دينيّة
15 آذار 2020, 14:00

خاصّ- كيف نفهم الصّلاة ونختبرها؟

ماريلين صليبي
كثيرًا ما نميل كمؤمنين نحو الصّلاة في أوقات الشّدّة والصّعاب المُرّة، فهي وسيلة نتواصل من خلالها مع الله، وهي ضروريّة في حياتنا الرّوحية ولممارستها يوميًّا أهمّيّة قصوى. ولكن، هل فكّرنا يومًا بهذه الصّلاة وفهمنا إرادة الرّبّ من خلالها؟ وكيف للمرء أن يقود قطار الصّلاة المنتظمة ليصل إلى فهمها من العمق؟

 

في حديث لموقعنا مع الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي خويري، قال الأخير إنّ الصّلاة نوعان :

الصّلاة اللّيتورجيّة أيّ صلاة الكنيسة للآب الرّسميّة التي تأخذ دورها في كلّ مشروع الله الخلاصيّ كالقدّاس الإلهيّ، صلاة الفرض أيّ الصّباح والمساء. لهذه الصّلاة شروط وأطر تساعد النّاس على لقاء المسيح بشكل أفضل، فلا يوجد قوانين في الكنيسة واللّيتورجيّة ليست بعائق أمام المسيحيّين، غير أنّ الكنيسة، الأمّ الحنون، تسعى لوضع الصّلاة في إطار يساند المؤمنين في لقاء المسيح. هذه الصّلاة تجعلنا إذًا ننتمي للجماعة في شركة واتّحاد مع الإخوة في الإنسانيّة من حول العالم، شراكة تتخطّى الأرض لتطال من سبقونا من قدّيسين وأبرار وموتى مؤمنين.

والصّلاة الشّخصيّة والّتي بحسب الأب خويري هي امتداد ذاتيّ للصّلاة اللّيتورجيّة، وهي التي يرفعها المؤمن بحرّيّة للرّبّ في أمكنة تصبغه بالخشوع كالطّبيعة أو الدّير أو الكنيسة. فكثيرة هي طرق الصّلاة الفرديّة التي تساعدنا على المشاركة في الحياة المسيحيّة. مع العلم أنّ الكتاب المقدّس وشفاعة القدّيسين واستنجاد الثّالوث الأقدس وتمجيد القربان المقدّس من ثوابت الصّلاة الشّخصيّة التي تتّسم بطابع الحرّيّة والخبرة والرّاحة.

وفي الختام لا بدّ لنا كمؤمنين من التّسليم أنّ الصّلاة لا تُعلَّم بالكلام، بل بالممارسة والاختبار، فلنعش الصّلاة الفعليّة بعيدًا عن التّرداد والتّمتمة، صلاة تنبع من القلب وتصل إلى آذان الله بخشوع وصدق!