دينيّة
14 شباط 2018, 14:00

خاصّ- ما هي قصّة الحبّ الأعظم؟

ريتا كرم
إستيقظ العالم اليوم على عيد القدّيس فالنتاين، عيد الحبّ. ومنذ اللّحظات الأولى لهذا الصّباح، ها هم أهل الحبّ على أنواعه يعبّرون عن أدفن مشاعرهم وأصدقها، مشاعر تغلّفها ألوان العشق والغرام فقط. اليوم ها هي كلّ حروف الأبجديّة يخمد ظلّها أمام حروف كلمة "الحبّ".

 

اليوم وفيما نحيي جميعنا في ثالث أيّام الصّوم الكبير هذا العيد الّذي يرتبط بالقدّيس فالنتاين، دعوة لنتذكّر من قدّم أعظم أمثولة في المحبّة، وبذل ذاته فداء عن البشريّة جمعاء.. دعوة لنتذكّر يسوع المسيح بتأمّل خصّه لموقع "نورنيوز" الإخباريّ رئيس أنطش سيّدة التّلّة في دير القمر وخادمه الرّاهب المارونيّ المريميّ الأب جوزيف أبي عون، ذكّرنا فيه أنّ سبب صومنا يعود إلى التّشبّه بيسوع في صومه، فقال: "هو الحبّ قد صام. وهذا الحبّ لم يكن ليظهر على حقيقته إِلَّا في تجليّات تحمل مآثر الصّوم في البرّيّة. الحبّ والصّوم في المسيحيّة يمشيان معًا. لا قيمة للصّوم بدون الحبّ، ولا تسامي للحبّ خارج إطار تضحيات الصّوم في سبيل الأفضل والأحسن. ونحن تلاميذ يسوع المعمّدين بإسمه، يكفينا فخرًا واعتزازًا بأنّه هو صام أوّلاً. وعندما نصوم، نكون نصوم مثله، وعلى هديه، ناظرين إليه، متأمّلين فيه، متشبهّين بأحاسيسه ومشاعره، سائرين على دربه، وهو يتألّم من شدّة العطش والجوع لإروائنا من مياهه وإشباعنا من جسده، فنتقوّى ونتشّجع. هذا الصّوم في كلّ تعابيره، يغدو أوّلاً فعل حبّ ليسوع واقتداءً به، وثانيًا فعل حبّ وطاعة لكنيسته الأمّ والمعلّمة، جسده السّرّيّ والمنظور في وسط العالم، الّتي تدعونا للصّوم".

إذًا وفيما نحيي اليوم أرقى المشاعر الإنسانيّة، دعونا ننظر إلى الصّليب ونعاين قصّة الحبّ العظيم الّتي خطّها يسوع بدمائه فداء عن كلّ واحد منّا؛ ولننطلق في صومنا يومًا بعد يوم "مشاركين الرّبّ صليبه، حاملين معه آلامنا وآلام البشريّة، جادّين وراءه وفِي ذهننا أنّ الدّافع الأساسيّ ليسوع بالصّوم هو الحبّ".