دينيّة
19 كانون الأول 2021, 08:00

خاصّ– رحلة تأمّليّة من النّسبة إلى الميلاد مع الخوري بشعلاني

غلوريا بو خليل
في الأحد الأخير قبل ميلاد الطّفل الرّبّ، انتقت الكنيسة المارونيّة إنجيل القدّيس متّى (1/1-17) لتسلّط الضّوء على سجلّات نسب يسوع منذ إبراهيم وصولًا إلى يوسف خطّيب مريم والدة يسوع. إنطلاقًا من هنا، كان لنا حديث مع خادم رعيّة كفرياسين وأدما الخوري أنطوان بشعلاني الّذي أخذنا في رحلةٍ تأمّلية "من النّسبة إلى الميلاد" بكلمات دافئة مفعمة بالمحبّة والحنان والرّجاء، فقال:

"أيّتها البشريّة! هنيئًا لكِ إلهًا صار طفلاً واشتاق أن يدوّن اسمه في سجلّات الأرض ليكتب اسم أبناء الأرض في دفاتر السّماء!

أيّها الإنسان! هنيئًا لك إلهًا دخل في دواوين الحياة الأرضيّة ليخطّ أسماء النّاس في دواوين قصائد الحياة السّماويّة!

أيّتها المغارة! هنيئًا لكِ دفء الطّفولة من نار حبّ الطّفل الذي ولد فيك إلهًا، فامنحينا من نار دفئه حرارة تُذيب جليد حياتنا!

أيّها المذود! طوبى لكَ براءة الطّفولة من وداعة الطّفل الّذي استوى عليك ملكًا، فهبنا من وداعة براءته بساطة تليّن تحجّر قلوبنا!

أيّها النّجم! هنيئًا لكَ نور الألوهة من وجه الطّفل الذي أرشدتنا إليه صبيًّا، فأعطنا من نور جماله شُهبًا يضيء عتمات أفكارنا!

أيّها المجوس! طوبى لكم تواضع الله من وقار الطّفل الذي سجدتم له مسيحًا، فامنحونا من رهبة وقاره نغمة تدوزن نشاذ كبريائنا!

أيّها الرّعاة! هنيئًا لكم جمال الطّفولة من بسمة الطّفل الذي سجدتم له مخلّصًا، فأطعمونا من فرح تجسّده نسمة تبهج شقاء عمرنا!

أيّتها المواشي! طوبى لكم لمسة السّلام من نظرة الطّفل الذي اخترتموه راعيًا، فأعيرونا من دفء محبّته لمسة ترعى شؤون حياتنا وتسهر على شجون متاعبنا وظلمات حياتنا!

مريم! طوباك يا أمي الحبيبة لأنّ عيناك تكحّلتا برؤية الله الذي ثغى طفلاً على ذراعيكِ، فاحضنيني يا أمّي الحنونة وامسحي دمعات الحزن من عيني، كما سهرت على يسوع رضيعك!

يوسف! هنيئًا لك يا أبي الجليل لأنّ قلبك تبارك بمشاهدة ابن الله الذي نظر إلى وجهك ملتمسًا من أحضانك العطف والحماية، فضمّني يا أبي الحنون واغمرني بدفء عطفك وعنايتك، كما رعيت بأمانة يسوع وديعة الآب لك!

يسوع! هنيئًا لنا بك عطيّة الآب لأرضنا، وهديّة السّماء لحياتنا، ونعمة الحبّ لقلوبنا، ونسمة الرّحمة لخطايانا، ونفحة القوّة لضعفنا، وجمال التّواضع لكبريائنا!

يسوعي! طوبى لنا بك جئت متجسّدًا في إنسانيّتنا ليصبح إنساننا هو حقيقة الميلاد، هو الميلاد، عندما يتّشح بتواضع المغارة، وببساطة المذود، وبجرأة النّجمة، وباندفاع المجوس والرّعاة، ولنقبل أن تتربّع على عرش حياتنا فتولد طفلاً يرغب بأن يكبر وينضج ويقدّس اسم الآب فينا، ليقدّسنا الآب في السّماء، آمين!!!"