيّ؟".