دينيّة
10 أيلول 2016, 12:26

خاصّ- "رفقا ترافقكن".. ورافقتهم

تمارا شقير
انطفأت ذاكرة ديزيريه معلوف بعد أن انطفأت شعلة حياة أخيها، فهو الذي دخل الحياة الأبديّة فجأة إثر تعرّضه لذبحة قلبيّة.

 

لم يكن الموت سهلًا عليها، فالصدمة جعلتها تفقد قدرتها على النطق لمدة تسعة أيّام وذاكرتها لفترة وجيزة من الوقت لحين تدّخل القديسة رفقا.

تخبر معلوف في حديث مع موقع "نورنيوز" أنّه بعد وفاة أخيها لم تعد تتذكر سوى زوجها وابنتها الصّغيرة، وتضيف أنّه في إحدى اللّيالي ظهرت عليها راهبة مرتدية ثوبًا أسودًا ولمست جبينها بحنان. اعتقدت معلوف أنّ هذه الراهبة هي القدّيسة ريتا ولم يخطر في بالها أبدًا أن تكون القدّيسة رفقا كونها لم تكن من المتعبّدين لها.

حالة معلوف الصحيّة كانت مأساوية، إذ كانت في ضياع متواصل وبحاجة إلى رعاية دائمة ما دفع عائلتها إلى اتخاذ قرار بنقلها إلى قسم الطبّ النفسيّ في مشفى بيل فو "belle vue".

وقبل دخولها المشفى، قررّت العائلة زيارة دير مار يوسف- جربتا، فتوّجه أفرادها برفقة أقاربهم إلى ضريح القدّيسة رفقا طالبين منها جميعًا نعمة الصبر والشفاء.

عند وصولهم إلى الدّير، مسحت لها ابنتها وجهها بتراب عن ضريح القدّيسة؛ وعند مغادرة الدّير، رأت معلوف وزوجها راهبة تقترب منهما وتقول: "رفقا ترافقكن"، فشكرها الزوج.

نفح عطر قداسة هذه الراهبة عبيره على ديزيريه وزوجها، فهما فقط من تمكنّا من رؤيتها والتكلّم معها إذ أنّه عندما قالت ديزيريه لابنتيها "شفتو هالراهبة شو مهضومة" أجهشتا بالبكاء اعتقادًا منهما أنّ والدتهما تُهلوس، إلّا أنّ الوالد أكدّ لهما العكس.

بقدرة عجائبيّة اختفى التراب عن وجه ديزيريه وعن يد ابنتها، وشعرت المريضة بدوار فطلبت التوّقف عند احدى المقاهي في المنطقة.

وتشير معلوف إلى أنّ شعورًا غريبًا تملّكها لوقت قصير واستعادت ذاكرتها فتعرّفت إلى ابنتها البكر وأقاربها قائلة بدهشة: "هيدي بنتي وهيدي اختي وأولادها".

وهكذا حصلت الأعجوبة، واستعادت ديزيريه معلوف ذاكرتها بثوان قليلة بشفاعة القدّيسة رفقا العجائبيّة.