دينيّة
12 أيار 2019, 07:00

خاصّ- ظهور يسوع لتلاميذه... عِبَر ورموز

غلوريا بو خليل
إنجيل الأحد الرّابع من زمن القيامة للقدّيس يوحنّا (21 / 1 - 14) هو إنجيل مليء بالعِبَر والرّموز حيث يظهر يسوع لتلاميذه على البحيرة وهم يصطادون السّمك، ليقوّيهم وينتشلهم من حالة اليأس التي وصلوا إليها بعد صلبه وموته، وليؤكّد لهم قيامته ويطلقهم في تجديد دعوتهم إلى صيد البشر. من هنا، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث مع الأب ميشال عبود الكرمليّ ليوضح لنا معاني وأبعاد كلّ تلك العبر والرّموز ويفسّرها، فشرح قائلًا:

 

"تُعلن نهاية إنجيل يوحنّا، الفصل 21، دعوة تلاميذ يسوع والرّسالة الّتي يكلّفهم بها، وهي إعلان أنّ يسوع قام من بين الأموات، وهو حيّ فيما بيننا، وهذا الفصل كُتب بعد موت بطرس والتّلميذ الحبيب.

بدايةً، يكلّمنا عن سبعة تلاميذ، وسبعة هو عدد الكمال، فيذكر بطرس الّذي أنكره وتوما الّذي شكّ في قيامته، ونتنائيل الّذي قال: "أمِنَ النّاصرة يخرج شيء صالح؟"، وابني زبدى اللّذين طلبا السّلطة في حياة يسوع العلنيّة بأن يجلس واحد منهم عن اليمين والثّاني عن اليسار. وبهذا نعرف أنّ من يتبع يسوع يحمل في ذاته نقاطًا من الضّعف الإنسانيّ ولكنّه يتخطّاها باتّباعه يسوع واكتشاف حبّه له.

نرى في هذا الإنجيل، أنّ التّلاميذ عادوا إلى الصّيد أيّ إلى حياتهم الاعتياديّة ما قبل اتّباعهم يسوع لأنّ المشروع فشل والمعلّم صُلب ودُفن ولا شيء بعد ذلك يستحقّ أن تُعطى له الحياة، فلم يعلموا أنّ بعد الجمعة هناك أحد، وبعد الموت قيامة.

ويذكر الإنجيل "الصّباح"، وهو نور القيامة، والمسيح واقف على الشّاطىء وهو الثّبات والحياة والأرض الجديدة، والتّلاميذ هم في البحر، في موطن الشّكّ والشّرّ، حيث يتعرّضون لكلّ أنواع المحن والتّجارب.

كما يذكر الإنجيل "التّلميذ الّذي كان يحبّه يسوع" فهل يسوع يميّز بين تلاميذه، بالطّبع لا! فهو لم يذكر أبدًا هذا الشّيء، وإنّما التّلميذ هو الّذي يقوله عن نفسه، فيرى أنّه محبوب أكثر من غيره، وهذا يدلّ على العلاقة العميقة مع يسوع.

وفي هذا الإنجيل أيضًا، غطّى بطرس عُريَه، وهذا دلالة لغفران الخطايا كما فعل الأب مع ابنه الضّال.

وبعد أن تعبوا اللّيل كلّه ولم يصطادوا شيئًا، بكلمات يسوع فاض السّمك في شباكهم، فبدون يسوع الحياة فراغ، ومعه الحياة نعمة وامتلاء؛ فامتلأت شبكتهم الّتي ترمز إلى الكنيسة بـ 153 سمكة كبيرة، وهو جمع الأرقام من رقم واحد إلى 17 الّذي هو جمع لعدد 7 أيّ عدد الكمال مع رقم 10 أيّ الوصايا العشرة، علامة أنّ البشارة ستصل إلى أقاصي الأرض."